تمكن شاب جزائري عبر شبكة «الفايسبوك» من تشكيل مجموعة أطلقت على نفسها «أوكسيجين الجزائر» والتي أكدت ل «الشعب» أنها تهدف للقيام بحملات تضامن وتطوع لفائدة الطبقات المحرومة والأطفال المرضى في المستشفيات وكانت بدايتهم الجمعة الماضية بزيارة أطفال مرضى السرطان بمستشفى مصطفى باشا الجامعي حيث وزعوا عليهم الهدايا المتمثلة في لعب وهو ما أضفى على المصلحة جوا عائليا بهيجا. وما زاد في نجاح العملية هو مشاركة الطاقم الطبي وشبه الطبي لمصلحة أطفال مرضى السرطان بمستشفى مصطفى باشا الجامعي. ومن شدة تأثر أولياء الأطفال الذين كانوا متواجدين في المستشفى ذرفوا الكثير من الدموع وهم يرون أبناءهم يبتسمون ويلعبون بالهدايا متناسين كل آلامهم ومعاناتهم، وقد شكروا الشباب أصحاب المبادرة كثيرا داعين لهم بالخير. وكشف رشيد.ب (35 سنة) موظف في شركة عمومية ل «الشعب» والذي ترجانا عدم ذكر اسمه بالكامل عن التلقائية التي ميزت المبادرة حيث حدثه زميله فوزي عن الفكرة فأنجزوا المجموعة عبر شبكة «الفايسبوك». وسرعان ما انخرط الكثيرون فيها لتفعيل الفكرة، تفاهموا على الالتقاء الجمعة الماضي قرب مستشفى مصطفى باشا وكانت العملية ناجحة. وما زاد في نجاح المجموعة والترويج لعملها الخيري هو انخراط العديد من الاعلاميين الذين قاموا بنشر بيانات التضامن وكانوا حاضرين في العملية. وأشار رشيد في شهادته أن العائلة والأقارب ساهموا بقوة في شراء الهدايا موكدا ان صاحب المحل ببرج البحري تأثر كثيرا وقرر المساهمة في العملية وبعد أن خفض لنا أسعار اللعب منحنا الكثير من الهدايا. من جهته صرح لنا كمال أحد أعضاء المجموعة على شبكة «الفايسبوك» أن كل فرد بامكانه المشاركة في عملية التكافل والتضامن الاجتماعي من خلال احضاره لما يستطيع من أجل ادخال الفرحة في نفوس الأطفال موضحا بأن الدور سيقع على مستشفى بني مسوس بعد غد الجمعة والدعوة مفتوحة للجميع. وأشارت الاعلامية كريمة عن سعادتها بتوظيف مهنتها لنشر العمل الخيري واحياء التضامن الاجتماعي وترسيخ قيم التضامن، وقالت «اننا كشباب يجب أن نبادر ونساعد على إحياء هذه القيم، واستغلال شبكة الفايسبوك في أغراض خيرية وعدم الاكتفاء بالنظر اليها على انها وسيلة سلبية». وتسعى المجموعة الى زيارة أكبر قدر ممكن من المستشفيات وتكييف نشاطاتها مع كل مناسبة فالدخول المدرسي سيكون فرصة لمساعدة أبناء المحتاجين وهكذا.. ويعكس هذا النموذج المشجع تغير النظرة الى وسائل الاتصال الحديثة التي كثيرا ما كانت تروج للعنف والفوضى والعصيان حيث يمكن استغلال الاشتراكات الكثيرة من مختلف الفئات المجتمعية لتحقيق العديد من الأمور الايجابية. وكانت مبادرة سابقا لقيت نجاحا كبيرا والمتمثلة في اطلاق حملة تطوعية لتنظيف مدينة بوسعادة وشهدت اقبالا منقطع النظير وهو ما شجع الكثيرين على السير في هذه الخطوة الايجابية لتعويض ضعف النشاط الجمعوي في بلادنا.