أحيا الفلسطينيون، أمس، ذكرى نكبة 1948 والتي توافق 15 ماي من كل سنة، حيث عمّ الإضراب الشامل غزة، وانطلقت مليونية العودة على الحدود الشرقية للقطاع، وفعاليات شعبية في مختلف محافظات الوطن. تعهد الشعب الفلسطيني، خلال إحيائه الذكرى الأليمة «بمحو كل آثار النكبة والعودة وتقرير المصير»، مؤكدا تمسكه بحق الشرعي والتاريخي في أرضه المغتصبة من قبل العصابات الصهيونية بدعم من القوى الكبرى. أكدت سفارة فلسطين بالجزائر، أن «الكل الفلسطيني سيتصدى لكل المؤامرات الرامية لتصفية قضيته». الصمود والتصّدي قالت السفارة في بيان بمناسبة ذكرى النكبة تلقت»الشعب» نسخة منه «أننا سنسقط وندوس كل الصفقات وفي مقدمتها صفقة القرن لأنه ببساطة صاحب الحق في وطنه ومقدساته» وشددت على رفض الحلول التصفوية والعمل مع الأشقاء والأصدقاء من أجل الحقوق الوطنية «كحق العودة وحق إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف» . بحسب ما سرب فإن صفقة القرن التي يعتزم الرئيس الأمريكي إعلانها الشهر المقبل «لا تتضمن مطلقا وجود دولة فلسطينية تحظى بالسيادة وإنما كيان فلسطيني يتمتع بحقوق الحكم الذاتي». أفادت السفارة بأن ‘الشعب الفلسطيني وفي مقدمته قيادة الدولة ومنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد على أتم الاستعداد لتقديم الغالي والنفيس من أجل حقوقنا» وأكدت على أهمية تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية ‘ لأن النصر لا يأتي دون وحدة بين فصائل العمل الوطني». ودع البيان إلى «تثمين اللحمة والجبهة الداخلية على قاعدة واحدة، وحدة الأرض، برنامج نضالي مشترك بقيادة مؤسسات الدولة الفلسطينية ومنظمة التحرير». إحصائيات وذكر جهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني في تقرير إحصائي أن عدد الشهداء الفلسطينيين والعرب منذ النكبة عام 1948 بلغ نحو 100 ألف شهيد، فيما بلغ عدد الشهداء، منذ بداية، انتفاضة الأقصى 10 آلاف و853 شهيد خلال الفترة 29سبتمبر 2000 وحتى 07 ماي 2019. أضاف أن العام 2014 كان أكثر الأعوام دموية حيث سقط 2240 شهيد منهم 2181 استشهدوا في قطاع غزة غالبيتهم خلال العدوان الاسرائيلي على القطاع، أما خلال العام 2018 فقد بلغ عدد الشهداء في فلسطين 312 شهيد منهم 57 شهيدا من الأطفال وثلاث سيدات، ولا يزال الاحتلال الاسرائيلي يقوم باحتجاز جثامين 15 شهيدا. دعت القوى الوطنية والاسلامية لمحافظة رام الله والبيرة لأوسع مشاركة في فعاليات حق العودة، كما دعت القوى لاعتبار، يوم غد الجمعة، «يوم تصعيد» على نقاط التماس والاحتكاك مع الاحتلال وفي المواقع التي تشهد فعاليات أسبوعية أيام الجمع. رفعت سلطات الاحتلال، أمس، حالة تأهبها خشية حدوث مواجهات كجزء من فعاليات ذكرى يوم النكبة في قطاع غزة والضفة ومحيط مدينة القدس. الفصل العنصري ووفقا للإحصاء الفلسطيني، تغتصب القوة القائمة بالاحتلال حاليا، أكثر من 85 ٪ من مساحة فلسطين التاريخية البالغة 27 ألف كلم مربع، ويعيش فيها قرابة سبعة ملايين محتل صهيوني. يرى المراقبون للمشهد الفلسطيني أن «المشروع الصهيوني لم يكتمل بعد في فلسطين التاريخية»، لأن المخطط لهذا المشروع الاحتلالي يستهدف الاستيلاء على كامل مساحة فلسطين، وإقامة الدولة اليهودية أحادية القومية وترحيل جميع أبناء الشعب الفلسطيني من أرضهم وممتلكاتهم. أفادت تقارير حديثة، أن عدد الفلسطينيين تضاعف 9 مرات منذ «النكبة» ليبلغ بنهاية 2018 نحو 13,1 مليون نسمة. ووفقا للمعطيات ذاتها، فإن الفلسطينيين يشكلون حوالي 49 ٪ من السكان المقيمين في «فلسطين التاريخية»، فيما يشكل اليهود ما نسبته 51٪ من مجموع السكان ويستغلون أكثر من 85 ٪ من المساحة الكلية لفلسطين التاريخية.