نظم مئات الطلبة، الذين قدموا من مختلف جامعات الجزائر العاصمة، أمس، تجمعا جديدا بساحة موريس اودان (الجزائر الوسطى)، للمطالبة بالتغيير السياسي. وتجمع الطلاب الذين قدموا من الجامعة المركزية وجامعة هواري بومدين بباب الزوار وجامعة بوزريعة وكلية الطب على مستوى ساحة اودان، قرب الجامعة المركزية، في محاولة منهم لتنظيم مسيرة بنهج محمد الخامس. وردد هؤلاء الطلاب عبارات تدعو إلى التغيير السياسي والديمقراطية وإلى عدول الرئيس الحالي عن ترشحه للرئاسيات المقبلة. ولم يتم تسجيل أي احتكاك بين قوات الأمن والمتظاهرين الذين كانوا يرددون عبارات «جيش شعب خاوة خاوة» و»سلمية سلمية». واستمرت هذه المظاهرة التي تسببت في عرقلة حركة المرور بالعاصمة خصوصا بالقرب من الجامعة المركزية في جوساده الهدوء وهذا بحضور جهاز أمني مكثف اضطر من الحين إلى الآخر إلى استعمال غازات مسيلة للدموع من أجل تفرقة المتظاهرين والتصدي لأعمال الشغب. كما نظم العديد من الطلاب مسيرات مماثلة في ولايات أخرى من الوطن على غرار قسنطينة ووهران والمدية والبليدة وبومرداس وكذا تيزي وزووتيبازة بالإضافة إلى ولايات الجنوب كورقلة وأدرار مرددين نفس الشعارات. المنظمة الوطنية للمجاهدين: إشادة بروح المسؤولية والانضباط في المسيرات أشادت المنظمة الوطنية للمجاهدين، أمس، ب»السلوك الحضاري وروح المسؤولية والانضباط» الذي ميز المسيرات الشعبية التي شهدتها الساحة الوطنية مؤخرا، موضحة أنها تسجل «بكل فخر واعتزاز ما ميز الحراك الشعبي الذي شهدته الساحة الوطنية، والذي برهن من خلاله أحفاد جيل نوفمبر عبر سلوك حضاري سادته روح المسؤولية والانضباط»، مشيرة إلى أن هذه الصورة «مشرفة وتعكس ما يتحلى به الإنسان الجزائري اليوم من قيم». وأضافت المنظمة في بيان لها أن «ما عرفه المجتمع الجزائري من تحولات عميقة خلال فترة المأساة الوطنية قد بعث اليأس في النفوس، خاصة لدى شريحة الشباب التي حرمت من حقها من فرص عمل تفتح أمامها آفاق بناء مستقبلها الأسري والاجتماعي». واعتبرت المنظمة أن ما وصلت إليه البلاد جراء هذا الوضع «يتنافى تماما مع آمال شعبنا وتطلعاته المشروعة (...) من أجل الدفع بهذا الوطن نحوالتقدم مثلما نص عليه بيان أول نوفمبر 1954». وترى المنظمة الوطنية للمجاهدين أن «الأزمة التي ألمت بالمشروع الوطني دفعت بالمجتمع الجزائري بشرائحه المختلفة للخروج إلى الشارع للمطالبة بتجسيد شعارات تترجم الإرادة الحقيقية للشعب من خلال الاحتكام للنصوص القانونية ولأحكام الدستور». ولم تفوت المنظمة المناسبة لكي تحيي «الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، المتمسك بصلاحياته الدستورية وكذا أسلاك الأمن الوطني بمختلف تشكيلاتها، على الحس الوطني الذي تتمتع به». ...وتنويه بالأسلوب الحضاري من أمينة اتحاد النساء الجزائريات أشادت الأمينة العامة للاتحاد الوطني للنساء الجزائريات، نورية حفصي، أمس، بالجزائر العاصمة، بالأسلوب السلمي والحضاري الذي ميز المسيرات الشعبية المطالبة بالتغيير والإصلاح عبر مختلف مناطق الوطن. وأوضحت السيدة حفصي في افتتاح أشغال المؤتمر الوطني 12 للاتحاد الوطني للنساء الجزائريات أن «المشاركين في هذه المسيرات السلمية أعطوا درسا لكل من يحاول ضرب استقرار وأمن الجزائر»، داعية إلى «توحيد الصفوف للحفاظ على الوحدة الوطنية». ودعت حفصي التي تمت تزكيتها لعهدة جديدة على رأس الاتحاد، إلى «حوار جاد وحقيقي لإيجاد حلول لمختلف انشغالات المواطنين»، مؤكدة على أهمية «إشراك الشباب في هذا الحوار للتكفل بانشغالاته وإشراكه في مسار التنمية في مختلف المجالات». وثمنت في ذات السياق «إنجازات رئيس الجمهورية في استرجاع السلم والأمن في البلاد من خلال سياسة المصالحة الوطنية، وجهوده في ترقية المرأة الجزائرية» التي أصبحت —مثلما قالت— «تتبوأ مكانة مرموقة في كل المجالات، لاسيما في المجال السياسي». وقالت في هذا الإطار إنه «من واجب المرأة الجزائرية أن تستلهم من تضحيات الشهيدات والمجاهدات اللائي حملن السلاح إلى جنب الرجل إبان الثورة التحريرية من أجل استرجاع السيادة الوطنية»، داعية إياهن إلى «بذل المزيد من الجهود لتحقيق التنمية الاقتصادية والدفاع عن المكاسب المحققة في مختلف الميادين». .