الدكتور بوراس: تطوير المدوّنات الإلكترونيّة والمكتبات الرّقميّة خلُص المشاركون في ملتقى «تحدّي الرّقمنة باللّغة العربيّة»، إلى مجموعة من التوصيات، صبّ معظمها في فائدة الربط بين اللغة والتقانة، مع الأخذ بعين الاعتبار مختلف الجوانب والزوايا، من المنهج التعليمي إلى التشريع القانوني والملكية الفكرية والعلمية، والابتكار في مجال البرمجيات بما يخدم إدماجا أكبر للغة الضاد. جاء ذلك في توصيات الملتقى، الذي نظمه المجلس الأعلى للغة العربية على مدار يومين، واختتم أمس بالمكتبة الوطنية بالحامة. خرج ملتقى «تحدّي الرّقمنة باللّغة العربيّة»، الذي نظّمه المجلس الأعلى للغة العربية، واختتم أمس بالمكتبة الوطنية بالحامة، خرج بمجموعة من التوصيات من مختلف الورشات العلمية، وسط إشادة الأساتذة الحضور بأهمية موضوع الملتقى، كونه «موضوعا عصريا يشكّل التحدّي الحقيقي للغة العربية، ويتماشى مع إحدى أهمّ مهام المجلس الأعلى للغة العربية في شقّ العمل على تعريب العلوم والتكنولوجيا». ومن بين هذه التوصيات، التي حصلت «الشعب» على نسخة منها، نذكر منها ضرورة تعزيز المحتوى الرقمي باللغة العربية في شتّى المجالات، وإنشاء مراكز ومعاهد خاصة بمجال الرقمنة، وتطوير حوسبة اللغة العربية والاستفادة من التكنولوجيات الحديثة في هذا المجال بمسايرة الثورة الرقمية الشاملة، وتطوير مجموعات البيانات باللغة العربية للتمكن من مقارنة التقدم المحرز في هذا المجال، وتزويد المدارس والمؤسسات التعليمية بالبرامج الإلكترونية المساعدة على تعليم مجال الرقمنة، وتكريس قواعد قانونية لتوضيح وحماية الأمانة العلمية ومحاربة السرقة العلمية الإلكترونية، والاهتمام باللسانيات الحاسوبية بفتح مشاريع دكتوراه في هذا الخصوص. كما تمّ اقتراح تقسيم رقمنة اللغة العربية إلى مجموعة وحدات هي: وحدة تعريب التقارير والمخرجات، وحدة دعم قواعد البيانات، ووحدة تعريب الواجهات البرمجية. لغة الضاد في مواجهة تحديات التكنولوجيا وعن أهداف الملتقى وتماشي موضوعه مع التحديات الراهنة، يقول الدكتور ياسين بوراس، في حديث خصّ به «الشعب»، إن الرّقمنة تُعَدُّ بالمصدر أو تحويل النّصوص اللّغوية إلى مدونات إلكترونيّة بالمفهوم، من الموضوعات المهمّة بالنّسبة للغات في العصر الرّهن، أمام الطّلب المتزايد على الحاسوب في مختلف مجالات الحياة العلميّة والعمليّة، باعتباره الوسيلة الوحيدة الّتي تختصر على الإنسان المسافة والزّمن في تحصيل المعلومات. وعلى هذا الأساس، يضيف الدكتور بوراس، تُعَدُّ رقمنة المحتوى العلميّ للغة العربيّة من التّحدّيات الّتي تواجهها هذه اللّغة خلال هذا العصر، مع ما تحمله هذه اللّغة من تراث يمتدّ لأكثر من خمسة عشر قرنا، جعلها تعرف مضايقات شتى في هذا المجال بما فيها: صعوبة التّعرف الآليّ على الخطّ العربيّ، وكذا البرمجة الحاسوبيّة باللّغة العربيّة، والتّرجمة الآليّة إلى هذه اللّغة، ممّا يستدعي تطوير مختلف التّقنيّات البرمجيّة لمعالجة هذه المضايقات على المستوى القريب أو البعيد، أمام ما حققّته اللّغات من إنجازات في ما يتعلّق بالمحتور الرّقميّ الّذي يشمل: المدونات الإلكترونيّة، والموسوعات العلميّة، والمكتبات الرّقميّة، والمعاجم اللّغويّة، والقواميس أو البنوك المصطلحيّة، وكلّها لأجل تقريب المادّة العلميّة من الباحثين في مختلف التّخصّصات العلميّة. وعلى هذا الأساس اقترح المجلس الأعلى للغة العربيّة أن يكون موضوع هذا الملتقى ممن يعالج أحد هذه التّحديات المعاصرة الّتي تواجهها اللغة العربيّة وهو تحديّ الرّقمنة، عملا بمقترح المنظمّة العالميّة للتّربية والثّقافة والعلوم (اليونسكو) التي اعتمدت هذا الموضوع شعارها السّنويّ فيما يتعلّق بمهامها تجاه اللّغة العربيّة. واعتبر محدّثنا أن هذا الملتقى، الذي ينّظمه المجلس الأعلى للّغة العربيّة ضمن فعالياته السّنويّة، خلال هذين اليومين، جاء ليعالج من خلال محاوره الكبرى المضايقات التّقنيّة التي تواجهها اللّغة العربيّة في مواجهة هذا التّحدي، بما فيها: القراءة الآليّة أو التّعرّف الآليّ على الحرف العربيّ والتّرجمة الآليّة إلى اللّغة العربيّة، والبرمجة الآليّة باللّغة العربيّة، إلى جانب توظيف نتائج اللّسانيات الحاسوبيّة في معالجة هذه المضايقات، استنادا إلى خبرات الباحثين المختّصين في هذا المجال من مختلف جامعات الوطن. ورأى الدكتور بوراس، أن من جملة ما أجمع عليه المتدخّلون خلال الجلسات العلميّة لهذا الملتقى، هو ضرورة ولوج عالم الرّقمنة من بابه الواسع، مع تسخير كافّة الوسائل اللازمة مادّية وبشريّة، لأجل رفع هذا التّحدي وتجاوز هذه المضايقات على القريب العاجل باعتبار الأمر مرتبطا بمسألة تقدّم أو تأخر هذه اللّغة عن عالم التّقنيّة المعاصرة، وهذا من خلال عقد الشّراكة العلميّة مع مختلف المؤسّسات العالميّة في مجال البرمجة الحاسوبيّة.