تسير أشغال مشروع تحويل مياه الشط الشرقي إلى بلديات جنوب سيدي بلعباس بوتيرة متباطئة، حيث لم تتعدّى نسبة الأشغال الحالية 60 بالمائة، على الرغم من تجاوز المشروع آجال التسليم المحددة التي كانت مقررة الشهر الجاري. لايزال سكان الناحية الجنوبية الشرقية بولاية سيدي بلعباس في انتظار الاستفادة من التوزيع اليومي للمياه القادمة من الشط الشرقي، المشروع الذي عرف عدة عراقيل كان سببا في تأخر عملية الإستلام، فعلى الرغم من أهميته الكبرى في وضع حد لمشكل ندرة المياه الصاحة للشرب بالبلديات الجنوبية، إلا أن وتيرة الأشغال تسير بشكل متباطئ، حيث لا تتعدى نسبة الأشغال الحالية 60 بالمائة، وهو المشروع الذي سيموّن بلديات تلاغ، مرين، مزاورو وتيغاليمت وسيزوّد حوالي 48 ألف نسمة بالماء الشروب، حيث سيصل حجم التزود بالماء إلى 14600 متر مكعب يوميا، ما سيساهم في رفع كمية الإستهلاك الفردي للمياه من 60 لتر إلى 300 لتر، كما سيمكّن من تموين المناطق المذكورة لمدة 24 ساعة بعد أن كانت عملية التوزيع تتراوح من يومين إلى ثلاثة أيام، هذا وسيسمح المشروع أيضا بتوفير كمية إضافية من المياه تصل إلى 5 آلاف متر مكعب ستخصص لسكان بعض البلديات المجاورة على غرار واد تاوريرة، المرحوم وتاودموت، كما سيحقّق المشروع قفزة نوعية في مجال التحكم في مشكل الماء الشروب بالولاية، هذه الأخيرة التي سترتفع نسبة التوزيع بها إلى 65 بالمائة. وفي المقابل دخل مشروع تحويل مياه الشط الغربي الخدمة بولاية سيدي بلعباس، بعد أن تمّ تموين 8 بلديات تقع جلها بالجنوب الغربي للولاية كبلدية رأس الماء، واد السبع، عين تاندامين والحصيبة بئر الحمام،مولاي سليسن وشطوان بالمياه القادمة من الشط مباشرة بعد استكمال أشغال المشروع، وقد مسّ مشروع الشط الغربي كثافة سكانية تقارب 74 ألف نسمة بطاقة تحويل تقدّر ب 15 ألف متر مكعب يوميا، مع امكانية تموين سكان هذه البلديات بالماء الشروب يوميا على مدار 24 ساعة فور الانتقال من استغلال 12 بئرا في الوقت الراهن إلى 60 بئرا يضمها الشط الغربي. وتشهد الولاية أيضا مشاريع أخرى لتقوية التزود بالماء الشروب باعتبار الولاية من الولايات التي تعاني نقصا في مصادر التمويل، حيث تجري حاليا أشغال مشروع محطة هنين بولاية تلمسان لتحلية ماء البحر الموصول بسد سيدي العبدلي، ومن ثمة الى سيدي بلعباس، وهو المشروع الضخم الذي سيؤمّن الماء الشروب لحوالي 350 ألف نسمة قاطنة ب 18 بلدية واقعة في محور التزود حتى آفاق سنة 2040، كما سيسمح بضخ 100 ألف متر مكعب يوميا وتزويد المواطنين بالماء بمعدل 20 ساعة يوميا، فضلا عن مشاريع تقوية أخرى كمشروع إنجاز محطة معالجة مياه سد صارنو بسعة 50 لتر في الثانية، والذي تصل نسبة إنجازه إلى 60 بالمائة، وسيموّن بلديات عين البرد، سيدي حمادوش وسيدي ابراهيم، وكذا إعادة تأهيل محطة معالجة سد سيدي العبدلي بنسبة تقدم الأشغال تقدر ب 60 بالمائة، ومحطة معالجة سد الشرفة بنسبة أشغال تقارب 30 بالمائة في إطار البرنامج الإستعجالي. للإشارة، فقد بلغ المعدل اليومي لتزوّد الفرد بالمياه الصالحة للشرب 150 لتر يوميا، وتعتمد الولاية في تموين سكانها بالماء الشروب في الوقت الحالي على عدة موارد متمثّلة في مياه السدود وتحلية ماء البحر والآبار، فالبلديات الواقعة بالجهة الغربية مثلا تموّن من سد سيدي العبدلي بكمية يمكن اعتبارها كافية فمثلا تستفيد عاصمة الولاية من حصة 100 ألف متر مكعب يوميا، ما يسمح لغالبية المواطنين من التزود بهذا المورد الحيوي مدة 16 ساعة في اليوم. أما المناطق الشرقية فتعتمد في تموينها على مياه سد بوحنيفة بولاية معسكر الذي يموّن الولاية ب 4 آلاف متر مكعب يوميا، في حين تتزوّد بلديات الجهة الشمالية بالمياه القادمة من سد صارنو، أما المناطق الجنوبية فتعتمد حاليا على مياه الشط الغربي والآبار العميقة. هذا وبلغت نسبة الربط بشبكة التوزيع المياه الصالحة للشرب 98 بالمائة، حيث تجري حاليا أشغال تجديد شبكات مياه الشرب بمدينة سيدي بلعباس على طول 1900 متر، بنسبة تقدم في الأشغال تقدر ب 16 بالمائة، على أن يتم الإنطلاق قريبا في مشروع تجديد 38 ألف متر طولي من الشبكات في إطار البرنامج الإقطاعي، أما عن تدعيم تخزين المياه فيرتقب تسليم 3 خرانات بسعة 1500 متر مكعب بكل من سيدي حمادوش، سفيزف ومكدرة بعد أن فاقت الأشغال بها 95 بالمائة وخزان آخر بسعة 500 متر مكعب بتلموني تقدّر نسبة أشغاله 65 بالمائة.