عرفت سوق التحويلات في الجزائر، بعد نهاية الموسم الكروي (2010 -2011)، نشاطا كبيرا في الرابطة المحترفة الأولى والثانية ولم يقتصر على هذا، بل حدث ما فقده اللاعب الجزائري منذ مدة وهو الاحتراف بأوروبا حيث وبعد تألق عدة لاعبين في الرابطة المحترفة الأولى، تم ترسيم احترافهم في فرق أوروبية، وكذلك كان الشأن لأول لاعب أمضى على عقد احترافي مع فريق فرنسي هذا الموسم “سيد علي يحيى الشريف” الذي تنقل الى فريق إيسر من الدرجة الثانية الفرنسية رفقة لاعب آمال مولودية الجزائر الظهير الأيمن عبيدة قندوز ابن الدولي الجزائري سابقا، كما سمحت فرصة البروز لبدبود ابراهيم ابن المولودية في رابطة الابطال الافريقية ورفقة المنتخب الاولمبي الجزائري التي سمحت له بحمل شارة القائد، من التنقل الى الفريق الذي لاطالما كان محطة للاعبين الجزائريين وهو لومان الفرنسي) من الدرجة الثانية ولعل صفقة الموسم كانت تحويل اللاعب العربي هلال سوداني هداف أول بطولة محترفة جزائرية وهداف بطولة إفريقيا للاعبين المحليين الذي أمضى فيها رباعية رفقة المنتخب المحلي الى فريق فيتوريا غيماريش الناشط في الدوري الأوّل البرتغالي. تألقهم في المنافسات القارية سر احترافهم ويكمن سر احتراف اللاعبين بدبودة وسوداني ويحيى شريف الى تألقهم أولا مع أنديتهم وثانيا الى المستوى الكبير الذي قدمه كل واحد منهم في المنافسات القارية على غرار يحيى الشريف الذي وصل الى الدور نصف النهائي مع شبيبة القبائل في كأس رابطة الأبطال الإفريقية وانهزم على يد التيبي مازمبي، وكان قد قدم مستوى مميزا مع الشبيبة، حيث قدم عدة كرات حاسمة سمحت لفريقه من تسجيل عدة كرات، كما أن الوجه الملفت للانتباه الذي ظهر به خاصة في مباراة الأهلي ذهابا وإيابا هي التي رفعت اسمه وجعلت الفريق الفرنسي إيسر يهتم بخدماته رغم أنه بلغ ال 26 من العمر، وتم ترسيم العقد بعد معاينته في نهائي كأس الجمهورية أمام إتحاد الحراش. كما كانت المشاركات المتتالية لفائز المنتخب الأولمبي والظهير الأيسر في مولودية الجزائر ابراهيم بدبودة الذي يبلغ من العمر سوى 21 سنة وراء احترافه في فريق لومان الفرنسي، حيث تميز بدبودة بمشاركات متتالية ومنتظمة ظهر فيها بمستوى مميز ما سمح له من كسب قلوب أنصار مولودية الجزائر وهو ما جعله يعمل أكثر حتى بلغ عتبة المنتخب الأولمبي وحمل شارة القيادة. كما أن التألق الملفت للانتباه الذي ظهر به ابن باب الوادي في رابطة الأبطال الإفريقية مع المولودية حيث تمكن من تسجيل (4) أهداف حاسمة سمح له بخوض اختبارات في الفريق البلجيكي جيرمنال من الدرجة الأولى، لكن قرر بعدها لاعب مولودية الجزائر الاحتراف في فريق فرنسي وكان له ذلك ورسم التحاقه بلومان الفرنسي، حيث شارك في أول مباراة له بألوان فريقه الجديد الأسبوع الماضي وتمكن من الفوز في أول مباراة له ولعب أساسيا. ومن جهة هداف البطولة العربي هلال سوداني الذي خطف الأضواء أيضا هذا الموسم على كل الأصعدة ومكنه استقراره في أولمبي