بدون أن تستعرض بيانا ختاميا ، اختتمت دول مجموعة السبع، أمس الإثنين، في بياريتس الفرنسية قمة هيمنت عليها زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف المفاجئة و ملف النووي الايراني و ما يصاحبه من توتر بين واشنطن و طهران ، والمخاوف الناجمة عن الحرب التجارية بين الولاياتالمتحدة والصين، إضافة الى مكافحة النيران المشتعلة في غابة الأمازون البرازيلية. عاش منتجع بياريتس في جنوب غربي فرنسا مند السبت الماضي ،في ظل تدابير أمنية مشددة اتخدت بمناسبة قمة مجموعة السبع التي اختتمت بسلسلة مؤتمرات صحافية عقدها القادة المجتمعون قبل أن يغادروا ال بلدانهم . و في السياق عقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي استضاف القمة مؤتمراً صحافياً مشتركاً مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب ، وأظهر الرئيسان اللذان تربطهما علاقة ودية على ما يبدو، خلال الاجتماعات في نهاية الأسبوع الماضي تصوّرين مختلفين تماما لما ينبغي أن تكون عليه قمة لمجموعة السبع، فعقد ترامب اجتماعات ثنائية وتركزت محادثاته على الاقتصاد والتجارة، فيما بذل ماكرون جهودا لمعالجة أزمة حرائق الأمازون، وحقق ضربة دبلوماسية شديدة الوقع باستقدامه وزير الخارجية الإيراني إلى بياريتس لبحث الأزمة الإيرانية. وحدة صف بشأن النووي الإيراني لقد طغى الملف النووي الايراني و التوتر الحاصل بين طهرانوواشنطن على قمة بياريتس ، كما أحدث قدوم جواد ظريف الى المنتجع مفاجأة كبرى ، و بالمناسبة أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إن زعماء السبعة الكبار أظهروا وحدة بدرجة كبيرة حول مسألة كيفية التعامل مع إيران، وإنهم توصلوا تقريبا إلى اتفاق. تصريحات ترامب جاءت خلال لقائه مع المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، على هامش قمة الدول الصناعية السبع المنعقدة في فرنسا. في حين قالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، إنه «لا يزال يتعين عمل المزيد»، برغم أنها أجرت «محادثات مثمرة مع ترامب بخصوص القضية». من جهة أخرى، وصف ترامب الأوروبيين بأنهم «مفاوضون صارمون لكنه يحترمهم مثل الصينيين»، مضيفا أنه ما كان ينبغي لحكومات أمريكية سابقة السماح ب «ظلم الولاياتالمتحدة»، من وجهة نظره. كما أعرب ترامب عن أمله في أن تتمكن الولاياتالمتحدة من إبرام اتفاق تجاري مع الاتحاد الأوروبي، مثلما فعلت مع اليابان. بدورها، أعربت ميركل عن أملها في مناقشة اتفاق تجاري شامل بين أمريكا والاتحاد الأوروبي، داعية إلى إجراء مفاوضات تجارية قريبا بين الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة، قائلة إن الطرفين لديهما مصلحة كبيرة في تكثيف التبادل التجاري. الحرب التجارية ومن المواضيع التي جرى بحثها بشكل مطول الحرب التجارية الأميركية الصينية التي تثير قلق القادة المجتمعين، خشية أن تدفع الاقتصاد العالمي المتباطئ إلى الانكماش. لكن ترامب بقي على موقفه المتصلب مستمرا في نهج المواجهة مع بكين، وأكد أنه إن كان نادما على أمر، فعلى عدم فرض رسوم جمركية أعلى على البضائع الصينية المستوردة. وبالنسبة لمسألة حرائق الأمازون التي أضافها ماكرون إلى جدول أعمال القمة في اللحظة الأخيرة مثيرا أزمة مع الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو المشكك في حقيقة التغير المناخي، صدر إعلان عن تدابير عملية حيال الكارثة . هذا ، و لم يتم إحراز أي تقدم حول موضوع فرض ضرائب على شركات الإنترنت العملاقة الأميركية، وهو موضوع خلاف حاد بين فرنسا التي أقرت ضريبة على إيرادات هذه الشركات على أراضيها، والولاياتالمتحدة التي تهدد بالرد بفرض رسوم جمركية على النبيذ الفرنسي. مشاورات بريكست وعلى صعيد آخر، شكلت القمة التي ضمّ ماكرون إليها عددا من الدول من خارج نادي السبع سعيا لتوسيع آفاقها، أكبر جولة أفق بالنسبة لرئيس الوزراء البريطاني الجديد بوريس جونسون وسط المفاوضات الجارية بين بلاده والاتحاد الأوروبي حول شروط بريكست. ولم يتم تحقيق أي تقدم في بياريتس حول مسألة الحدود الأيرلندية التي تصطدم بها مفاوضات بريكست، فيما يقترب استحقاق 31 أكتوبر الذي ستخرج فيه المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي. واغتنم جونسون القمة للتقرب من ترامب، على أمل إقامة علاقات تجارية مميزة تمكن بلاده من امتصاص صدمة بريكست. ولم تشهد القمة تظاهرات عنيفة، على غرار تلك التي هزت فرنسا في الشتاء الماضي خلال أزمة السترات الصفراء. ونشرت السلطات لهذه الغاية أكثر من 13 ألف شرطي ودركي وأغلقت المنطقة، ما حمل منظمي التظاهرات على تغيير خططهم منددين بتدابير أمنية مبالغ بها. مسيرات بصور ماكرون مقلوبة وخرج مئات المعارضين لقمة الدول الصناعية السبع في مسيرة الأحد، وهم يحملون صورا رسمية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وقد قلبوها رأسا على عقب. وتمكن المشاركون في «مسيرة الصور»، كما سميت من الحصول على هذه الصور الرسمية عبر انتزاعها من مقرات البلديات الفرنسية على مدى أشهر. وهتف المشاركون بشعارات ضد الرأسمالية وسياسات المناخ وهم يحملون صور ماكرون بالمقلوب، وهم يسيرون في أزقة بايون قرب منتجع بياريتس حيث تجمّع قادة العالم من أجل قمة السبع الكبار. وقال أحد الناشطين: «نحن نحمل صورة مقلوبة لإظهار غياب المنطق في سياساته». وحمل آخرون أيضا ما يبدو أنه صور لماكرون ملفوفة بحقائب أو جرائد كُتب عليها بالفرنسية والإنكليزية والإسبانية والباسكية: «المناخ والعدالة الاجتماعية: أين هو ماكرون؟». وقال متظاهر آخر يدعى أبرام: «نزع الصور الرسمية يعتبر عصيانا مدنيا، وأيضا سرقة» في بعض مناطق فرنسا. 20 مليون يورو لإخماد حرائق الأمازون أعلن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أن دول مجموعة السبع الكبرى تنوي تخصيص 20 مليون يورو على الأقل لإخماد الحرائق في غابات الأمازون بأمريكا اللاتينية. وقال ماكرون في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التشيلي، سباستيان بنييرا، امس الاثنين، في بياريتس بفرنسا: «ما سنقوم به الآن هو بناء مبادرة لإعادة إحياء غابات الأمازون». وأضاف: «سوف نخصص دعما ماليا فوريا لصالح مكافحة الحرائق في الأمازون بما يصل إلى 20 مليون يورو على الأقل». وأعرب بنييرا عن سعادة بلاده بقرار دول مجموعة السبع، قائلا: «نحن سعداء بتخصيص هذه المبالغ لصالح الأمازون».