نظمت وزارة الثقافة بحر الأسبوع الماضي نشاطات ثقافية متنوعة واحتفالات فنية ولوحات موسيقية واستعراضية من التراث الشعبي، بمناسبة عيدي الاستقلال والشباب، وقد عمت مختلف الساحات العمومية والمنشآت التي تضمها الوزارة عبر بلديات العاصمة، حيث لمست ''السياسي'' من خلال حضورها لمختلف الأنشطة، الارتياح الذي أبداه المواطنون والحضور الكبير الذي تميزت به الاحتفاليات، رغم ما أحدثته هذه الحفلات من غلق الطرقات وتعطيل حركة المرور، إلا أنها أطربت الحضور وشكلت جوا مميزا بتزامنها مع موسم الاصطياف بالعاصمة، كما شكلت إضافة معرفية من خلال الندوات الصحفية، والمحطات التاريخية التي قدمتها عن الثورة التحريرية بمختلف مراكز الثقافة عبر الوطن· عبر المواطنون عن فخرهم بهذه الفعاليات الضخمة التي عبرت عن المخزون الثقافي الجزائري الأصيل، حيث قال أحد المواطنون: ''أعادت لنا هذه النشاطات سريحة زمان''، وفكرتنا في تضحيات الثوار، وذكرتنا بالخير الذي تركنا الشهداء الأبرار ننعم فيه''، حيث حققت الأثر الملموس، في إطار البرنامج الطموح الذي سطرته الوزارة، وتعتبر هذه التظاهرات دافعا قويا للحركة الفنية ومعنا ثقافيا في الجزائر، خصوصا بتزامنها مع موسم السياح· إفريقيا تعود في عيد الاستقلال استهلت الوزارة نشاطاتها بقاعة ابن زيدون بالعرض الشرفي الأول لفيلم سإفريقيا تعود''، الذي يدور حول المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني بالجزائر، تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة ووزارة الثقافة، وجاء الفيلم من إخراج سالم براهيمي وشرقي خروبي تكريما لروح المخرج وكاتب السيناريو السينغالي مهاما جونسون طراوري صاحب مشروع يروي كفاح المرأة الافريقية، وأبرز ''إفريقيا تعود'' الفسيفساء الثقافية التي والتنوع الذي تزخر به الجزائر، من خلال إبراز مختلف أشكال الثقافات، التي يضمها التراب الجزائري ذات الصلة الوطيدة بانتمائها الإفريقي، متخذا من الجزائر العاصمة مسرحا لتصوير أهمها، حيث تعمل وزارة الثقافة جاهدة كي تستمد القوة من ثقافتها لتشكل بها ميزة مشتركة للشعب الجزائري والإفريقي، وقد وضح الفيلم الهدف الرئيسي من المهرجان الإفريقي الثاني، الذي كان النضال ضد الإرهاب والتعصب والتشدد في طلائعها، من خلال استعادة الجزائر لياليها التي حرمت منها خلال حقبة سوداء، وقد أكد أحمد بجاوي من خلال الندوة الصحفية التي نشطها عقب عرض الفيلم، أن الوزارة سهرت على تزامن عرض الفيلم مع الذكرى الأولى لانطلاق المهرجان الإفريقي الثاني، ومع ذكرى عيد الاستقلال والشباب، الذي يشكل قيمة رمزية للشعب الجزائري، تحمل في مكنوناتها تاريخ ثورة كانت رمزا وقدوة لمختلف الثورات المنادية بالتحرر في إفريقيا، وقد حرصت الوزارة التي منحت الحرية الكاملة للمخرجين، من خلال تقديم فكرة عامة للتعبير عن إفريقيا، على أن يكون الفيلم تحليليا يحمل رابطا وثيقا بين الماضي والحاضر، وقد قدم المخرجان سالم براهيمي وشرقي خروبي شروحا وافية عن مراحل انجاز الفيلم، الذي تطلبت 002 ساعة من التصوير، جابت فيها خمسة فرق من 61 جوان إلى 42 جويلية 9002، مختلف المناطق التي تمثل التراث الثقافي بالجزائر، وقد عبر المخرجان عن الصعوبات المنهجية التي واجهوها في كتابة الفيلم وحصر التفاصيل الكثيرة في فيلم يعبر عن البعد الإفريقي للجزائر، ويثري البعد الإنساني في الفيلم، حيث تم حصر 002 ساعة من التصوير في 09 دقيقة فقط، استطاع المخرجان خلالها الوصول إلى الهدف المرجو، بإبراز التغيير الذي أحدثه المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني لدى الشعب الجزائري، وقد أصبح المواطن الآن يتردد على الحفلات الفنية والنشاطات الثقافية المقامة حتى ساعات متأخرة من الليل، بعد سنوات عديدة حرم منها الجزائري من إحياء لياليه، وبهذا قدم الفيلم رؤية حقيقية من خلال صور واقعية مستوحاة من المهرجان، كما أعرب المخرجان عن رغبتهما في مواصلة الشباب المبدع لمسيرتهما، من خلال استثمار مدخراتهما من الوثائق المصورة المنجزة في 991 ساعة من العمل، لإطلاق أفلام جديدة وتكون متابعة لسلسلة من الأفلام الوثائقية التي تخص الثقافة الجزائرية الافريقية، وأكد شرقي خروبي أيضا أن الوزارة وفرت كل الإمكانيات التقنية العصرية لتقديم فيلم جيد بكل المقاييس من حيث نوعية المونتاج والصوت والتصوير، وهي الأمور الكفيلة بجلب اهتمام المشاهدين· من جهته عبر أحمد بجاوي عن الرغبة