الشلف لمدة أربع سنوات من البروز والنجاح، حيث وبعد الاستقرار في المستوى الذي ميز كل مشاركاته مع الشلفاوة سمحت له هذا الموسم من الانفجار وتسجيل 18 هدفا في أول بطولة احترافية جزائرية ورسم بذلك نفسه هدافا لها. كما أن هذا التألق سمح له بلعب بطولة إفريقيا للمحليين الذي تحصل فيها المنتخب الوطني على المركز الرابع وتمكن خلالها سوداني من تسجيل رباعية كاملة جعلته من أحسن هدافي البطولة رفقة لاعبين من تونس والسودان بنفس الرصيد، ولعل استدعاؤه للمنتخب الأول في مباراة المغرب بمراكش للمعسكر التحضيري المقام حاليا بفرنسا جعله محل اهتمام عدة فرق فرنسية وبرتغالية، حيث قيل الكثير في قضيته، إلا أن الرجل الأول في الشلف مدوار، قرر عدم الإفصاح عن وجهته وتمكن من اختيار للاعبه أحسن فريق يمكنه من المشاركة والعمل أكثر من أجل افتكاك مكانة أساسية في المنتخب الوطني، وكان له ذلك حيث أمضى على عقد يربطه بالفريق البرتغالي من الدرجة الأولى فيرتوريا غيماريش بمبلغ تجاوزت قيمته 800 ألف أورو، جعلت من صفقته الأغلى والأهم في الجزائر منذ سنوات. أما عن الظهير الأيمن لمولودية الجزائر الشباب عبيدة قندوز، فقد صنع الاستثناء هذا الموسم، حيث يبلغ اللاعب الشاب من العمر 19 سنة ولم تتح له أية فرصة للظهور في الفريق الأول الموسم الماضي مع المولودية، إلا أن والده، اللاعب السابق، في المنتخب الوطني محمود قندوز تمكن من اقناع مسيري فريق إيسر الفرنسي، حيث لعب دور مناجيره وحول اشرطة عبيجد الى إدارة النادي الفرنسي وهو ما مكنه من اقناعهم، حيث سيلعب هذا الموسم في الفريق الرديف لإيستر. مقداد وحركات يحترفان بالخليج! بعد بروز ثنائي مولودية الجزائر مقداد وحركات في فريق المولودية الموسم الماضي، تمكنا من الظفر بعقود احترافية مع فرق خليجية، الأول مع فريق كلباء الاماراتي والثاني بالقادسية السعودي رفقة زميله الحاج بوقش ولعل ما جعلهما يتنقلان الى الدول الخليجية تألقهما الملفت للانتباه في المولودية منذ موسم (2009 2010)، حين تمكنا من الظفر بالبطولة الوطنية مع العميد، وتألقهما الموسم الفارط في رابطة الابطال الافريقية، حيث عين مقداد هداف الفريق في المنافسة الافريقية والبطولة الوطنية ب 13 هدفا في المنافستين، ورغم أن تنقل حركات الى القادسية السعودي مقبولا، نظرا لمستوى البطولة السعودية، إلا أن تحول مقداد الذي عين كأحسن لاعب في البطولة لعدة أشهر الى نادي كلباء الاماراتي لم يفهم بعد، حيث تلقى عدة عروض من أندية القسم الأول، على غرار وفاق سطيف، إتحاد العاصمة ومولودية الجزائر وشبيبة بجاية وبشق مالي أفضل، إلا أنه قرر الرحيل لأسباب لم تفهم لحد الساعة. حليش آخر لاعب احترف في أوروبا في 2008 كان آخر تنقل من بين اللاعبين الجزائريين من البطولة الوطنية من نصيب اللاعب الدولي الجزائري “رفيق حليش” الذي احترف سنة 2008 بفريق بنفيكا البرتغالي الذي أداره الى نادي ماديرا من الدرجة الأولى البرتغالية وكان تنقله في ذاك الموسم لوحده ولم