- رئيس مصلحة الأوبئة: ضرورة تفعيل دور مكاتب الصحة والوقاية بالبلديات - منظّمة المستهلك تدعو المواطنين إلى إطلاق حملة لتحديد أماكن انتشاره حالة استنفار قصوى يعيشها المواطن بعد غزو بعوض النمر الأسيوي للعديد من الولايات التي تسجل يوميا مئات الحالات جراء لسعاته، التي تظهر على شكل تورّم وفجوة كبيرة تستدعي التدخل الطبي غالبا، هذا ما حذرت منه المنظمة الوطنية لحماية المستهلك، ودعت من خلاله إلى تكثيف الجهود لوضع حد لخطره وإطلاق حملة للحد من انتشاره. بحسب شكاوى المواطنين، فإن الإصابات ظهرت بعدة أحياء وتحديدا بمنطقة مفتاح والأربعاء شهر جويلية الماضي، غير أنها تفاقمت شهر سبتمبر، حيث ظهرت أعراض على شكل احمرار وانتفاخ الأطراف بعد اللسعة، وكذا الحمى وآلام بالمفاصل في الضاحية الشرقية بالعاصمة على غرار بلديات الرغاية، برج الكيفان، باب الزوار والدار البيضاء وكذا بعض المناطق بالجزائر الوسطى أين تكثر المياه الراكدة التي ينجم عنها يرقات النمر الناتجة عن تطور الوضع. وكشفت الجولة الميدانية التي قادت «الشعب» إلى بؤر انتشار البعوض، تفاقم الوضع بالعديد من الأماكن ما يستدعي تدخل السلطات المحلية ومصالح الوقاية والصحة للقضاء على المياه الراكدة المنتشرة بالمجمعات السكنية، واستعمال المبيدات الحشرية للقضاء على أعشاش يرقات «النمر» قبل تطورها. وفي ظل حالة القلق والرعب الذي يعيشه المواطن، يلجأ الكثير إلى استعمال الوسائل البدائية للعلاج رغم عدم درايتهم بخلوها من الفيروسات التي تؤدي إلى الإصابة بأمراض وبائية قد تودي بحياة الإنسان أبرزها حمى الضنك، الشيكونغونيا وزيكا. يرقات البعوض النمري تتكاثر بفعل المياه الراكدة والأوساخ رصدت أسراب بعوض النمر في عديد الولايات بما فيها العاصمة التي تتكاثر فيها بفعل المياه الراكدة التي تستوجب على المواطنين التأكد من جفافها بالمنزل، كالدلاء والخزانات غير المغطاة وحتى الصحون والمزهريات كون هذا النوع يحتاج لكميات قليلة من المياه لأجل التكاثر ووضع بيضه، حيث تقوم البعوضة بلسع الأطراف السفلية للجسم من خلال لعابها الذي يحتوي على مكونات من شأنها أن تمتص دم الإنسان دون أي يشعر بذلك. عدم رش المبيدات بطرق مدروسة وراء تكاثره في الوقت الذي دق فيه المواطنين ناقوس الخطر، يعرف بعوض النمر انتشارا كبيرا في العديد من المناطق التي ناشد سكانها تدخل المصالح المختصة لرفع الغبن عنهم، خاصة أمام التلوث الذي يعرفه المحيط في ظل غياب الاجراءات الوقائية كعملية رش المبيدات التي لا تخضع لأسس مدروسة، وتتم بطريقة عشوائية لا تمس المناطق التي يتكاثر فيها، وغيرها من الحشرات التي عرفت انتشارا كبيرا على غرار «شبيه النمر» الذي اكتشفه المواطنين بالنظر إلى تشابه لسعاته مع النمر. منظّمة حماية المستهلك تدق ناقوس الخطر وتحذّر الحوامل من لسعاته من جهته، رئيس المنظّمة الوطنية لحماية المستهلك مصطفى زبدي أكّد في تصريح ل «الشعب» تلقي مصالحه الكثير من الشكاوى، مفادها وجود بعوض شبيه بالنمر أو «النمر نفسه»، الأمر الذي خلق حالة من القلق في أوساطهم خاصة بعد الأعراض التي ظهرت على الكثير من المواطنين بسبب لسعاته. وأكّد زبدي أنّ المنظّمة ناشدت وزارة الصحة ومصالح الوقاية وعلم الأوبئة بوزارة الصحة لإطلاق دراسة شاملة لمعرفة نوع البعوض المنتشر حاليا بالكثير من الولايات، التي تعرّض أصحابها للسعات كثيرة تظهر على شكل حبوب حمراء، وتورمات أسفل الأطراف إلى غاية جروح وتقرحات بالغة وصلت لحد الحمى عند الكثير من المواطنين. واستحسنت المنظمة دور معهد باستور بإطلاق حملة لتحديد مناطق انتشار البعوض المذكور، ودعت إلى متابعة عينات البعوض وفحصها لتحديد المخاطر التي يجب الوقاية منها من خلال التنسيق مع مكاتب الصحة والوقاية عبر البلديات لأجل القضاء على الأعشاش وبؤر تواجدها. خبراء يرجعون تكاثره للحرارة المرتفعة والرّطوبة العالية أكّد خبراء في المجال أنّ دخول بعوض النمر إلى الجزائر ليس بالجديد، غير أنّ انتشاره تفاقم سنة 2018 عندما عرفه المواطن بنوع الحشرة الأسيوية المصدر والناقلة للفيروسات الثلاث خاصة زيكا، الذي يعتبر عدوى منقولة بواسطة البعوض ولا تظهر أعراضه على معظم الأشخاص المصابين، بينما يشعر آخرون بحمى خفيفة مصحوبة بطفح جلدي، وآلام في