طالب الناشط السياسي والحقوقي «عدنان بوش» من الجزائر، التدخل لدى النظام السوري لاقناعه بضرورة التنحي من السلطة وانتقالها السلمي دون إضافة قتلى آخرين في ظل الحراك الذي يعرفه الشعب السوري ونظامه وتمسك كل طرف بقناعاته وأطروحاته. جاء ذلك في الندوة التي نظمها مركز أمل الأمة للبحوث والدراسات الاستراتيجية، تحت عنوان: (في ظل الصمت العربي والدولي: الثورة في سوريا إلى أين؟) والتي نشطها مدير مركز أمل الأمة بقاعة المحاضرات بجريدة «الشعب»، السيد اسماعيل حريتي، مع لجنة دعم الشعب السوري في الجزائر، ممثلة في المعارضين السوريين، يحي عڤاب وعدنان بوش وبعض ممن حضر اجتماع المجلس الوطني السوري باسطمبول. والمعروف عن سياسة الجزائر الخارجية التي تعتبر امتدادا لسياستها الداخلية، أنها تحترم سيادة الشعوب والدول، وأنها لا تتدخل في شؤونها الداخلية، وتسعى دائما لحل النزاعات الدولية بالطرق السلمية والديبلوماسية. وقد قسم المحاضران الندوة إلى محورين وهما: الأسباب والدوافع التي تركت المجتمع الدولي يقف موقف المتفرج مما يجري في سوريا في قراءة تحليلية للموقف العربي والدولي. أما الجزء الثاني، فقد خص للآفاق المستقبلية للوضع في سوريا، مؤكدين على أن النظام القمعي ستكون له نهاية أمام استمرار وإصرار الشعب على سقوطه. واستنكر السيد عدنان بوش الموقف الروسي والصيني، معتبرا إياه بالموقف المصلحي وليس القائم على المبادئ، متناسيا أن في السياسة لا توجد عداوة دائمة ولا صداقة دائمة، وإنما مصلحة دائمة، وأن لا وجود للأخلاق فيها وفي أحايين كثيرة يستعمل المبدأ الميكيافيلي القائل: (الغاية تبرر الوسيلة والضرورة لا تعرف القانون). أما بالنسبة للأستاذ المحاضر «يحي عڤاب» فقد ذكر بعيوب النظام الحاكم في سوريا، كونه يعتمد على البنية الأمنية بالأساس لتطويع الشعب السوري كما قال والبنية العسكرية التي تستنزف خيرات الأمة، ولم يحرر الجولان، كونه ملتزما بالتعهدات مع الكيان الصهيوني، دون أن يذكر موقف «الثوار» من القضية، ثم كيف يكون مدعما لإسرائيل وهو متحالف مع إيران وموقف إيران واضح من إسرائيل؟! وذكر المحاضران بأن سوريا أصبحت سوريا الأسرة الحاكمة، وأن الإصلاحات التي يتغنى بها ما هي إلا شعارات!! ويضيف «من حقنا أن نطالب المجتمع الدولي بحمايتنا من الإبادة التي يرتكبها النظام..!!».