يسعى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إلى تقديم جولته الأوروبية على أنها نجاح في تحريك مسار الاتفاق حول الخروج من الاتحاد الأوروبي، بعد أن اتفق الزعماء الأوروبيون على إمكانية وجود حل لخطة المساندة الأيرلندية خلال 30 يوماً المقبلة. رغم ذلك، عاد ديفيد ديفيس، وزير بريكست السابق، وأحد أنصار بريكست من دون اتفاق، ليذكر جونسون بأن اعتراضات معسكره لا تقتصر فقط على خطة المساندة، بل هناك «قائمة طويلة من التغييرات المطلوبة» على اتفاق الخروج الحالي. قال ديفيس في مقابلة مع ديلي «تغراف»: «أودّ أن تكون لدينا تحفظات على الأموال (فاتورة الطلاق التي تبلغ قيمتها نحو 40 مليار جنيه استرليني)، وأن تكون هناك ضوابط أشدّ ومواعيد زمنية أكثر دقة، إضافة إلى فقرات تحدد سلطة محكمة العدل الأوروبية، وأمور مشابهة». أضاف: «إذا كان لي أن أوافق على خطة جونسون، فإنني سأصرّ على أن يكون دفع الشطر الثاني من فاتورة الطلاق مشروطاً بالتقدم في المباحثات التجارية المستقبلية». كان جونسون قد اختتم، أمس الأول، جولة قادته إلى برلين وباريس، طرح فيها رؤيته البديلة لخطة المساندة الأيرلندية، ورغبته في التوصل إلى اتفاق ينظم خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في موعده المقرر 31 أكتوبر. أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن خطة المساندة، التي تعد شبكة أمان تحمي الاستقرار في الجزيرة الأيرلندية، «أساسية» في صفقة بريكست، معرباً عن اتفاقه مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على ضرورة أن يتقدم جونسون بمقترحات عملية بديلة بأسرع وقت ممكن. كانت ميركل قد أعربت، الأربعاء، أثناء لقائها بجونسون، عن الرغبة في إمكانية التوصل لحلول بديلة تسمح بتعديل اتفاق بريكست خلال 30 يوماً، عوضاً عن الانتظار حتى آخر لحظة، إلا أن ماكرون شدد على ضرورة أن تكون المقترحات البريطانية البديلة ضمن إطار اتفاق بريكست الحالي، إذ إنه «لا وقت لإعادة التفاوض على الاتفاق كاملاً». تمنح هذه التصريحات الأوروبية بصيص أمل لإنقاذ حكومة جونسون، التي ينتظر أن تواجه تصويتاً بسحب الثقة مع عودة البرلمان البريطاني للانعقاد، بداية سبتمبر، فالإيحاء بالحاجة إلى المزيد من الوقت لإنقاذ اتفاق بريكست يساهم في شق صفوف المعارضة التي يواجهها بريكست من دون اتفاق في مجلس العموم، ويضعف من جهود حزب «العمال» الساعي للإطاحة بحكومة جونسون. أكد جيريمي كوربن زعيم العمال، أن استراتيجيته لوقف عدم الاتفاق تعتمد على سحب الثقة من الحكومة المحافظة، وتشكيل حكومة تسيير أعمال بديلة تنظم الانتخابات العامّة وتؤجل بريكست لما بعدها. بينما يفضل كوربن الانتظار حتى تأكده من وجود الأغلبية المطلوبة لنجاح سحب الثقة، إلا أنه تحت ضغوط متزايدة بالدفع بطلب سحب الثقة في أسرع وقت.