شكلت الجولة السياحية والاستكشافية والإعلامية، التي قام بها وفد صحفي من مختلف وسائل الإعلام الوطنية، من 23 الى 26 جوان الجاري فرصة للاطلاع والتعرف على الموروث السياحي والطبيعي والثقافي والتاريخي والحضاري الذي تزخر به هذه المنطقة من الوطن. وسمحت هذه الجولة التي شملت ولايات تلمسان وعين تيموشنت ووهران للوفد الصحفي بالتعرف على الثراء السياحي المتنوع والثري الذي تتوفر عليه الولايات الثلاث من مواقع أثرية وتاريخية ودينية وثقافية الى جانب الهياكل الفندقية. ومن بين هذه الفضاءات الهامة التي يمكنها استقطاب أعداد كبيرة من السواح من مختلف مناطق الوطن ومن الخارج، الطبيعة الخلابة التي تتوفر عليها الولايات الثلاث وكذا المواقع الاثرية التاريخية من بينها المساجد والمدن العتيقة الذي يعود تاريخها الى فترة حكم الرومان والزيانيين والمرينيين وكذا العثمانيين. ومن أشهر هذه المواقع الأثرية مدينة المنصورة وقلعة المشور وهضبة لالا ستي ومغارة بني عاد بتلمسان إلى جانب الشريط الساحلي الممتد ما بين عين تيموشنت الى غاية مدينة وهران والذي ما زال لم يستغل معظمه لحد الآن. فمدينة بني صاف التي تعد المدينة القديمة لصيفاقس في عهد الرومان تعرف بجزرها الخلابة ومحمياتها الطبيعية الغنية بالثروة النباتية والحيوانية المهددة بالإنقراض كجزيرة رشقون وكذا بشواطئها الجميلة من بينها شواطئ مدريد ورشقون . وتتميز مدينة عين تيموشنت، هي الأخرى بجمالها الطبيعي وثرائها النباتي ومواقعها الأثرية لأنها تعد من أقدم المدن الساحلية والتي ما تزال أغلب شواطئها المحيطة بالجبال والصخور ومختلف النباتات والأشجار. فهذه المدينة تتوفر على ثروة سياحية كبيرة، مما يستدعي حسب المشرفين على قطاع سياحة بالولاية التكفل والعناية بها لاعطائها المكانة اللازمة وجعلها تستقطب إعداد هائلة من السواح على مدار السنة. وتبقى مدينة وهران العتيقة من أجمل المدن الجزائرية نظرا لطبيعتها الخلابة وثرائها النباتي وكذا السياحي والثقافي ومواقعها الاثرية والدينية وحماماتها المعدنية. ومنحت للمدينة خلال هذه اللسنوات الأخيرة عناية كبيرة، حيث استفادت من عدة مشاريع للتوسع السياحي سواء من القطاع العمومي او الخواص ومن بين الفنادق التي عززت بها الولاية لتوفير الراحة والإقامة للسواح فندق (نيو بيتش 2) التابع لأحد الخواص الجزائريين إلى جانب فندق ايبيز وشيراتون ومريديون وسلسلة عدن والمركب السياحي الكبير والمعروف لدى الوهرانيين «الاندلسيات» الذي صممه المهندس المعماري المعروف فرنون بيون. وقد أكد وزير السياحة والصناعة التقليدية، السيد إسماعيل ميمون، لدى استقباله الفوج الصحفي بولاية وهران على أهمية هذه الرحلة الاستكشافية التي برمجت بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني للسياحة في طبعته الأولى للتعرف على مقومات السياحة الوطنية. وأبرز بهذه المناسبة، الدور الهام المنوط بالصحفي من أجل الترويج والتعريف بالامكانيات السياحية التي تتوفر عليها البلاد قصد جلب السواح وتعزيز السياحة المحلية. واعتبر الوزير في هذا الإطار وسائل الاعلام «طرفا هاما» في مجال الإنعاش السياحي وإعادة بعثه مجددا في الجزائر، كما كان عليه في السابق، داعيا الجميع في نفس الوقت إلى بذل المزيد من الجهود لتحويل المادة السياحية الخام إلى منتوج سياحي فعال يساهم في خلق الثروة الاقتصادية والتنمية المستدامة لاسيما في المناطق الداخلية. وأشار في هذا الإطار، إلى أنه سيتم أيضا برمجة العديد من الخرجات السياحية لفائدة الصحافيين في موسم السياحة الصحراوية المقبلة لاسكتشاف مناطق جنوب الوطن. كما دعا السيد ميمون، من جهة أخرى، مختلف دواوين ووكالات السياحة والأسفار إلى الترويج للسياحة من خلال رحلات الاستكشاف وتحسين مقصد الجزائر والتوجه أيضا نحو السياحة المستقبلة بدل من السياحة الباعثة إلى الخارج، وكذا العمل على ترسيخ ثقافة سياحية دائمة في المجتمع.