يحيي المسلمون في بريطانيا شهر رمضان المبارك بالعديد من الفعاليات والأنشطة الخيرية والروحانية رغم تصاعد حدة الحملات العنصرية المناهضة للإسلام. وتشن الجماعات اليمينية المتطرفة حملات في معظم أنحاء بريطانيا لمناهضة الإسلام، بعد حادث مقتل جندي بريطاني على يد من وصفوا بالمتشددين، حيث سُجل ارتفاع حاد في الحوادث المعادية للمسلمين في الأيام التي أعقبت هذا الحادث، كان منها اعتداءات وهجمات على المساجد. ولمواجهة ذلك نظمت الجالية المسلمة عددا من الأنشطة والفعاليات لتعريف البريطانيين بتعاليم الدين الإسلام السمح ردا على هذه الحملات. وأدركت الجالية المسلمة في بريطانيا أنه ليس لديها خيار سوى اللجوء إلى القانون والإعلام لحمايتها من حملات التشهير من قبل ساسة وإعلاميين وبعض المؤسسات، مشددة على ضرورة تفعيل الحوار بين الطبقة السياسية والإعلامية ومسلمي بريطانيا. ورغم أن رمضان هذه السنة يتصادف مع أجواء بلغت فيها درجة الحرارة معدلات قياسية ونظرا لطول فترة النهار خلال شهر رمضان التي تصل إلى 18 ساعة في اليوم، يحرص المسلمون على توفير الظروف التي تساعدهم على أداء فرائضه وتحقيق مقاصده في مجتمع غربي يعيشون شهر الصيام فيه كأبناء أقلية دينية. وتشهد المتاجر إقبالا متزايدا من أبناء الجاليات الذين يحرصون على إثراء مائدة الإفطار الرمضانية بأنواع الغذاء وما طاب من التمر والمأكولات الشعبية لبلدانهم الأصلية. كما تحرص أغلب الأسر خاصة في ليالي رمضان على زيارة المساجد والأصدقاء، حيث تعد فرصة لتوطيد العلاقات بين أبناء الجالية المسلمة، ولتعميق المشاعر المتبادلة بالرحمة والألفة بينهم. ويمثل المسلمون أكبر أقلية دينية في البلاد، حيث أظهر تعداد السكان للعام 2001 أن هناك حوالي 1.6 مليون مسلم، بينما يقدرون الآن بأكثر من مليونين. وتشير الإحصائيات إلى أن 11.6 بالمائة من المسلمين من أصل أبيض، و6.9 بالمائة من أصل أسود بريطاني، و74 بالمائة من أصل آسيوي بريطاني. كما أن نحو 50 بالمائة من المسلمين ولدوا في بريطانيا، و50 بالمائة تقل أعمارهم عن 25 عاما. ويوجد في بريطانيا عدد كبير من المؤسسات والمنظمات والجمعيات الإسلامية ومراكز الأبحاث التي تعمل على إظهار مصالحهم، كما يوجد أكثر من 1500 مسجد وعدد من المدارس الإسلامية فضلا على مئات مدارس تدريس اللغة العربية لأبناء الجاليات. وقال المتحدث الرسمي باسم المبادرة الإسلامية في بريطانيا محمد كزبر إن شهر رمضان المبارك له طعم خاص لدى الجالية المسلمة في بريطانيا، حيث تغص المساجد بالمصلين ويزداد عدد المرتادين إلى المساجد بشكل كبير من مشارب وعرقيات وجنسيات مختلفة، حيث تتنافس المساجد لخدمتهم من خلال تقديم وجبات الإفطار، وكذلك استقدام أئمة من خارج بريطانيا لإمامة صلاة التراويح. وأكد كزبر أن الجالية المسلمة خصوصا العربية مرت بأوقات صعبة خلال شهر رمضان المبارك وما قبله، حيث زادت حملات الكراهية ضد المسلمين ترجمت من خلال الاعتداءات التي طالت المساجد والمدارس التابعة للجالية، وكذلك الاعتداءات على الأفراد خاصة النساء المحجبات من قبل اليمين المتطرف، وقد أدان هذه الاعتداءات المجتمعُ البريطاني الذي يميل بطبيعته إلى الاعتدال وتقبل الآخر.