دعا المجاهد محمد غفير في مداخلة احتضنها مركز التكوين المهني «صابة علي» شباب اليوم «إلى ضرورة حفظ الأمانة التي ضحى من أجلها الشهداء، وعدم إعطاء الفرصة لفرنسا وأعداء الأمة لتشويه الصورة الناصعة لتضحيات أبناء الشعب الجزائري من أجل تحقيق الاستقلال عبر مختلف المحطات التاريخية الهامة أبرزها مظاهرات 8 ماي 45 والمجازر الوحشية التي ارتكبها المستعمر الغاشم ضد المواطنين العزل الذين خرجوا للمطالبة بالحرية.. بمبادرة من مديرية المجاهدين لولاية بومرداس وبمناسبة إحياء الذكرى 74 لمجازر 8 ماي 1945، نشط المجاهد محمد غفير المعروف باسم «كليشي» ندوة تاريخية، توقف عندها على أهمية هذه المحطة الحاسمة في مسيرة النضال الوطني باعتبارها المنطلق الذي مهد لإندلاع ثورة التحرير، داعيا «إلى أهمية الاهتمام أكثر بالتاريخ الوطني ونقله إلى الأجيال القادمة» والتأكيد «أن إحياء هذه الذكرى الأليمة التي اقترفتها فرنسا في حق الشعب الجزائري تدخل في إطار كتابة تاريخ الثورة وإحياء مآثرها الخالدة، مع التشديد على واجب الاعتناء أكثر بتاريخنا المجيد الذي صنعه الأبطال». أكد المحاضر خلال مداخلته أن مجازر فرنسا المرتكبة في الجزائر التي لا يزال التاريخ شاهدا عليها ومنها أحداث 8 ماي تصنف كمجازر ضد الإنسانية يعاقب عليها القانون الدولي نظرا لبشاعتها، مع التذكير في الأخير في رسالة موجهة إلى الشباب وجيل الاستقلال «أن الحرية لم تتحقق بسهولة كما يعتقد البعض إنما عبر طريق شاق وتضحيات جسام ونضالات لم تهدأ منذ دخول فرنسا سنة 1830. بالمقابل، قال ممثل مديرية المجاهدين لولاية بومرداس طارق مقراني في تدخله أن اللقاء يندرج في إطار سلسلة الندوات الفكرية والتاريخية التي سطرتها المديرية، بالتنسيق مع عدد من الهيئات منها مديريتي التكوين المهني والتربية الوطنية لفائدة التلاميذ والطلبة لتعريفهم بتاريخ الجزائر، بدءا من المقاومة الشعبية إلى ثورة التحرير مرورا بالحركة الوطنية لغرس الروح الوطنية في نفوسهم ومحاربة ثقافة النسيان، ومنها جاءت ندوة 8 ماي 45 التي تعتبر محطة مفصلية في تاريخنا وجديرة بأن تستوقفنا لإستلهام الدروس والعبر منها على حد تعبيره.