يعرف سوق التحويلات بعدها تصدير اللاعب جزائري الى البطولة الأوروبية، رغم كل المحاولات التي أتيحت لعدة لاعبين في الدوري الجزائري وعلى رأسهم لاعب وفاق سطيف والمنتخب الوطني لزهر حاج عيسى الذي فتحت أمامه عدة فرص للاحتراف، حيث دخل في تجارب مع عدة أندية من الدرجة الأولى في عدة بلدان، وصل عددها خمس على غرار أوكرانيا، فرنسا البرتغال، بلجيكا وسويسرا، لكن كللت كل محاولاته بالفشل. من جهته، بوقش كان آخر لاعب جزائري حُول من البطولة الوطنية الى فريق ناشط بالخليج، حيث بعد تألقه موسم (2009 2010) مع مولودية الجزائر التي كان من أبرز لاعبيها، حيث تمكن من الظفر بلقب البطولة معه ولقب هداف البطولة ب 17 احرازا، مكنه من الإمضاء الموسم الماضي على عقد احترافي في قسم من الدرجة الثانية الاماراتي، ويتعلق الأمر بالإمارات الإماراتي وبعد تسجيله لتسعة أهداف تمكن من الإمضاء هذا الموسم في نادي القادسية السعودي وسيكون بذلك ثاني لاعب جزائري في نادي القادسية هذا الموسم. سوداني عاشر لاعب يلتحق بالبطولة البرتغالية وسيكون سوداني، عاشر لاعب جزائري سينشط في الدوري البرتغالي الذي سبقه إليه كل من ماجر (بورتو)، مدان (فاماليكاو)، مناد (فاماليكاو وبيلينانيس)، زرابي خير الدين (بيلينانيس، سيتو بال وليكسوس)، كروش مهدي (نافال)، غيلاس (فيتوريا ڤيماريش)، حليش (ناسيونال ماديرا)، دوخة (سيتوبال)، يبدة (بنفيكا). صايفي... الإستثناء.. يبقى صايفي رفيق، الدولي الجزائري ولاعب مولودية الجزائر السابق الذي احترف بفرنسا في صائفة 2009 اللاعب الذي يملك كل الأرقام بحوزته في عالم الاحتراف، حيث تمكن هذا الأخير من اللعب في البطولة الفرنسية لمدة اثني عشر سنة، ويبقى اللاعب الوحيد الذي بحوزته أكبر رقم من المشاركات في البطولات الأوروبية، حيث منذ احترافه سنة 1999 بفريق تروا الفرنسي لم يغادر البطولة الفرنسية الى يومنا هذا وسيلعب الموسم الثالث عشر لهذا الموسم ورغم احتراف عدة لاعبين من مختلف الأجيال على رأسهم محبوب الجزائريين “رابح ماجر” الذي احتراف لمدة 9 سنوات في أوروبا في كل من رانسينغ باريس أفسي تور، بورتو، فالنسيا وكذا اللاعب صايب موسى الذي يملك نفس سنوات المشاركة في أوروبا مع ماجر، حيث لعب في كل من (أوكسير، فالنسيا، توتنهام، موناكو ولورويون)، وحتى “مناد جمال” الذي دامت مدة احترافه 7 سنوات ولعب في كل من فريق نيم فامايكاو، وبيلينس)، إلا أن صايفي تمكن من الصمود لمدة 12 سنة وبرصيد أهداف يصل الى 52 هدفا. والسؤال الذي يطرح نفسه، هل سيتمكن بدبودة، سوداني، وقندوز من تحطيم أرقام صايفي في سنوات المشاركة؟ وهل بإمكان سوداني من تجاوز صايفي في عدد الأهداف؟ علما أن سوداني تمكن من تسجيل 48 هدفا في 107 مباراة، والكل يتساءل ما سبب عدم ذكر اسم يحيى شريف ويرجع ذلك لسبب واحد ووحيد هو أن صايفي، عندما تنقل الى فرنسا كان يبلغ من العمر 24 سنة وابن القبة يبلغ 26 سنة، ما يجعل تجاوز رقم صايفي في عدد المشاركات والأهداف شبه مستحيل.