أكدت الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون أن السياسة الاجتماعية المطبقة حاليا غير ناجعة، لأنها تسفر عن شساعة الفوارق الاجتماعية حيث ان ما لا يقل عن ثمانية ملايين جزائري الذين ينتفعون من تضامن رمضان سواءا من خلال قفة رمضان أو مطاعم الرحمة لدليل على ذلك، مشيرة إلى أن منح قفة رمضان لا يحل المشكل لأنها تنتهي بانتهاء هذا الشهر الفضيل، ويعود الوضع كما كان سابقا. وأضافت حنون لدى تنشيطها أمس لندوة صحفية بمقر الحزب، أن حوالي 25 بالمائة من الجزائريين يعيشون تحت عتبة الفقر، وان هذا الوضع لا يطاق في بلد له مداخيل بترولية واحتياطات الصرف، على حد قولها، متسائلة في ذات السياق عن سبب هذا الوضع الكارثي الذي يتخبط فيه المجتمع الجزائري. وحسب الأمينة العامة لحزب العمال، فان السبب الرئيسي لهذه الوضعية الاجتماعية المأساوية هو البطالة الخانقة، لان الحلول الترقيعية لفتح مناصب شغل جديدة غير كافية وليست حلولا واقعية، زيادة على المنح الزهيدة المقدرة بثلاثة آلاف دج. واعتبرت المتحدثة هذه المنحة بأنها احتقار للعائلات الجزائرية والطبقة العمالية حيث يتقاضون رواتب اقل من الأجر القاعدي المتعارف عليه، مبرزة ان الحل الحقيقي يكمن في استحداث مناصب شغل حقيقية وإنشاء شركات تعمل على تغطية العجز العمومي. وترى حنون انه من الأجدر، أن تستغل المبالغ الضخمة لقروض «لونساج» ( والتي صرفت في مشاريع غير ناجحة) في إعادة فتح المؤسسات التي أغلقت أو تأسيس مؤسسات حقيقية تخلق الثروة ومناصب شغل دائمة. وبالمقابل، انتقدت وزارة التجارة العاجزة عن مراقبة الأسعار وترك مافيا المواد الغذائية تحتكر السوق وتمارس المضاربة، مثلما يحدث الآن في مجال الأدوية التي سجلت ندرة في الأدوية الخاصة بالأمراض المزمنة مما جعلت المرضى رهينة مافيا سوق الأدوية، دون أن تتخذ وزارة الصحة الإجراءات اللازمة لمحاربة هؤلاء. وبالموازاة مع ذلك، دعت الأمينة العامة لفتح نقاش والتصحيح فيما يخص بطاقة الشفاء، مفيدة أن الشروط غير متوفرة لتعميم بطاقة الشفاء في أول يوم من شهر رمضان، مما أدى إلى وقوع فوضى لان المرضى لم يفهموا بعد هذا النظام الجديد. وأوضحت في هذا الإطار، ان هذا التوجه الجديد هو عبارة عن تراجع صريح في مكسب من مكاسب الاستقلال وهو الحق في مجانية العلاج وبالتالي يحرم 14 مليون مريض غير مؤمن اجتماعيا من حقه في العلاج المجاني الذي أقرته له الدولة منذ الاستقلال. وبالنسبة لمسألة انتعاش الإنتاج الوطني، طالبت حنون بإرجاع الحواجز الجمركية التي تمس المنتجات الوطنية سيما البضائع المستوردة لحماية اقتصادنا الوطني، مع ضرورة المراجعة الفعلية لاتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، والتخلي عن فكرة الانضمام لمنظمة التجارة العالمية لأنها لا تنفعنا قالت حنون، معتبرة اتفاق التعاون مع المغرب الشقيق في مجال الغاز بالأمر الايجابي، ويحرر الجزائر من الابتزاز الأوروبي في هذا المجال. وعلى صعيد آخر، جددت المتحدثة دعوتها لتعديل الدستور كأولوية لتحديد مسار الجزائر، وتأسيس مجلس تأسيسي، مشيرة إلى أن الثلاثية التي ستجتمع في سبتمبر الداخل ستتطرق للقضايا الاجتماعية الراهنة، آملة في أن تكون الإرادة السياسية لدى الحكومة لإرساء إصلاح حقيقي. وعن الجامعة الصيفية لحزب العمال كشفت أمينته العامة انه سينعقد أيام ال 28،27،26 أوت الجاري ويتناول أزمة النظام الرأسمالي والمديونية الأمريكية والأوروبية وكذا الإصلاح السياسي الشامل بالجزائر.