يبرر رئيس مجلس الإعلام المرئي والمسموع اللبناني عبد الهادي محفوظ، إحجام وسائل الإعلام العربية عن دعم ومساندة القضية الصحراوية بارتباط هذه الأخيرة بأنظمة الحكم في بلدها، والتي تميل في غالب الأحيان إلى موقف الدولة المستعمرة من أجل خدمة مصالحها، معتقدا أن كسر الحصار الإعلامي المفروض على القضية الصحراوية ممكن من خلال إنشاء قناة فضائية جزائرية-صحراوية تركز في برامجها على التعريف بالقضية لحشد المزيد من الدعم لها. وعلى عكس الأمين العام للحزب الشيوعي، يرى محفوظ أنه بالإمكان الاستفادة من القرارات الدولية المتعلقة بالقضية الصحراوية، وذلك عن طريق فهمها وتوظيفها بالشكل الذي يفضي إلى تقرير مصير الشعب الصحراوي. ̄ كيف تقيمون مشاركتهم في أول ندوة دولية تساند القضية الصحراوية وحق شعبها في المقاومة؟ ̄ ̄ أولا أنا شخصيا تعرفت على القضية الصحراوية من خلال الشهيد الولي الذي كان قد أسس جبهة البوليزاريو وكان ذلك في بيروت، والمهم في هذه الندوة الدولية أنها جرت في الجزائر، وبالنسبة للمشرقيين للجزائر احترام خاص وتقدير خاص وبالتالي هناك مساندة وتأييد لدولة الجزائر بشكل عفوي لدى المشرقيين، ومن هنا أهمية أن تجري هذه الندوة في الجزائر وبرعاية جزائرية صحراوية إذا صح التعبير ذلك انه ليس هناك معرفة فعلية بالقضية الصحراوية في المشرق العربي هذه حقيقة، وبالتالي هناك تقصير إعلامي عربي إزاء قضية الشعب الصحراوي وقد يكون مرد هذا التقصير متعدد الأسباب ذلك أنه ليس هناك رؤية إعلامية عربية تخص قضية الشعب الصحراوي لأنه على مستوى الجامعة العربية ليس هناك من تحرك على هذا المستوى ومن هنا أهمية احتضان القضية الصحراوية من قبل الشعوب العربية وهذا يفرض جهدا إعلاميا كبيرا لأن الإعلام حاليا هو الذي يصنع الرأي العام ويكونه وتحديدا الإعلام المرئي المسموع، وأتكلم أنا في ضوء التجربة اللبنانية كوني رئيس المجلس الوطني للإعلام، الآن أصبح الإعلام يصنع الرأي العام ويوجهه ويكونه، وللأسف ليس هناك من منابر إعلامية فعلية تهتم بقضية الشعب الصحراوي. ارتباط المنابر الإعلامية بالأنظمة يمنعها من الخوض في القضية الصحراوية ̄ وما الذي يمنع المنابر الإعلامية العربية -وعددها كبير- من مساندة القضية الصحراوية؟ ̄ ̄ للأسف أغلب المنابر الإعلامية وتحديدا المرئية والمسموعة تابعة للأنظمة، وبالتالي هذه الأنظمة تتجنب الخوض في تفاصيل القضية الصحراوية وجبهة البوليزاريو، لأنها تلتزم بشكل ما أو بآخر بالرؤية الإعلامية الرسمية، وهي رؤية إعلامية أقرب إلى دعم المغرب منها إلى دعم البوليزاريو وقضية الشعب الصحراوي، هذا الأمر يفترض في تقديري الشخصي أن يكون هناك قناة إعلامية فضائية جزائرية صحراوية تركز على هذه القضية، خصوصا وأن قضية الشعب الصحراوي قضية مشروعة وبالتالي حق تقرير المصير أمر ومبدأ متفق عليه في كل التشريعات الدولية، من هنا الافتراض بأنه إما أن يكون هناك إعلام شعبي عبر الندوات وما شابه ذلك وان يتم التركيز الإعلامي المكتوب والمرئي خلال هذه الندوات والاستفادة أيضا من القنوات الغربية التي يمكن أن تطلق قضية الشعب الصحراوي وأن تشترك بمساندة القضية الصحراوية وأنا على ما اعتقد شخصيا وأخالف الكثيرين ممن أدلوا بدلوهم في هذه الندوة اعتبر انه من الممكن الاستفادة من القرارات الدولية الخاصة بقضية الشعب الصحراوي لأنني سمعت آراء مغايرة وأعتبر أنها ليست في مكانها. ̄ وكيف يمكن الاستفادة من هذه القرارات؟ ̄ ̄ مثلا الدعوة إلى تنظيم استفتاء حول حق تقرير المصير، هذه قرارات دولية مهمة وايجابية، المهم كيف نفهم ونوظف هذه القرارات، اعتقد أنه كما قلت لك أن الإطلالة من النافذة الجزائرية على قضية الشعب الصحراوي مسألة شعبوية وهذا عنصر ايجابي يخدم القضية الشعب الصحراوي، وبالتالي أرى أنه ضرورة أن يكون في الجزائر قنوات خاصة إعلامية، مرئية وفضائية بالتأكيد تكون محكومة بقوانين القانون المرئي والمسموع وبضرورة الاستجابة للسيادة الجزائرية، وتهتم بقضايا المغرب العربي بشكل عام وبقضية الشعب الصحراوي، وأيضا بقضية الجزائر، لأنه في تقديري الشخصي الجزائر مستهدفة الآن مثلها مثل سوريا باعتبارها دولة ممانعة من قبل الناتو ومن قبل الذين يحاولون أن يسرقوا الثورات العربية ويجعلونها تحت مظلة الناتو، وبالتالي ليس من قبيل الصدفة أن الكثيرين في الغرب وفي الناتو يرددون أنه سيأتي دور الجزائر بعد سوريا، وهم يهيئون المسرح المغاربي عبر ليبيا وتونس وعبر نظريات عجيبة غريبة تستهدف الجزائر، ولكن أهمية الجزائر أن تعتمد على دعم شعبها وتراث الثورة الجزائرية وعلى جيش قوي ومتماسك، وهذا أمر مهم إنما هذا لا يعفي من ضرورة أن تكون هناك إستراتيجية إعلامية توقف محاولات الثورات المضادة التي يسعى الغرب إلى تعميمها على المنطقة العربية. ̄ تكلمتم على ضرورة إنشاء قناة خاصة تركز على القضية الصحراوية لكن يوجد تلفزيون صحراوي غير أنه تم منع بث برامجه على النيل سات، والعرب سات وهذا ما قد يتكرر مع أي قناة تفكر في تخصيص برامجها لدعم القضية؟ ̄ ̄ للأسف صدرت عن الجامعة العربية وثيقة إعلامية عربية فيها الكثير من تقييد الحريات الإعلامية في المجال المرئي والمسموع، لذلك من الممكن ان الاعتماد على الأقمار الصناعية الأوروبية أو من أمريكا اللاتينية، أو الهند، أو الصين. الآن أصبح من الصعب تطويق إمكانية الاستفادة من الفضاء المفتوح ومن شبكات التواصل، لكن على ما اعتقد انه لا ينبغي الاكتفاء بالتلفزيون الصحراوي لأن تسويق الإعلام ليس مهمة سهلة، أما دولة مثل الجزائر بمكانتها يمكنها ان تكسر كل أشكال الحصار، وكما قلت لك أنه من الصعب الحيلولة دون إنشاء قناة جزائرية فضائية على النيل سات أو العرب سات، لأن الجزائر تمتلك دعما معنويا شعبيا عربيا كبيرا والى الآن قضية الشعب الصحراوي لازالت محصورة للأسف إنما من خلال النافذة الجزائرية من الممكن الوصول إليها. الإعلام العربي يوظف لخدمة الأهداف الأجنبية ̄ كيف تفسرون التضليل الإعلامي الذي تمارسه بعض القنوات العربية الخاصة ففي الوقت الذي تتغنى فيه بالاحترافية والمهنية تكيل بمكيالين اتجاه القضايا العادلة؟ ̄ ̄ لقد أدركت الكثير من الأنظمة أهمية الإعلام المرئي والمسموع، لذلك تستخدمه أنظمتها التي ترتبط أغلبيتها بالغرب، والآن تروج بطريقة ما أو بأخرى للتدخل الأجنبي في مصالحنا القومية وهذا يضر بمصالحنا لذلك لا بد من رؤية إعلامية عربية تشدد على المشترك بين الشعوب العربية، وتشدد على استقلالية القرار العربي لأن الغرب الآن يستهدفنا باتجاه أن يسلب استقلالية القرار العربي هذه. قيام لوبي عربي لوقف الهجمات الغربية على منطقتنا ̄ هل تساندون الرأي الداعي إلى إنشاء لوبي عربي يقف في وجه التدخلات الأجنبية؟ ̄ ̄ أعتقد أنه لا بد من قيام لوبي عربي يتكون من حركات التحرر العربية، وأيضا من الجزائر، وسوريا، والعراق، ولبنان، وفلسطين هذه الدول الممانعة الآن، ولا بد من أن تقف في وجه هذه الهجمة الغربية على منطقتنا. ̄ كرئيس لمجلس الإعلام المرئي والمسموع اللبناني ما الذي يمكن أن تقدمونه للقضية الصحراوية؟ ̄ ̄ نحن ندعم القضية الصحراوية في المجلس الوطني للإعلام، وسوف نقوم بمهمة الترويج لهذه القضية بطرق مختلفة سواء عبر القنوات الفضائية، أو عبر الصحافة المكتوبة، لأنها قضية مشروعة، ونأمل من دولة المغرب أن تتفهم حق الشعب الصحراوي في بناء وطن مستقل أو على الأقل قيام دولة فعلية على امتداد المغربي العربي، بمعنى الدعوة إلى اتحاد مغاربي يستفيد من التجربة الجزائرية ويستلهم فكرة الممانعة والتجربة التي أسقطت الاستعمار الفرنسي في الجزائر.