شدد الفريق ڤايد صالح، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، في كلمته حول تخرج الدفعات بالأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة بشرشال، على العناية الممنوحة من رئيس الجمهورية للقوات المسلحة لبلوغ عتبة الاحتراف والمهنية العالية. وقال الفريق، وهو يوجه كلامه لرئيس الجمهورية الذي ترأس مراسم حفل تخرج الدفعات أمس، «أن حرصكم الدائم على تعهد قواتنا المسلحة بكل أشكال الرعاية وإحاطتها بما تحتاجه من عون معنوي ودعم مادي وهي لفتة كريمة سيكون لها تأثيرها الإيجابي ووقعها الحسن على قلوب كافة أفرادنا العسكريين». وحسب رئيس أركان الجيش، فإن هذه العناية التي يمنحها الرئيس بوتفليقة، تحفز على مواصلة مجهود إنجاح مساعي تطوير القوات المسلحة والارتقاء بها وبقدراتها وجاهزيتها لتأدية المهام الوطنية والدستورية. وتحدث الفريق ڤايد صالح، الذي يرى في العنصر البشري المؤهل والواعي والعازم، حجر الزاوية في مسار الجيش الوطني الشعبي، عن الإصلاحات التي أدخلت على المنظومة التكوينية منذ ثلاث سنوات، وبفضلها شق طريقه لتخرج الكفاءات التي تضفي عليها الأعداد المتخرجة أمس، من مختلف المدارس، طابع الجدية وصرامة تطبيق التحصيل المعرفي العسكري في الميدان. وأضاف الفريق في سرد مسار عصرنة الجيش الوطني الشعبي، أهدافه وغاياته، أن جهود التدريب تضمن منابع الانتقاء المهني الكمي والنوعي المطلوبين للمؤسسة العسكرية التي تواصل بتحد هذه المهمة.. وتتعزز بمدارس أشبال الأمة التي أعيدت إلى الوجود بثوب وتسمية جديدين بفضل ما قرره الرئيس بوتفليقة وما بادر إليه، وفتحت أولى مدارسها الثانوية بوهران خلال السنة الدراسية (2009 / 2010). وأعطى الفريق ڤايد صالح، أبعادا لمبادرة رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع، وقال إن هذه المؤسسة العريقة والتاريخية الممثلة في مدارس أشبال الأمة، تقطف أولى ثمارها إثر مشاركة منتسبيها في امتحان شهادة البكالوريا بداية من السنة الدراسية المقبلة (2011 / 2012)، وتتبع بفتح مدارس متبقية عبر الوطن لتعميم فائدتها على أبناء الجزائر، ومنحهم فرصة الانتساب إلى الجيش الوطني الشعبي. وذكر الفريق بالعلاقة الجدلية بين الجيش والشعب، وتقاسمهما القناعات الوطنية الراسخة، واسحتضار معا مخزون التاريخ الوطني وملحمته العالقة في الذاكرة الجماعية. وعلى هذا الأساس، برزت قوة التلاحم العفوي والتضامن بين الجيش والشعب تظهرها الصور الراسخة في المحن والكوارث التي عرفتها الجزائر طيلة السنوات الماضية. وتجلت معها روح الأخوة واستمرت وتتواصل لتأمين كل استتباب الأمن، ومتابعة جهود إنماء الجزائر وما يستوجبه من السهر على متابعة ما يجري من تطورات لأحداث المرحلة الدقيقة الحساسة بالقارة الإفريقية والمنطقة العربية، ومحاصرة تأثيراتها السلبية ضمانا للأمن والسلم. وبالنسبة للفريق ڤايد صالح، فإن الجيش الوطني الشعبي الساهر على تأدية المهام المنوط به في الاستفادة من مزايا ميثاق السلم والمصالحة، يواصل الجهود لمطاردة بقايا الإرهابيين وتضييق الخناق عليهم وأعوانهم من عصابات التهريب والجريمة المنظمة ومحاصرة تحركاتهم، لا سيما على مستوى بلدان الساحل التي تأثرت كثيرا بما أفرزته الأحداث الجارية في المنطقة، وهو ما حفز في هذا المجال على تفعيل جهود التنسيق الأمني ومساعي الانسجام العملياتي بين جيوش البلدان الأربعة بمنطقة الساحل والوصول بها إلى الدرجات المأمولة.