افاد رئيس الهيئة التونسية العليا المستقلة للانتخابات أمس الاحد ان اقبال الناخبين التونسيين على صناديق الاقتراع من اجل اختيار اعضاء المجلس التأسيسي قد تجاوز كل التوقعات وان معدل المشاركة في هذه الانتخابات قد يتجاوز نسبة 60 بالمائة مع نهاية الاستحقاق. وابرز السيد كمال الجندوبي في لقاء صحفي عقد بالعاصمة التونسية ان عمليات التصويت كانت مكثفة وان الاقبال على مكاتب التصويت عبر ارجاء تونس كان كبيرا في حدود منتصف النهار ولقد تجاوز كل التوقعات مبينا ان معدل المشاركة في الاستحقاق قد يتجاوز نسبة 60 بالمائة بعد انتهاء عمليات التصويت واعتبر ان بعض الاحزاب السياسية لم تلتزم بالصمت الانتخابي الذي تضمنه قانون الانتخابات بل واصلت حملاتها الانتخابية أمس الاحد على الرغم من ان الحملة الانتخابية الرسمية قد اسدل الستار عنها يوم الجمعة مبينا ان بعض الضغوطات قد مورست على مواطنين اميين علاوة على العديد من الرسائل القصيرة التي وجهت للناخبين عبر الهاتف الجوال وهي ممارسات تتناقض والقواعد القانونية السارية المفعول . واعتبر رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات ان هذه التجاوزات من شأنها المساس باول انتخابات حرة وديموقراطية وشفافة تعرفها البلاد. ومن جهته اكد الرئيس التونسي المؤقت السيد فؤاد المبزع أمس الاحد ان انتخابات المجلس التأسيسي التي تجري حاليا بتونس تضع الشعب التونسي أمام مسؤولياته في اختيار ممثليه معربا عن امله في أن يفتح هذا الاقتراع آفاقا جديدة أمام كل التونسيين وأن يساهم في رسم مستقبل أفضل لهم. وعقب ادائه لواجبه الانتخابي أبرز السيد فؤاد المبزع «جسامة المسؤولية الملقاة على عاتق جميع التونسيين خلال الفترة القادمة التي تتجاوز المسؤولية التي كانت ملقاة على عاتق الحكومة منذ الاطاحة بالنظام البائد يوم 14 جانفي الفارط» موضحا ان هذه الانتخابات «تضع الشعب التونسي أمام مسؤولياته في اختيار ممثليه». وبدوره أكد الوزير الاول التونسي السيد الباجي قائد السبسي ان موعد 23 اكتوبر يعد يوما تاريخيا يمارس خلاله الشعب التونسي سيادته في انتخاب نوابه بالمجلس وهو استحقاق حققه الشعب بفضل نضاله وتضحياته. واكد ضرورة الحفاظ على هذا المكسب وعدم الرجوع الى الوراء معربا عن امله في ان يكون هذا المكسب نهائيا كي يسير التونسيون الى الامام كدولة متحضرة ذات سيادة . وكان الناخبون التونسيون قد شرعوا صباح أمس الاحد عبر 27 دائرة انتخابية موزعة على مختلف ولايات البلاد ال24 في التصويت من اجل اختيار ممثليهم في المجلس التأسيسي القادم من بين 11686 مترشح وذلك وسط اجواء جد عادية. وقد فتحت مكاتب الاقتراع البالغ عددها 7213 مكتب ابوابها منذ الساعة السابعة صباحا لتتواصل الى غاية الساعة السابعة مساء وسط حراسة امنية مشددة يؤمنها 22 الف جندي و20 شرطي. ويتنافس في هذه الانتخابات 11686 مرشح للفوز بمقاعد المجلس البالغ عددها 217 مقعد منها 18 مقعدا مخصصة لتمثيل التونسيين المقيمين بالخارج الذين سبق لهم وان صوتوا أيام 20 و21 و22 أكتوبر. ويتميز هذا الاستحقاق ولاول مرة في تاريخ تونس بتنظيمه تحت اشراف الهيئة العليا المستقلة للانتخابات التي تتابع كل مجريات مراحل المسار الانتخابي والتي يترأسها الحقوقي والمعارض التونسي السابق السيد كمال الجندوبي . وللاشارة فان عدد التونسيين الذين يحق لهم التصويت في سن 18 سنة يقدر ب7،9 مليون شخص بادر 55 في المائة منهم اي 4،4 مليون بتسجيل أنفسهم في القوائم الانتخابية.