تحلوا بالتحضر.. والأمن عاملهم باحترافية الطلبة ينظّمون مسيرات تنادي بالتغيير نظم عدد غير قليل من الطلبة وأستاذة الجامعات أمس الثلاثاء مسيرات في الجزائر العاصمة والعديد من ولايات القطر الوطني وهي المسيرات السلمية التي رُفعت فيها شعارات تنادي بتغيير النظام وتناشد عبد العزيز بوتفليقة العدول عن الترشح لعهدة خامسة وبقدر ما أبان المشاركون في المسيرات عن وعي وتحضر كبيرين فقد عاملتهم أجهزة الأمن باحترافية كبيرة. ومرة أخرى كانت الجزائر العاصمة والعديد من الولايات الأخرى على موعد أمس مع اعتصامات ومسيرات للطلبة الذين رفعوا شعارات منادية بالإصلاح والتغيير وبعدول الرئيس بوتفليقة عن الترشح لعهدة جديدة. وفي السياق نظم مئات الطلبة المنحدرين من كلية الإعلام ومعاهد أخرى اعتصامات ومسيرات وُصفت بالعفوية مرددين شعارات من أجل كرامة الطلبة والتغيير السياسي. وردد طلبة وأساتذة شعارات مناهضة لعهدة جديدة للرئيس المنتهية عهدته وهم يحملون لافتات مكتوب عليها : مسيرة سلمية كرامة واحترام للطلبة حرروا الجامعة و حرروا الجزائر . وتجمع كثير من الطلبة بالجامعة المركزية يوسف بن خدة ثم حاولوا إلى جانب الأساتذة السير نحو شارعي ديدوش مراد ومحمد الخامس وتجمعوا بساحة أودان غير بعيد عن البريد المركزي رافعين شعارات مختلفة مثل طلبة لسنا إرهابيون وطني ليس للكراء الجزائر بالشعب وللشعب . كما نظمت اعتصامات ومسيرات طلابية مماثلة بولايات أخرى من الوطن مثل المسيلة ووهران وسكيكدة والمدية وبجاية. وجرت هذه المظاهرات في هدوء وسط تعزيزات أمنية لتفادي حدوث أي انفلات. وفي سياق ذي صلة أشادت المنظمة الوطنية للمجاهدين أمس الثلاثاء ب السلوك الحضاري وروح المسؤولية والانضباط الذي ميز المسيرات الشعبية التي شهدتها الساحة الوطنية مؤخرا. وأوضحت المنظمة أنها تسجل بكل فخر واعتزاز ما ميز الحراك الشعبي الذي شهدته الساحة الوطنية والذي برهن من خلاله أحفاد جيل نوفمبر عبر سلوك حضاري سادته روح المسؤولية والانضباط مشيرة إلى أن هذه الصورة مشرفة وتعكس ما يتحلى به الإنسان الجزائري اليوم من قيم . وأضافت المنظمة في بيان لها أن ما عرفه المجتمع الجزائري من تحولات عميقة خلال فترة المأساة الوطنية قد بعث اليأس في النفوس خاصة لدى شريحة الشباب التي حرمت من حقها من فرص عمل تفتح أمامها آفاق بناء مستقبلها الأسري والاجتماعي . واعتبرت المنظمة أن ما وصلت إليه البلاد جراء هذا الوضع يتنافى تماما مع آمال شعبنا وتطلعاته المشروعة (...) من أجل الدفع بهذا الوطن نحو التقدم مثلما نص عليه بيان أول نوفمبر 1954 . وترى المنظمة الوطنية للمجاهدين أن الأزمة التي ألمت بالمشروع الوطني دفعت بالمجتمع الجزائري بشرائحه المختلفة للخروج إلى الشارع للمطالبة بتجسيد شعارات تترجم الإرادة الحقيقية للشعب من خلال الاحتكام للنصوص القانونية ولأحكام الدستور . ولم تفوت المنظمة المناسبة لكي تحيّي الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني المتمسك بصلاحياته الدستورية وكذا أسلاك الأمن الوطني بمختلف تشكيلاتها على الحس الوطني الذي تتمتع به .