يعرف هذا الشهر حملات توعية ضد داء السرطان الآخذ في الانتشار بالجزائر بصورة مقلقة تفرض مزيدا من التكفل الصحي خاصة بعد تجاوز عدد المصابين أكثر من 20 ألف مريض. وفي هذا الإطار دق كبار المسؤولين الصحيين بمختلف المراكز الصحية السبعة وفي مقدمتهم مركز بيار ماري كوري ناقوس الخطر للتكفل بالمرضى المهددين بالموت المحتم في الأشهر المقبلة سيما بالنسبة للذين لا يستطيعون إيجاد وسيلة للحصول على العلاج بالأشعة في حال الإهمال أو أي تأخر للتكفل بحالاتهم. ويزداد الخطر بعدم وجود معدات كافية للعلاج بالأشعة وتوقف بعضها والاكتظاظ الكبير الذي تشهده مصلحة العلاج بالأشعة، وأحيانا يتم اللجوء إلى نقل البعض منهم للعلاج بالخارج لمساعدتهم وإعطائهم فرصة للشفاء، وهو ما يستدعي التدخل على وجه السرعة واتخاذ الإجراءات اللازمة. ومثل هذه الظروف تخلف لدى المرضى وكذا أهلهم أثناء فترة العلاج استياء كبيرا والذي كثيرا ما يصطدم بعدم التفهم لأن مصلحة الأشعة تختلف عن مصلحة الجراحة، ناهيك عن ثقل الهياكل والتجهيزات الخاصة بالعلاج وصعوبة تركيبها. وكان ولد عباس وزير الصحة قد طمأن المرضى على هامش مناقشة قانون المالية للسنة الداخلة بأن هناك سياسة استعجالية لتحسين التكفل الصحي باتخاذ برنامج على وجه السرعة من طرف الحكومة لتوفير الأدوية المتعلقة بالسرطان والأمراض المزمنة. يضاف إلى ذلك تحسين الخدمات المقدمة باقتناء تجهيزات طبية جديدة لتجاوز العجز المسجل على مستوى مصالح مكافحة السرطان، ناهيك عن الهياكل الجديدة التي سيتم انجازها عبر المدن الكبرى بمختلف جهات الوطن لتخفيف الضغط على المستشفيات الكبرى خاصة العاصمة. وإلى جانب ذلك كان العديد من الأطراف من أطباء وجمعيات قد شددوا على المسارعة للإنقاذ الجماعي والوطني للمصابين بالسرطان الذين لم يستفيدوا بعد من العلاج. وأمام الجهود المبذولة في هذا المجال تسعى وزارة الصحة لضمان التكفل الأمثل بالمرضى فقريبا سيستفيد 230 مصاب يوميا من العلاج بالأشعة بمركز ماري كوري بفضل تشغيل جهاز جديد للعلاج بالأشعة سيما وان المصلحة تعمل يوميا من الساعة السادسة صباحا إلى العاشرة ليلا لتغطية الطلب المتزايد حسب ما أكد عليه البروفيسور عفيان محمد ورئيس اللجنة الوطنية للسرطان مؤخرا. من جهة أخرى فقد تم تجديد العديد من التجهيزات القديمة على مستوى مركز العلاج بالأشعة فهو حاليا يوفر العلاج ل 160 مريض يوميا و80٪ من هذا العلاج موجه للقضاء نهائيا على المرض.