المفاصل، وقد تشمل العلامات والأعراض الأخرى الصداع واحمرار العينين وكذا شعور بالقلق الدائم. ويتسبّب فيروس زيكا في الإصابة باضطرابات عصبية لازالت محل بحث من قبل المختصين، الذين أكّدوا عدم تسجيل أي حالات لهذا الفيروس بالجزائر. توفر ظروف التّكاثر وراء انتشارالبعوض الأسيوي أرجع رئيس مصلحة الأوبئة والطب الوقائي بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، نور الدين اسماعيل، في اتصال ب «الشعب» العودة القوية لبعوض النمر خلال هذا الشهر، إلى توفير ظروف التكاثر المتمثلة في استمرار ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة العالية، غير أنّه لا يشكل أي خطر للإصابة بالفيروسات. أوضح البروفيسور أنّ الظاهرة تفاقمت بفعل المياه الراكدة في العديد من المناطق، وكذا الناجمة عن القمامة التي تترك في الأماكن بالأيام، ما جعله يتكيف مع البيئات الحيوية المختلفة ويتميز بيضه بالقدرة على مقاومة الجفاف لفترة طويلة، ما يسمح بانتشاره بعد مرور سنة كاملة على تواجد بيضه في أي مكان ما، مؤكدا في ذات السياق أن تهيئة ظروف التكاثر لم تسمح بنقل الفيروسات، وهو ما أكّدته وزارة الصحة التي تتابع عن كثب قضية بعوض النمر بعد تسجيل حالات طوارئ في الكثير من العيادات الطبية. أكّد نور الدين إسماعيل أن العمل مستمر والبحوث قائمة حول نوعية البعوض الذي يشتكي منه المواطنون، مؤكدا متابعة الوضع واتخاذ التدابير الإستعجالية وعلى رأسها توفير عامل النظافة والقضاء على المياه الراكدة حتى في محيط المنزل، بالإضافة إلى التكثيف والتعميم في عمليات رش المبيدات لضمان مسح جميع الأماكن. ...معهد باستور يتابع الظاهرة يعمل معهد باستور حسب ما أكده البروفيسور نور الدين إسماعيل على متابعة الوضع رسميا للتأكد من نوع البعوض وأماكن انتشاره وطرق الوقاية منه، خاصة أمام حالة الغليان التي يعيشها المواطنون في ظل جهلهم لنوعه واللسعات التي يتعرضون لها يوميا والتي تستدعي حسبهم إطلاق السلطات رفقة اختصاصيي المراقبة الوبائية والبحث لمعهد باستور خلية للمتابعة لاحتواء الوضع قبل أن يأخذ منحى آخرا. وزارة الصحة: عدم تسجيل أي حالة الأمراض المتنقّلة عبر البعوض في ظل حالة القلق التي تعيشها العديد من ولايات الوطن بعد غزو بعوض النمر، أكّدت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات في بيان لها اتخاذ جملة من التدابير الوقائية للمساهمة في مكافحته، مؤكدة عدم تسجيل أي حالة من الأمراض المتنقلة عبر هذا البعوض في الجزائر. ودعت الوزارة حسب ذات المصدر المواطنين المشاركة في منع تكاثره وانتشار الفيروسات، من خلال تغيير سلوكه والقيام بتصرفات بسيطة وغير ملزمة. وذكرت وزارة الصحة بنشرها لجهاز مراقبة الأمراض المنتقلة عن طريق البعوض النمر - إدس ألبوبيكتوس - ومكافحته على شكل تعليمة وزارية لكافة مديريات الصحة بتاريخ 8 يوليو المنصرم قصد تطبيقها على أرض الواقع. وأضافت أنّه تم سنة 2013 تعيين لجنة متكونة من خبراء مكلفين بالوقاية من الأمراض المتنقلة عبر البعوض ومكافحتها، بهدف الحرص على الصحة الجيدة وتقييم المخاطر والوقاية من هذه الأمراض ومكافحتها، مؤكدة أنه ورغم الازعاج الذي تتسبب فيه اللسعات، لم يتم تسجيل إلى حد الساعة أي حالة مرض متنقل عبر هذا البعوض في الجزائر. ودعت جميع المواطنين في حال ظهور أعراض مقلقة جراء هذه اللسعات بالتقرب من المركز الصحي الأقرب إليهم للعلاج من التهابات البعوض الذي يلسع أكثر عند الشروق وحين الغروب لا سيما خارج المنازل، وينشط بكثرة خلال الفترة الممتدة من ماي إلى نوفمبر. وحسب توضيحات الوزارة فقد تمّ تسجيل أول ظهور لهذه الحشرة بالجزائر سنة 2010، وانتشرت بعدها في عدة ولايات ساحلية، ثم تأقلمت مع الوسط البشري، وأخذت تتكاثر في المياه الراكدة مفضلة الانتشار أكثر في المناطق الحضرية وشبه الحضرية. توجيهات للوقاية من البعوض الآسيوي 1 - توفير عامل النّظافة. 2 - تعميم رش المبيدات بجميع البلديات والقضاء على الأعشاش. 3 - التخلص من المياه الراكدة التي تسمح بتكاثر البعوض في محيط المنزل. 4 - تنظيف المياه النّاجمة عن القمامة لمنع تكاثره. 5 - التّخلص من جميع الأغراض القادرة على احتواء الماء. 6 - تغطية خزّانات المياه بواسطة غطاء أو قطعة قماش.