في أجواء تميزتها الفرحة تشوبها مسحة من الحزن يمضي العديد من المرضى أيام العيد في المستشفيات بدل قضائها في أحضان عائلاتهم ولا يخفف من معاناتهم سوى قدوم العديد من المتطوعين لزيارتهم حاملين هداياهم البسيطة للصغار و إبتساماتهم و حنانهم الصادق على الكبار . ومن بين من أجبرتهم الظروف على المكوث بالمستشفى السيدة فادة منصوري القادمة من ولاية إليزي والتي لم تبارح مصلحة طب الأطفال بمستشفى مصطفى باشا منذ أسبوعين أين ترافق صغيرها صالح البالغ من العمر سنتين و المصاب بسرطان الدم. وبحياء كبير قبلت فادة التحدث إلى (وأج) وهي ممسكة بفلذة كبدها صالح الذي لم ينفك عن اللعب تارة بالبالونات الملونة التي ملأت الغرفة و لعبة عبارة عن سيارة إطفاء تارة أخرى. و تقول السيدة منصوري أن تمضية العيد في المستشفى ليست بالأمر السهل خاصة و أنها تقيم في منطقة بعيدة عن المستشفى مئات الكيلومترات أين تركت خمسة أطفال آخرين في رعاية والدهم و مما يزيد في ألمها أنها مضطرة للبقاء في الجزائر العاصمة لثلاثة أشهر أخرى. غير أنه و على الرغم من صعوبة الموقف إلا أن قدوم المتطوعين و الجمعيات الخيرية لزيارة نزلاء المستشفى يخفف من الام هؤلاء المرضى وينسيهم ولو الى حين مرضهم وبعدهم عن الأهل. و تشير هذه الام أن زيارة طلبة جامعيين لابنها الذي اهدوه مجموعة من البالونات زاهية الألوان و سيارة الإطفاء "أنساه مرضه و ألمه و لو لبرهة من الزمن". ونفس الحال بالنسبة لأيمن صاحب الأربع سنوات الذي يعاني من نفس العلة و الذي "طار فرحا بالهدايا المقدمة له و استمتع كثيرا بالعروض البهلوانية وهو الذي اعتاد الانطواء على نفسه " تقول والدته التي تلازمه منذ أسبوع. وفي الغرفة المجاورة تقبع و منذ 13 يوما إكرام التي تعاني من مرض السكري و قد أحاطت بها البالونات و اللعب بالإضافة إلى زجاجة الحليب التي تأبى أن تتركها حيث تقول والدتها أن الزيارة التضامنية التي قام بها هؤلاء الجامعيين كانت "مفاجأة سعيدة" لكل الصغار الذين إضطرتهم الظروف لعدم مغادرة المستشفى في هذه الأيام نتيجة تقيدهم الصارم بالعلاج . وبالقسم المتاخم لمصلحة الإنعاش إلتقت واج بفريدة صاحبة ال15 سنة المتواجدة بالمستشفى منذ ثلاثة أيام نتيجة تسمم ناجم عن تناول الأدوية. و تقول فريدة أنها و إن كانت كبيرة في السن نسبيا إلا أن عدم مشاركة أفراد عائلتها فرحة العيد كان شيئا صعبا جدا مستطردة بأن طواف الكثير من العائلات التي تتردد على المستشفى لزيارة احد مرضاها بمختلف الأقسام والإطمئنان على المرضى الآخرين خفف من الإحساس بالوحدة. وبمستشفى الجيلالي بلخنشير بالأبيار و بالتحديد في مصلحة طب الأطفال التي كانت شبه فارغة إلا من بعض المرضى الذين لم يسمح لهم بالمغادرة، إلتقت وأج بزوجين شابين كانا يرافقان و منذ ثمانية أيام طفلهما عيسى ابن التسعة أشهر و المصاب بربو حاد. وحيا السيد كريماني تفاني الطاقم الطبي خلال هذه الأيام و روح التضامن التي يبديها الكثير من المواطنين الذين يفضلون تقاسم فرحة العيد مع من لم يسعفهم الحظ في الإستمتاع بمباهج هذه المناسبة.