الجامحة للوزارة في نقل المهرجان إلى مختلف بلدان إفريقيا، ليجسد فكرة الثقافة الافريقية، ويتسنى بناء صندوق افريقي مشترك لتدعيم البلدان الافريقية الفقيرة، حتى يتسنى لها القيام بطبعات أخرى من المهرجان الإفريقي، وهو الأمر الذي سيتيح الاختلاط بين مختلف الشعوب الافريقية ويمكنها من طرح مختلف المشاكل والنقائص الموجودة ومناقشتها، وتبادل المعلومات والخبرات، الأمر الذي سيساعد حسبه على إيجاد حلول أو بدائل كفيلة بنقل الأوضاع إلى الأحسن في إفريقيا· الاركسترا السيمفونية الوطنية تفتتح الاحتفال الرسمي وتم الاحتفال الرسمي للاحتفالية بمسرح الهواء الطلق حاج عبد الرحمان برياض الفتح، تحت عنوان ''أنغام الجزائر''، حيث نشطت الأركسترا السيمفونية الوطنية ، حفلا فنيا شهد مشاركة قوية لفنانين جزائريين، أمتعوا جمهورهم من خلال مقطوعات موسيقية عالمية عزفت لأول مرة، وقادت الحفل المايسترو زهية زيواني الذي أحياه كل من كورال الأركسترا السيمفونية الوطنية، التي أشرف عليها الموسيقار رابح قادم، ومؤسسة البالي الوطني بمشاركة نخبة من الفنانين على غرار الفنان القدير محمد العماري، وجوق الحرس الجمهوري، الذين قدموا عدة لوحات فنية وأناشيد وطنية، بالاضافة إلى عروض كوريغرافية عكست ثراء الفلكلور الجزائري، وقد أتاح الحفل المجال للموسيقيين الشباب، وأبرز مواهبهم حيث شارك في الحفل كل من الموسيقار رشيد صاولي والموسيقار سيد أحمد بلي اللذان عزفا مقطوعات موسيقية من الربرتوار العالمي، كما تم تكريم فنانين غادروا مؤخرا الساحة الفنية من خلال عزف مقطوعات لروائعم، وفي هذا الصدد قدمت مقطوعات موسيقية لكل من الفنان هارون الرشيد وشريف قرطبي صاحب رائعة هامات المجد، واختتم الحفل بإعلاء النشيد الوطني الجزائري في فضاء رياض الفتح· ليالي بيضاء بالساحات العمومية بالعاصمة احتضنت الساحات العمومية بالعاصمة، والمتواجدة عبر عدة بلديات، حفلات فنية صاخبة على مدى ثلاثة أيام بمناسبة إحياء عيدي الاستقلال والشباب، حيث كان الافتتاح بساحة البريد المركزي وساحة الكتاني، التي شهدت مسيرة ثقافية واستعراضات فنية مميزة بالشارع، ضمت أهم الفرق الموسيقية والفلكلورية، الوافدة من مختلف مناطق الوطن، لإحياء هذه الذكرى الخالدة، إبتداءا من الساعة السادسة مساءا، والتي انطلقت من حديقة صوفيا بالبريد المركزي نحو ساحة الكتاني في باب الواد، وتزامنت هذه الاحتفاليات مع حفلات موسيقية غناء سجل خلالها حضور جمع غفير من المواطنين من مختلف الفئات العمرية والأجناس، حولت خلالها ليالي الجزائريين إلى نهار، في كل من ساحات أول ماي وعين البنيان والحراش والكاليتوس وسيدي موسى وبراقي والمركز الثقافي بالمقرية ومسرح الكازيف بسيدي فرج· وبمناسبة عيد الشباب خصصت وزارة الثقافة حفلا فنيا ساهرا، اختتمت به فعاليات الاحتفالية، حيث شارك خلاله نخبة من الفرق الفنية في طليعتها فرقة الدزاير وفرقة أرمونيكا، كما ضم نخبة من الفنانين على غرار سيد احمد الحراشي ومحمد العليا و حسيبة عمروش الذين أمتعوا مستمعيهم، في الوقت الذي احتضنت فيه الساحات العمومية في يومها الأخير، حفلات موسيقية غنائية ضمت مجموعة من الفنانين المحليين، وذلك في كل من عيسات إيدير والحراش والكاليتوس وسيدي موسى وبراقي والمركز الثقافي للمقرية، وشارك في هذه السهرات الفنية عدة وجوه فنية معروفة منهم أمين تيتي، الشاب سفيان، سيد علي الدزيري، الشابة سهام، عبد النور، الشاب ميمو، سليم هليل، يحيى الوهراني، محمد العاليا، جيمي الشاوي، الصافي، فتيحة نسرين، صالح العلمي، عمامرة، محمد راوي، بوعلام بور، فرقة تورينو ولطفي، الشابة يمينة، نصر الدين حرة، حكيم صالحي، الشاب زينو، آيت حميد، الشاب عبدو، مراد جعفري، الشاب أمين، طارق جنان، فؤاد ومان، سمير سطايفي، وفرقة سأونيفار''· الخارجون عن القانون في قاعة الموفار احتضنت قاعة الموفار في الثامن من جويلية الماضي عرضا خاصا لفيلم ''خارجون عن القانون'' بحضور مجموعة من الوزراء والشخصيات السياسية والثقافية، التقت مخرج العمل السينمائي الضخم الذي أعاد أمجاد الثورة الجزائرية، وأعاد التاريخ من خلال الكتابة العلمية والجادة، وقد شرف رشيد بوشارب رفقة كوكبة من الفنانين الجزائريين والمغربيين المشاركين في الفيلم السينما الجزائرية، بعرضه في أكبر المحافل السينمائية الدولية، حيث ذكر العالم بالجرائم الاستعمارية في عينة بسيطة عن مجازر الثامن ماي 5491، خلال مهرجان كان الدولي