أقرّت عدة مساجد في بريطانيا منع استخدام المواد البلاستيكية خلال شهر رمضان الحالي، من أجل التوعية بأهمية الحفاظ على البيئة، وذلك في إطار حملة «الإفطار الصديق للبيئة» التي يقودها المجلس الإسلامي في بريطانيا. وأفاد تقرير، نشره مركز الإعلام والتواصل الإقليمي التابع للحكومة البريطانية، أن حملة «الإفطار الصديق للبيئة» دفعت بالعديد من المساجد في مختلف أنحاء بريطانيا، إلى إقرار استعمال الصحون والملاعق وعبوات المياه القابلة لإعادة الاستخدام بدلاً من تلك التي يتم استخدامها لمرة واحدة فقط، وذلك للتقليل من حجم النفايات البلاستيكية التي تضر بالبيئة. وقال هارون خان، أمين عام المجلس الإسلامي البريطاني: «بينما يصوم المسلمون في رمضان ليتقربوا من الله، فإنه من المهم أن يهتموا بخلق الله وهذا يعني الاهتمام بالبيئة. نحن نشجع المزيد من المساجد على الانضمام لهذه الحملة وأن يختاروا نهجاً صديقاً للبيئة، حيث يتوجب علينا جميعاً أن نلعب دوراً في المحافظة على الأرض». وقال الناطق الرسمي لمسجد «غرين لاين» في بيرمنغهام، ثاني أكبر مدينة في بريطانيا، الذي قرر منع استخدام البلاستيك خلال شهر رمضان لهذا العام، أن المسجد يقوم بتوزيع من 800 إلى 1000 عبوة بلاستيكية كل مساء في رمضان، لا سيما خلال صلاة التراويح، «مما يعني وجود كميات هائلة من المخلفات البلاستيكية، لذلك فقد قرر شراء عبوات يمكن استخدامها لأكثر من مرة وبيعها بأسعار مخفضة للمصلين بالإضافة إلى تركيب ثلاجات لتعبئة المياه الباردة». تعليقاً على هذه الحملة، قالت أليسون كينغ، المتحدثة باسم الحكومة البريطانية بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا: «في الوقت الذي نتحدث فيه عن تأثير الإنسان على البيئة والمحيط، من المشجع أن نرى مثل هذه الجهود من قبل الجالية المسلمة في بريطانيا، للمحافظة على الكوكب الذي نعيش فيه، خصوصاً أن هذه الجهود تتماشى وروح رمضان التي تقوم على الاهتمام بالآخرين ومراعاتهم، والعمل على إزالة ما يمكن أن يلحق الضرر بهم». تجدر الإشارة إلى أن مبادرة «الإفطار الصديق للبيئة» ليست الأولى التي تعكس اهتمام المسلمين ببريطانيا بالبيئة، فلقد تم افتتاح أول مسجد صديق للبيئة في مدينة كامبريدج التي يقطن فيها ستة آلاف مسلم، في شهر أبريل الماضي وذلك بعد عقد من التخطيط. يذكر أنه يوجد أكثر من 1500 مسجد ومركز إسلامي موزعة على جميع أنحاء المملكة المتحدة والتي يشكل الإسلام ثاني أكبر ديانة فيها.