مازالت السكنات المهدّدة بالسقوط بوسط وبمحاذاة قصر ورقلة العتيق تشكّل خطرا محدقا بحياة ساكنيها والمارة على حدّ سواء، الأمر الذي أضحى يستدعي تدخلا فوريا من الجهات المسؤولة من أجل تفادي تسجيل حوادث مميتة على غرار آخر حادثة أدت إلى وفاة شاب في مقتبل العمر داخل مسكنه بفعل انهيار أحد جدرانه حسب سكان القصر. ويشتكي سكان قصر ورقلة العتيق الذي يعدّ من بين أكبر التجمعات السكانية وشريانا هاما للحركة التجارية اليومية وسط عاصمة الولاية ورقلة وضعية عدد من السكنات المهدّدة بالسقوط في أية لحظة على رؤوس قاطنيها أو المارة. وأبدى هؤلاء في حديثهم ل»الشعب» عدم رضاهم عن وتيرة التعاطي مع هذا الملف الذي أصبح يكلّفهم حياتهم ثمنا ويضطرهم في بعض الحالات للعيش تحت ما يشبه الأنقاض، في هذه المساكن التي تبقى معرّضة للانهيار في أية لحظة بفعل الأشغال التي طالتها والظروف المناخية التي أثّرت على هشاشتها. من هنا، أبرز رئيس جمعية القصر للثقافة والإصلاح حسان بوغابة أن المساكن المهدّدة بالسقوط تقدّر ب400 مسكن والعدد يتضاعف بصفة مستمرة نظرا لتأثرها بالعوامل الطبيعية التي زادت من هشاشتها، مما يجعلها تبقى ذات أولوية للتدخل في ترميمها من أجل تقليل الأخطار. وبهذا الصدد، أكد المتحدّث أن عملية إعادة بناء الجدران الخارجية ورفع الردم من السكنات المنهارة التي أطلقها المجلس البلدي لبلدية ورقلة سنة 2007، واستمرت فيما بعد استحسنها الكثير من سكان القصر لما عادت به من نتائج إيجابية ونظرا لمساهمتها في تحسين الوجه العام للقصر، مشيرا إلى أنه ينتظر من المجلس البلدي الحالي مواصلة هذه العملية. ويتطلب مشكل البنايات الآيلة للانهيار نقاشا خاصا نظرا لارتباط هذه المنطقة من جهة أخرى بحركة حيوية يومية من طرف مواطني الولاية الذين يمرون عبر أبواب قصر ورقلة التي تطل على سوق يومية للخضر ومحلات بساحة الشهداء، فضلا عن عدة مرافق عمومية تستقطب آلاف المارة يوميا وهو ما يضاعف من حجم خطورة الوضع. ويرى أعضاء تنسيقية المجتمع المدني أن معظم سكان القصر العتيق بورقلة يعيشون حالة من القلق المتزايد جراء الأخطار المحدقة بهم، خاصة بعد تسجيل عدة حوادث تسبّبت في وفيات، منها ما تسبب في إعاقة مستديمة لضحاياها، وهي مخاوف تتزايد خلال فصل الشتاء الذي يشهد نزولا للأمطار تتسبب في سقوط بعض المنازل والجدران. وبالإضافة إلى خطر الانهيارات المفاجئة، يتهدّد السكان خطر البنايات المنهارة جزئيا أو كليا والتي يتخذ منها الأطفال فضاءات للعب، حيث تعدّ هذه البنيات مكانا لتكاثر الحشرات الضارة. يذكر أن عديد عمليات الترميم مسّت قصر ورقلة الذي يتربّع على مساحة 30 هكتار ويقدّر عدد سكانه بما يفوق 10 آلاف نسمة يتوزعون على 2300 مسكن، إلا أنها كانت غير كافية. تجدر الإشارة هنا إلى أن دراسة الوضعية الاستعجالية لترميم هذا المعلم والتي اتخذت الولاية إعدادها على عاتق ميزانيتها، حيث من المنتظر أن تشمل الواجهة الخارجية للقصر، السوق الداخلي، الشوارع الرئيسية بما فيها واجهات المباني والسكنات، الساحات العمومية وأيضا المباني الآيلة للانهيار حسب درجة الحاجة للتدخل عرفت مراحل متقدمة حسب مصالح الولاية وهي خطوة يعلق الكثير من السكان والناشطين الجمعويين آمالا كبيرة عليها من أجل تحسين الإطار المعيشي والحفاظ على هذا المعلم الثقافي والتاريخي الهام.