بينما تتواصل أجواء التوتر الشديد في منطقة الخليج، أعلنت طهران، أمس، عن اجتماع دولي في فيينا يعقد الأحد المقبل في مسعى جديد لإنقاذ الاتفاق النووي الإيراني. وأفادت وزارة الخارجية الإيرانية، بأن الاجتماع المقبل سيعقد بمشاركة القوى الكبرى، ولفتت في بيان إلى أن الدول الموقعة على هذا الاتفاق باستثناء الولاياتالمتحدة التي انسحبت منه في ماي 2018، ستتمثل في هذا الاجتماع على مستوى وزراي أو على مستوى المديرين السياسيين. ويأتي هذا الاجتماع الطارئ للجنة المشتركة الخاصة بالاتفاق النووي الإيراني الموقع عام 2015، بعد شهر من آخر لقاء مماثل عقد في العاصمة النمساوية فيينا. وكانت طهران أعلنت أن اجتماع فيينا الأول الذي عقد في 28 منجوان الماضي، «حقق بعض التقدم»، لكنه «غير كاف». وقال نائب وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، ممثل إيران في محادثات فيينا، إن المحادثات لا تكفي لإقناع طهران بتغيير قرارها بتجاوز القيود الأساسية للاتفاق واحدا تلو الآخر. ويجتمع مسؤولون كبار من إيران وبقية الأطراف الموقعة على الاتفاق النووي بهدف محاولة إنقاذه، لكن في ظل محدودية قدرة القوى الغربية على حماية الاقتصاد الإيراني من العقوبات الأمريكية فمن غير الواضح ما الذي يمكنهم فعله لتوفير الدعم الاقتصادي الذي تريده طهران. وأنشأت القوى الأوروبية آلية «انستكس» للتبادل التجاري في محاولة لحماية جزء من الاقتصاد الإيراني على الأقل من العقوبات الأمريكية، لكن تلك الآلية لم تُفعل حتى الآن. وقال دبلوماسيون إنها ستكون قادرة على التعامل مع أحجام صغيرة من السلع فحسب مثل الأدوية وليس مبيعات النفط الكبيرة كما تطلب إيران. الحارس الأساسي للملاحة في الخليج على صعيد آخر، نقلت وكالة الأنباء والتلفزيون الإيرانية، أمس، عن إسحق جهانغيري نائب الرئيس الإيراني قوله إن تشكيل تحالف دولي لحماية الخليج سيزعزع الأمن. ودعت بريطانيا الاثنين إلى مهمة بحرية بقيادة أوروبية لتأمين الملاحة في مضيق هرمز بعد أيام من احتجاز إيران ناقلة ترفع العلم البريطاني في الممر المائي الاستراتيجي. وقال جهانغيري «لا حاجة لتشكيل تحالف لأن مثل هذه التحالفات بل ووجود أجانب في المنطقة في حد ذاته يتسبب في انعدام الأمن… وبعيدا عن مسألة انعدام الأمن فإنه لن يحقق شيئا». ونقل بيان باسم الحكومة الإيرانية عن الرئيس حسن روحاني قوله «كانت إيران على مر التاريخ الحارس الأساسي لأمن وحرية الملاحة في الخليج ومضيق هرمز وبحر عمان، وستبقى كذلك». وتابع روحاني «لا بد من حل مشاكل المنطقة عبر الحوار والتفاوض والتعاون بين دول هذه المنطقة» . وتصاعدت حدة التوتر بين طهرانوواشنطن نتيجة الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي الإيراني، وأتبعت واشنطن هذه الخطوة بإعادة فرض عقوبات قاسية جدا على إيران. وتفاقم الأمر مع تبادل احتجاز الناقلات، فردا على قيام السلطات البريطانية باحتجاز ناقلة نفط إيرانية قبالة جبل طارق، احتجزت طهران الجمعة الماضي ناقلة النفط السويدية «ستينا امبيرو» التي ترفع العلم البريطاني، ما زاد الأزمة في الخليج تعقيدا.