بلدية باش جراح إحدى البلديات تعاني من غزو الأسواق الموازية حيث يعتبر السوق نموذجا، لهذا الصنف من الأسواق المجاورة الذي يوفر مختلف أنواع السلع من أواني منزلية ومستحضرات التجميل وكل ما تحتاجه أفراد العائلة في حياتها اليومية وبأسعار مختلفة وزهيدة الثمن ماجعله المحطة الأولى للعائلات. انتقلنا الى سوق باش جراح والتي وجدناه تعج بالمتسوقين والشباب الذين يعرضون سلعهم على الرصيف، حيث أصبح من المستحيل التنقل بسهولة عبر أرجاء السوق قصد التسوق بفعل “إكتساح” الطاولات لمختلف الأماكن المخصصة للمارة والذي يقصدون السوق لاقتناء مختلف المنتوجات. ويقول شباب يعرضون سلعهم على الأرصفة والطرقات ومداخل العمارات بسوق باش جراح الشعبي أن الحاجة هي التي دفعتهم الى ممارسة هذا النوع من التجارة الفوضوية قصد الاستجابة لحاجيات عائلاتهم ويقول كريم أحد الباعة بالسوق: “ أنا هنا أعمل لكي أكتسب بعض المال حتى لا أكون عالة على غيري”، وقد أجمع الباعة كلهم بالسوق على اللجوء الى هذا النوع من النشاط قصد الاستجابة لحاجيات عائلتهم. وعن سر التباين في الأسعار ما بين المساحات الشرعية وبين المنتشرة في الأسواق الفوضوية، أكد لنا هؤلاء أنهم يسوقون بضاعتهم من دون فواتير مما يعفي هؤلاء من دفع الضرائب، كما أنهم غيرملزمين بدفع ايجار المحل وتبعاته بالاضافة الى تحررهم من كل أنواع الرقابة، فتحولت نقمة الأسواق الفوضوية نعمة على بعض المواطنين. وعن سبب لجوء المواطنين لمثل هذا النوع من الأسواق، صرح لنا بعض المتسوقين بأن فارق الأسعار هو السبب، حيث أن أسعار مختلف المعروضات في هذه الأسواق تعرف انخفاضا كبيرا مقارنة بالمنتجات المعروضة في المحلات الشرعية، حيث لم تعد هذه الأسواق الشعبية تستقطب الطبقات الفقيرة، بل أصبحت وجهة لجميع شرائح المجتمع الذين يبحثون عن أي سلعة بأقل ثمن. سكان بلدية باش جراح مستاؤون من غزو الباعة الفوضويون لأحيائهم حيث عبر لنا كثير منهم عبر أحياء بلدية باش جراح عن تذمرهم لغزو هؤلاء الشوارع، الأرصفة والطرقات، حيث لم يكتفوا بذلك بل انتقلوا الى مداخل العمارات التي احتلت من طرفهم ومازاد من غضب السكان حالة الفوضى العارمة التي تشهدها أحياؤهم بسبب الاكتظاظ الدائم جراء ما سبق ذكره، فضلا على إغراق البلدية بأكوام من القمامة والأوساخ والتي يخلفونها عند كل رحيل، مما يجعل المكان يشهد أقصى درجات التلوث، مما ينذر بوقوع كارثة صحية وبيئية. إضافة الى كثرة الشجارات ما بين الباعة والتي تسبب هلعا كبيرا للسكان، وعليه يناشد العديد من المواطنين والتجار السلطات المعنية من أجل التدخل العاجل من أجل القضاء على التجارة الموازية بأحيائهم. وتقوم بلدية باش جراح وبمساعدة أعوان الأمن بمجهودات كبيرة من أجل إجلاء هؤلاء الباعة الفوضيون، حيث خصصت لهم مساحة مغلقة بحي النخيل تتوفر على كل الشروط لأداء نشاطهم التجاري كالإنارة وغيره. إلا أن المستفيدين رفضوا العمل به بحجة نقص الزبائن وبعد المكان، كما قررت القضاء على هذا السوق ولكنها تعتمد في ذلك مسعا تدريجيا يقوم على إدماج المعنيين في السوق الرسمية.