''ضع حقيبتك'' هو عنوان العرض الفني الذي قدم، سهرة نهاية الأسبوع الماضي ، في حديقة المركز الثقافي الفرنسي بالجزائر العاصمة، في عمل مسرحي غنائي هو الثالث للفرقة الفنية المشتركة الفرنسية الجزائرية في ظرف ثلاثة أيام، بعد العرض الأول بمسرح بجاية والثاني بتيزي وزو. وسط حضور جمهور غفير ملأ حديقة وساحة المركز، انطلق هذا العرض الذي هو عبارة عن ابتكار فني مشترك بين فنانين فرنسيين وجزائريين، حكوا وغنوا للمنفيين والمهاجرين عبر قصص لتجارب الحياة الجديدة بالمهجر، ومقاطع غنائية لفنانين جزائريين قدامى غنوا للغربة من إنتاج مسرح ''غرابوج'' بليون الفرنسية بالتعاون مع مسرح بجاية. هذا العمل شارك فيه من فرنسا كل من ''كارولين كوزان رامبود'' كعازفة كمان، و''ثيبو شوفاليي'' عازف البيانو والمندولين، والممثل المسرحي وكاتب هذا العرض ''سيلفان بول رادات''، بالاضافة الى مخرجة العمل ''جيرالدين بينيشو''، التي لم يهدأ بالها طيلة العرض حتى نهايته. ومن الجزائر شارك المغني صالح غاوا المغترب بفرنسا، وعازفا الغيتارة والدربوكة مع الجوق المسرحي النسوي من بجاية، الذين اشتركوا في تقديم لوحة فنية جميلة امتزج فيها الغناء بالحديث المسرحي، اختير لها عنوان ''ضع حقيبتك'' المستمد من أغنية ''اياكشيش'' ل''حنيفة ''التي غنى فيها عن الغربة وحال المهاجر، فكان العرض عبارة عن حكايات وقصص لتجارب فتاة اسمها ''كاتيا ''من أصول قبائلية وفتيات أخريات ذاقوا حياة المهجر بحلوها ومرها، تداول على قراءتها ''سيلفان بول رادان'' والجوق النسوي لبجاية حاولوا من خلال التعبير عن أحاسيس وشعور المغتربة تجاه الوطن وهي بعيدة عنه، والمواقف الصعبة التي تلاقيها مع تغير النمط المعيشي والعادات والتقاليد المختلفة، صاحبتها وصلات غنائية لصالح غاوا التي كانت من التراث الغنائي القبائلي بدأها بقطعة ''آ ياما'' للشيخ عراب بوزغران ثم أغنية ''ميزو بلانش'' للشيخ الحسناوي لتليها أغانيه الاخرى المعروفة ''أرواح أرواح'' و''يانجوم الليل''، لتختم بمقاطع من اغنيتين لسليمان عازم ''أموح أموح'' و''لا ريزيدونس''، تحت تصفيقات وتجاوب الجمهور من مختلف الأعمار مع تسجيل حضور بعض العائلات التي شد انتباهها التعابير الجميلة والشعور القوي بحب الوطن والحنين اليه في ديار الغربة من أفواه المجموعة النسوية البجاوية، اللواتي لم ينسين الثورة التحريرية والاستقلال، بقولهن وهن يسردن حال المهاجر الجزائري في فرنسا ''أن الجزائري قد يتسامح لكن لن ينسى أبدا مافعله المستعمر بالجزائريين''، هذا التعبير وقف له الجميع مصفقين مع زغاريد تعالت من وسط الجمهور، في موقف يعبر عن تعلق الجزائري بوطنه أينما ذهب وارتحل يبقى وفيا لهذه الأرض الطاهرة ومحافظا على عاداته وتقاليده. يذكر أن نص العرض مقتبس من كتاب ''الهجرة أو التناقضات'' لعبد المالك صياد الذي تطرق فيه بالتفصيل لظاهرة الهجرة.