واصلت الجالية المسلمة في بريطانيا تنظيم الأنشطة والفعاليات لتعريف البريطانيين بالإسلام، في إطار مساعيها لتوعية البريطانيين بتعاليم الدين الإسلامي السمح ردا على حملات التشويه والعنصرية والعداء للإسلام والمسلمين التي يقودها اليمين البريطاني المتطرف منذ مقتل الجندي البريطاني. ونظم مسجد (فينسبري بارك) شمالي لندن فعاليات لمدة يومين، وهي عبارة عن يوم مفتوح لجيران المسجد من غير المسلمين الذين توافد المئات منهم على المسجد، إضافة إلى ممثلي عدة كنائس محلية ومراكز اجتماعية وأعضاء من البلدية والشرطة المحلية وفوج الإطفاء وعضو البرلمان البريطاني للمنطقة جيرمي كوربن. وقامت ست مدارس بريطانية ابتدائية وثانوية من المنطقة بزيارة المسجد، حيث تجول ثلاثمائة طالب في المسجد والمعارض المختلفة حول الإسلام. وأظهرت المعارض تاريخ الجالية المسلمة في بريطانيا والشخصيات الإسلامية التي كان لها دور مؤثر على الساحة البريطانية خلال الفترة السابقة، في حين عرض فيلم عن أنشطة المسجد المختلفة لخدمة الجالية المسلمة والمنطقة بشكل عام، كما شملت الجولة زيارة كاملة لمرافق المسجد والاطلاع على خدماته وبرامجه. واستمع حضور تجاوز عددهم ثمانمائة شخص لشرح مفصل من المنظمين عن تعاليم الإسلام ودور الجالية المسلمة في بريطانيا. وعلم أن مساجد خارج لندن سوف تنظم فعاليات أخرى مماثله، في الوقت الذي ينشط فيه الطلبة المسلمون في المدارس الإعدادية والثانوية بتنظيم جلسات وفعاليات توعية لزملائهم الطلبة عن الإسلام. ويأتي ذلك ردا على الحملات العنصرية المتطرفة غير المسبوقة التي تتعرض لها الجالية المسلمة في البلاد من قبل اليمين المتطرف وعلى رأسهم (رابطة الدفاع الإنجليزية) المعادية للإسلام و(الحزب القومي البريطاني) و(منظمة أوقفوا أسلمة أوروبا-فرع بريطانيا). ومن جانبها أعلنت رابطة الدفاع الإنجليزية عن تنظيم مظاهرة معادية لما وصفته بالتطرف الإسلامي في (بيرمنغهام) ثاني أكبر مدينة في البلاد والتي تسكنها جالية إسلامية كبيرة. وقالت الرابطة اليمينية إن بيرمنغهام أصبحت الآن مرتعا للأنشطة الإسلامية المتطرفة، حيث إن العديد من الأعمال الإرهابية التي ارتُكبت كانت من قبل سكان من برمنغهام، على حد وصف الرابطة. وأشارت الرابطة إلى أنها لا تريد القضاء على ثقافة المسلمين في المنطقة، ولكنهم بحاجة إلى أن يكون أطفالهم في مأمن من الجريمة والتحرش والاستغلال، وأن يكونوا قادرين على السير في الشوارع دون قلق من التعرض للاعتداء. واعتبرت الرابطة المعادية علنا للإسلام أنه يجب على كل إنجلترا أن تعرف أنه ما من سبب للتسامح مع ثقافة فرعية، لا تفترس المواطنين القريبين منها فحسب، بل تمثل حرفيا خطرا على بلادنا، وعلى الآخرين أيضا. وأكدت الرابطة المثيرة للجدل أنها لن تقف مكتوفة الأيدي في الوقت الذي تكون فيها المؤسسة السياسية المحلية، في سبات عميق، يتيح أن تصبح بيرمنغهام (تورا بورا)، وهي التي قاتل فيها أجدادهم ضد الرومان والفايكنغ والفرنسيين ودمروا النازيين، حيث إنهم غير مستعدين بعدَ تضحيات أجدادهم لإعطاء المدينة لحفنة من المتطرفين الإسلاميين، على حد تعبير المنظمة. وقال مسؤول مجلس الأمناء في مسجد فينسبري بارك محمد كزبر (إن هذا النشاط السنوي كان له أهمية قصوى هذه السنة، خاصة بعد الهجمة الشرسة التي تتعرض لها الجالية المسلمة من قبل اليمين المتطرف بعد مقتل الجندي البريطاني منذ أسابيع). وأوضح كزبر أن عددا من المساجد والمراكز الإسلامية تم إحراقها، وتعرض عدد من الأفراد للاعتداء، خاصة النساء المحجبات، ترافق ذلك مع هجمة إعلامية منظمة لشيطنة الجالية المسلمة وعزلها عن المجتمع البريطاني. وعبّر كزبر عن سعادته البالغة بحجم المشاركة التي فاقت كل التوقعات، خاصة أن العديد منهم لم يدخل مسجدا من قبل، وكثير منهم لديه فكرة سيئة عن المساجد والمراكز الإسلامية من خلال ما سمع في وسائل الإعلام. وقام عدد كبير من الزائرين بتسجيل تعليقاتهم في سجل الزائرين معبرين عن سعادتهم لما شاهدوه، كما تم توزيع الآلاف من المنشورات التي تعرف بالإسلام والمسلمين، بحسب كزبر. وفي ختام حديثه حث كزبر المساجد والمراكز الإسلامية على القيام بمسؤولياتهم تجاه التعريف بالإسلام والجالية المسلمة، من خلال فتح أبوابهم لغير المسلمين وتنظيم زيارات مستمرة لفتح باب التواصل وبناء الجسور بين الجالية المسلمة والمجتمع البريطاني.