دخلت أمس المؤسسات التربوية بولاية بومرداس في إضراب عن العمل استجابة لدعوة الاتحادية الوطنية لعمال التربية المنضوية تحت لواء الاتحاد العام للعمال الجزائريين ولو بنسب متفاوتة بين مؤسسة وأخرى لكنها كانت أقوى واكبر لدى بعض الفروع بالقطاع وخاصة الأسلاك المشتركة التي تطالب بإدماجها في قطاع التربية حتى تخضع لنفس الحقوق بناء على القانون الخاص ونظام التعويضات.. لكن الشيء الأبرز في هذه الحركة الاحتجاجية هنا بولاية بومرداس هي الاستجابة الواسعة للإضراب من قبل عمال وموظفي مديرية التربية الذين تجمعوا صباحا أمام المدخل الرئيسي للتعبير عن سخطهم وتنديديهم بنظام التعويضات المجحف في حقهم مقارنة مع باقي القطاعات الأخرى التابعة للوظيف العمومي. وهناك مطالب أخرى مرفوعة منها التمييز الواضح الذي حمله القانون الخاص لهذه الفئة بالإضافة إلى تقليص الحجم الساعي وإعادة النظر في موضوع النشاطات اللاصفية وغيرها من المطالب الأخرى. وعن الهدف من الإضراب الذي سيدوم ثلاثة أيام، أكد ممثل الفرع النقابي بمديرية التربية السيد غربي بشير في تجمع للعمال المضربين بقوله: "أن حركتنا مستقلة نابعة من قناعة مهنية تسعى إلى الدفاع عن كافة عمال القطاع دون استثناء من اجل المساهمة في تحسين الوضعية المهنية والاجتماعية". وأضاف المتحدث: أن المضربين يتمسكون بمطلب تجسيد الحقوق المشروعة التي جاءت واضحة في البيان الأخير الصادر عن الندوة الوطنية ليوم 27 سبتمبر الماضي. ولم يكن أبدا البيان ضد احد أو جهة بعينها مثلما تحاول بعض الأطراف ترويجه على حد قوله مبديا في نفس الوقت إصرار اتحادية عمال التربية على الصمود واستمرار الحركة النضالية حتى تتحقق كل المطالب والانشغالات التي تؤرق هذه الفئة. والواضح أن كلام غربي بشير كان ردا ولو ضمنيا على بيان النقابات المستقلة في كل من اتحاد عمال التربية والتكوين "انباف" ونقابة أساتذة التعليم الثانوي التقني "كناباست" اللتين أصدرتا بيانا تتهم وبصفة مباشرة اتحادية عمال التربية التي عمدت إلى تنظيم إضراب قبل اقل من أسبوع من تاريخ الإضراب المفتوح المعلن من قبل النقابيتين وبنفس المطالب تقريبا ولغاية يراها هؤلاء بأنها مؤامرة لتكسير حركة الإضراب المنتظر مما خلق جوا مشحونا وترقبا من الطرفين في صراع محموم على كسب المعركة وثقة عمال القطاع. وجعلت الوضعية الكثير من الأساتذة والعمال يحبذون أن تكون المنافسة شريفة ومن اجل هدف واحد أسمى وهو مصلحة العمال.