يعقد، اليوم، منتدى رؤساء المؤسسات الإقتصادية، جمعية عامة لانتخاب رئيس جديد أو تجديد الثقة في الرئيس الحالي المنتهية ولايته رضا حمياني. ويتنافس على رئاسة المنتدى ثلاثة رجال أعمال بعد انسحاب كريم قرجوح، صاحب شركة في مجال الإعلام الآلي، ويتعلق الأمر بحسان خليفاتي، الرئيس المدير العام لشركة »أليونس« للتأمينات، ومحمد بايري، الرئيس المدير العام لمؤسسة إيفال، المتخصصة في بيع السيارات، بالإضافة إلى الرئيس الحالي. ويأمل الرئيس المنتهية عهدته، رضا حمياني، في الظفر بعهدة ثالثة على رأس أكبر تجمع اقتصادي لرجال الأعمال، ومبرره استمرار العمل لرد الاعتبار للمنتدى الذي ظل بعيدا عن تطلعات منخرطيه، خاصة وأن المنتدى بقيادته الحالية اتهم بالجهوية وبالتركيز على مناطق بعينها دون غيرها، مثلما يؤكد عليه خصومه المنافسين، الذين لم يتوانوا في وصف العهدتين السابقتين بالجمود وبعدم تقديم الملموس أو الالتزام بالتعهدات المقدمة. وكان حسان خليفاتي الأكثر انتقادا »للقيادة الحالية« للمنتدى، خاصة عندما اعتبر أن المنتدى لم يعد له وجود يذكر ولم يعد يعبر عن انشغالات منخرطيه، فيما يتعلق بكل المشاكل والصعوبات التي تواجههم في آداء عملهم، وسط محيط اقتصادي غير ملائم، بدا لهم أن المتحدثين باسمهم عجزوا عن إيصال تطلعاتهم إلى الجهات المسؤولة. نفس الطرح تقريبا عبر عنه المنافس الآخر والمرشح لرئاسة المنتدى، محمد بايري، الذي لم يتردد في وصف حصيلة المنتدى بالمتواضعة وبعجز قيادته الظهور كقوة اقتراح، تطرح أفكارا جديدة تتماشى والتطورات التي يعرفها الإقتصاد من جهة، وكذا التكفل بالانشغالات القديمة المتجددة لرجال الأعمال والتي ظلت تراوح مكانها، وأهمها مشكل العقار الذي ساهم إلى حد كبير في تقويض نشاط أرباب العمل ودفعهم نحو الأمام من أجل المساهمة بصفة أكثر فعالية في الناتج الداخلي الخام للبلاد، وفي النمو الإقتصادي. انتقادات قد تكون وجيهة وفي محلها، تلك التي وجهها منافسا رضا حمياني في انتخابات اليوم، وقد يتقاسمها العديد من منتقدي حصيلة عمل الرئيس المنتهية ولايته، خاصة أولئك الذين يرون أن هذا الأخير أخذ كل فرصه في العهدتين السابقتين، وعليه أن يفسح المجال للأفكار الجديدة، لإعادة تفعيل دور المنتدى في ظل التغييرات الحاصلة في الإقتصاد وإجراءات الإصلاح التي مست كل القطاعات الحيوية بما فيها المالية، حيث يعاب على القيادة الحالية للمنتدى عجزها عن الانخراط في مجهود الإصلاح المالي من خلال المبادرة إلى طرح أفكار تصب في اتجاه تنشيط السوق المالية والعمل بديناميكية لحث أكبر عدد ممكن من المؤسسات الإقتصادية الإنخراط في البورصة، وعموما عدم توفير كل الوسائل الضرورية لتجسيد كل التعهدات التي ظلت معلقة والتي تأتي في مقدمتها جعل المنتدى فضاء لخدمة كل منخرطيه دون تمييز وربط علاقات شراكة متينة في الاتجاهين، أي بين الخواص وبين القطاع الخاص والعمومي. لم يسبق وأن وجهت لرضا حمياني انتقادات لاذعة مثلما يحدث في الفترة الحالية، خاصة وأن خصومه جعلوا من هذه الانتقادات أساس حملتهم الإنتخابية، ووجدت إلى حد ما تجاوبا مع القاعدة، حسب هؤلاء، فهل ستكون مدخلا لهز عرش الرئيس المنتهية عهدته، أم أن هذا الأخير لا يزال يحوز على بعض الأوراق الرابحة لانتزاع عهدة ثالثة ولو بصعوبة.