تعتبر وكالة التشغيل همزة وصل بين طالبي العمل والمستخدمين ممّا سهّل عملية الارتباط والتنسيق والإحصاء، وقد ساهم نظام الوسيط الالكتروني كثيرا في تنظيم وتثبيت المناصب من خلالها الموقع الالكتروني للمديريات التي تربط بالمديرية العامة كي لا يكون هناك خلل، وقد ساهم هذا الأخير في عدم التلاعب بالمناصب وازدواجيتها، كما مكّن طالبو العمل من الاطلاع الفوري على كل ما يجري داخل هذا الجهاز. وللاطّلاع على سريان وتنظيم الشغل بولاية تيارت، انتقلنا إلى وكالة تيارت التي يديرها السيد مختار زرقي، والذي أطلعنا على سير تنظيم العمل بوكالته، فبفضل نظام الوسيط تمكّنت الوكالة الولائية للتشغيل بتيارت خلال الفترة الممتدة من 02 / 01 / 2019 إلى غاية 30 / 04 / 2019 من تنصيب ما يقارب 1541 طالب عمل في إطار الوساطة الكلاسيكية، ممّا يؤشّر أن هناك ارتفاعا في عدد التنصيبات مقارنة بنفس الفترة من سنة 2018 (1508)، وذلك يرجع الى انطلاق بعض المشاريع التي تخص ورشات البناء. وأضاف أنّ نسبة التنصيب في الوساطة الكلاسيكية حسب القطاع القانوني، تراوحت 72 بالمئة في القطاع الخاص و16 بالمئة بالنسبة للقطاع العام، ومن حيث طبيعة النشاط، احتل قطاع البناء والاشغال العمومية 54 بالمائة في المرتبة الأولى يليه قطاع الخدمات ب 27 بالمئة ثم الصناعة ب 14 بالمئة وفي الأخير قطاع الفلاحة ب 5 بالمئة. ويتم العمل أكثر خلال سنة 2019 على تعزيز آليات الشفافية ومراعاة مبدأ تساوي وتكافؤ الفرص في معالجة عروض العمل سواء بالتحكم أكثر في نظام وسيط، ونشر العروض عبر صفحة التواصل الاجتماعي فايس بوك وكذلك نشر القوائم الاسمية للموجهين في عروض العمل، حيث وصل عدد المشاركين في الصفحات المفتوحة لهذا الغرض بأكثر من 23000. وأوضح محدثنا أنّه يتم مواصلة العمل على تعميم استعمال المدونة الجزائرية للمهن والوظائف من قبل المتعاملين مع الوكالة باعتبارها مرجعا وطنيا للوظائف والمهن، ويسمح للمستخدمين التحديد بدقة للكفاءات المطلوبة لكل وظيفة. كما تعمل الوكالة على تعميم استعمال تقنية الاتصال عن بعد باستعمال شبكة الانترنت، وذلك في إطار الخدمات عن بعد نظرا لأن عملية التسجيل من طرف طالبي العمل وايداع العروض من طرف المستخدمين عن بعد أصبحت متاحة وبكل سهولة. كما تمّ تنشيط اكثر من 25 ورشة مرافقة للشباب طالبي العمل، مسّت تكوين 419 طالب عمل في مجالات تحضير المقابلات المهنية وإعداد السير الذاتية وتقنيات البحث عن الشغل، كان الهدف منها رفع قابلية طالبي العمل وتسهيل ادماجهم في سوق العمل، ومبدأ تساوي طالبي العمل أمام خدمات المرفق العمومي للتشغيل. ويترجم نشاط التنقيب عن عروض العمل في حوض التشغيل التابع للوكالة خلال الفترة السالفة الذكر على مستوى مجموع الوكالات، بتحقيق 483 زيارة مست مختلف المؤسسات العمومية الخاصة والوحدات الإنتاجية والخدماتية. خرجات ميدانية للمعاينة كما سجّلنا - يضيف مدير وكالة تيارت - عملية مشتركة مع مصالح تشغيل أخرى في خرجات ميدانية للمعاينة مسّت المؤسسات الأجنبية المتحصلة على الموافقات المبدئية لتشغيل العمال الأجانب من أجل اجبارهم على تنفيذ التزاماتهم في توظيف العمالة الوطنية، كما هو مدون في مخططات التوظيف الخاصة بهذه الشركات، وكذا تنفيذ برامج التكوين المتعهد بها في الاختصاصات التي تحوزها هذه الشركات. وكاحتياط ومخافة الوقوع في عدم احترام القانون في التوظيف في نفس المنحى، ومن أجل وضع حد لظاهرة التوظيف المباشر لم تتوانى مصالح الوكالة في التبليغ عن المؤسسات التي قامت بالتوظيف المباشر لليد العاملة، دون المرور عبر قنوات الوكالات المحلية، الى السيد مفتش العمل باعتباره السلطة المخولة بمراقبة التشغيل لاتخاذ التدابير المناسبة اتجاه مسيري المؤسسات المخالفة. كما تتواصل عملية تطهير بطاقية المستفيدين من جهاز المساعدة على الادماج المهني بمقاربة البطاقيات، وتنفيذ زيارات ميدانية الى مواقع عمل المستفيدين وحث المستخدمين من أجل الصرامة والجدية في التعامل مع المستفيدين، وحثهم على ضرورة مزاولة العمل وتطبيق البنود الخاصة بعقود الادماج. وعودة إلى نظام وسيط، سألنا السيد مختار زرقي عن دوره فقال: «هو نظام معلوماتي متكامل يسمح بالتكفل الأحسن بمختلف أنشطة الوكالات لا سيما ما تعلق بالوساطة في سوق الشغل، وما يتبعها من المقاربة والمزاوجة بين العروض والطلبات، كما يسمح بالمعالجة الالية والانية للطلبات، إعداد الحصائل المختلفة وعدم إمكانية التسجيل المزدوج لطالبي العمل عبر كافة ولايات الوطن، وكذا السرعة في تنفيذ مختلف العمليات». وفي الأخير سألنا مدير وكالة التشغيل بتيارت عن الانشغالات والشكاوى التي ترفع من قبل طالبي العمل، قال إنّه تفهّم الوكالات المحلية المطالب الملحة للشباب طالبي العمل في بعض الأحيان، ومطالبتهم للشغل المأجور ولكن فرص التشغيل المتاحة وعروض العمل المسجلة باتت لا تلبي الطلب المتزايد على الشغل بالنظر الى محدودية النسيج الاقتصادي المستوعب للمورد البشري، مع ذلك تسعى الى توجيه الشباب لاسيما خريجي الجامعات ومراكز التكوين المهني الى المبادرة في خلق مؤسساتهم الخاصة وتنمية روح المقاولاتية لديهم مادامت امكانية تجسيد أفكارهم ومؤسساتهم الخاصة متوفرة من خلال أجهزة الدعم وخلق النشاطات على غرار وكالات «أونساج، كناك أونجام»، وغيرها من المؤسسات التي أنشئت لغرض إيجاد فرض الشغل.