توقع الدكتور عيسى بن عقون أستاذ العلوم السياسية و العلاقات الدولية بجامعة الجزائر 3 استقالة حكومة الوزير الأول نور الدين بدوي، قبل نهاية الأسبوع الجاري، بعد المصادقة على قانون المالية لسنة 2020 المقرر يوم 23 سبتمبر الجاري . أوضح الأستاذ بن عقون في تصريح ل «الشعب» أن استقالة حكومة بدوي في الأيام القليلة المقبلة سترفع الحرج على المترشحين المتسابقين إلى قصر المرادية، و على المواطنين، لان رحيل الوزير الأول هو المطلب الوحيد للحراك الشعبي الذي لم يتحقق بعد، و بالتالي سيبعث ذلك نوع من الطمأنينة للمواطنين لتقبل العملية الانتخابية. و بعد استقالة بدوي، يقوم رئيس الدول عبد القادر بن صالح بتعيين شخصية أخرى احتمال أن يكون احد وزراء الحكومة الحالية، وقد يكون من خارج هذه الأخيرة، و - حسب - الأستاذ بن عقون، فان الرئيس الذي ستفرزه انتخابات 12 ديسمبر القادم يمكن أن يتقي على حكومة ما بعد 23 سبتمبر أو يغيرها لان الدستور يعطيه كل الصلاحيات في ذلك . وفيما يتعلق بالانتخابات الرئاسية، اعتبر بن عقون أن المترشحين لها سيكونون»محظوظين»، لان العملية الانتخابية جدية و مجدية «، و الرهان سيكون على البرامج و قوة الخطابات أثناء الحملة الانتخابية لإقناع المواطنين بها، و محاولة استمالتهم للمشاركة أولا في عملية الاقتراع، والتصويت على المرشح الأوفر حظا . وبالنسبة للأستاذ بن عقون، فان يرى أن الأوفر حظ و لو نسيبا للفوز بكرسي المرادية هو المترشح عي بن فليس، لان له علاقة بالتيار الوطني المحافظ « أمين عام للافلان سابقا»، و علاقته وطيدة بالتيار التحرري الديمقراطي من خلال دفاعه الكبير عن حقوق الإنسان ...، و هي نقاط تقاطع كبيرة مع الديمقراطيين . كما يعتبر المتحدث أن حزب طلائع الحريات التي يترأسه بن فليس حزب «مخضرم» فهو يجمع بين التيارين المذكورين، بالإضافة إلى انه يميل إلى بناء دولة على أسس ديمقراطية و هذا ما يجعله محل إجماع و يحظى بقبول الجزائريين، و يعطيه ذلك «حظوظ نسبية» في الفوز بالرئاسيات المقبلة، غير انه لا يمكن – يضيف- أن تكون هناك مفاجآت. أحزاب البديل الديمقراطي ستدعم مرشح المعارضة ويتوقع بن عقون أن تدخل الأحزاب الإسلامية أما بمرشح لكل حزب أو بدعم مرشح من هذا التيار، أما المعارضة المتمثلة في البديل الديمقراطي فإنها لن تتقدم بمرشح لها لهذا الاستحقاق، لان لديها حسابات سياسية، و قد دخلت في حالة شد و جذب مع الدولة . إلا أن أحزاب البديل الديمقراطي سيدخلون بشكل مباشر أو غير مباشر في الانتخابات، و،حسب بن عقون- فان الأحزاب المنتمية لهذا الاتجاه السياسي، قد تعطي تعليمات لمناضليها لدعم احد مترشحي المعارضة «تحت الطاولة». وفيما يتعلق بالحراك في شهره ال7 ( 31 جمعة) قال بن عقون انه حقق شيء كبير جدا متمثل في سلطة مستقلة لتنظيم الانتخابات لأول مرة، و هو ضمان أكيد لان تكون الانتخابات المقبلة شفافة و نزيهة، بعد ذهاب حكومة بدوي، و زوال «سلطة الإدارة»، حتى القضاة لن يكونوا طرفا في العملية الانتخابية . و أشار في هذا السياق أن الحراك سيعرف تناقص في الأعداد خلال الجمعات المقبلة ن بعد تطبيق الإجراءات الصارمة لقيادة الأركان، و يمكن أن تسجل حوادث هامشية كنتيجة لتطبيق هذه الإجراءات .