يقوم ابتداء من اليوم نائب رئيس المؤتمر الاستشاري لمجلس الشعب في جمهورية الصين الشعبية السيد «وان غانغ» بزيارة إلى الجزائر على رأس وفد هام تلبية لدعوة من السيد محمد الصغير باباس رئيس المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي، تندرج في السياق الطبيعي للعلاقات الممتازة القائمة بين البلدين، سيتم على إثرها التوقيع على مذكرة تفاهم تؤسس لإطار قانوني والتعاون الاستراتيجي بين البلدين. وكشف بالمناسبة سفير الصين بالجزائر السيد «ليو يوهي» في لقاء خص به /الشعب/ عن انطلاق قريبا في تنفيذ مشروع نموذجي هام من طرف خبراء صينيين بولاية غليزان يخص الأراضي ذات الملوحة، يرافقهم فيه تقنيون جزائريون تلقوا تكوينا في هذا المجال. وأشار إلى أن بلاده استقبلت على دفعات نحو مائة تقني جزائري شاركوا في مؤتمرات وفعاليات عدة في مختلف الاختصاصات تقام هناك على مدار السنة، إلى جانب تنظيم سفرية دراسية لفائدة خبراء جزائريين مختصين في القطاع الزراعي. وقال بأن الجزائر تملك قدرات وإمكانيات هائلة في هذا القطاع الذي توليه أهمية كبرى، على غرار العديد من البلدان، خصوصا وان الوضع الحالي بمنطقة القرن الإفريقي يدفع بهذا القطاع الاستراتيجي لأن يكون على رأس أولويات كافة الدول، حيث شبح المجاعة والجفاف في الصومال يتطلب كما قال بدل أقصى الجهود لتوفير الأمن الغذائي للإنسانية كافة. وتطرق السفير الصيني إلى التبادل التجاري بين الجزائر والصين، مشيرا إلى تجاوزه عتبة 3 مليار دولار خلال السداسي الأول من هده السنة، مسجلا حسبه نموا يقدر ب 15 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، وهو ما يبرهن على حجم الإمكانيات الهائلة، والتكامل القوي بين اقتصاد البلدين. وأكد في هذا السياق على أن للحكومتين نفس الاهتمام والانشغالات لترقية التعاون الاستراتيجي بين البلدين لمستوى أفضل يخدم مصلحة الشعبين الصديقين، معربا عن سعادته برؤية شركات صينية تهتم بالاستثمار في الجزائر في بعض القطاعات، منها القطاع الصناعي والمواد الكهرومنزلية. ووصف زيارة السيد وان غانغ الذي يرأس أيضا المجلس الاقتصادي والاجتماعي، والتي ستدوم 3 أيام، ب «الهامة، خاصة ونحن في وضعية دولية صعبة، وإقليمية متغيرة، سيلتقي خلالها مع عدة مسؤولين جزائريين، من بينهم نظيره السيد باباس وهي تهدف إلى تعميق وتوسيع التعاون الثنائي بين المجلسين بصفة خاصة والبلدين بوجه هام». وأفاد في الأخير «بأن المجلس الاقتصادي والاجتماعي يحتل مكانة هامة في الشؤون الاقتصادية في بلاده، وهو يتكون من مختلف فئات المجتمع، ودوره ليس استشاريا فقط، فهو يقدم مساهماته لترقية الإطار المعيشي ويصغي لانشغالاته، كما يضطلع بدور مهم في ترقية التعاون بين البلدان، خصوصا مع الجزائر التي اختيرت منذ حوالي شهر في إيطاليا على رأس المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع لمنظمة الأممالمتحدة».