أكدت الأمينة العامة لحزب العمال، لويزة حنون، على ضرورة الذهاب بالإصلاحات السياسية إلى أبعد ما يكون عن طريق الانفتاح الحقيقي، بترقية أداء البرلمان بالنظر إلى المسؤولية الملقاة على عاتقه والذي لم يعد في الواقع كما تراه مؤهلا لإثراء مشاريع القوانين الهامة جدا المطروحة على مستواه لبناء الصرح الديمقراطي. وطالبت لويزة حنون من رئيس الجمهورية صراحة باستعمال الصلاحيات المخولة له بقراءة ثانية لمضمون الإصلاحات السياسية التي تترجمها مشاريع القوانين المطروحة على المجلس الشعبي الوطني، والتي أفرغت كما قالت من محتواها من قبل حزب (الأفلان) و(الأرندي)، والأحرار، في حين أنه كان ينتظر إثراؤها من قبل نواب الغرفة الثانية قبل المصادقة عليها. وأوضحت حنون في سياق متصل خلال الحصة الإذاعية للقناة الأولى (أكثر من مجهر) أن قوانين قبل أن تنزل إلى الغرفة السفلى تضمنت إجراءات جريئة وفي العمق، لكن النواب بالمجلس الشعبي الوطني حولوها إلى مجرد إجراءات سطحية. ولاحظت زعيمة حزب العمال، أن مشاريع القوانين المتعلقة بالإعلام وحالات التنافي والتجوال السياسي، وفرض استقالة الوزراء، والتمثيل النسوي حملت تناقضات. وبالنسبة لرفع نسبة تمثيل المرأة في المجالس المنتخبة إلى 33 بالمائة لتقترب من المناصفة مع الرجل، هناك احتيال قام به حزب الأغلبية من خلال تقليص هذه النسبة عبر الولايات إلى 20 بالمائة، ويرفع النسبة إلى 50 بالمائة في الخارج. وترى أن مثل هذه التناقضات والتحايل على قوانين أساسية تغير من مسار الإصلاحات التي أرادها رئيس الجمهورية أن تكون جذرية، لذلك طالبت بأن تطرح القوانين العضوية على المجلس الدستوري للحسم في مدى دستوريتها للتوصل إلى مخرج. وتعتبر حنون أن الإصلاحات السياسية قد حادت عن مسارها، ويمكنها أن تعرض بلادنا لضغوطات، لأن الخارج ينتظر ما ستسفر عنه الأمور، مشيرة إلى أن وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي قد قدمت له دعوة للتوجه إلى فرنسا يوم 7 من الشهر الجاري لعرض تجربة الإصلاحات في الجزائر على البرلمان الفرنسي. وأكدت في هذا الصدد، أنه لا يمكن الاستمرار في تجاهل ما يحدث في الدول العربية التي تعرف حراكا كبيرا لإحداث التغيير، قائلة أن الجزائر مرتبطة جغرافيا بالدول التي تعيش مرحلة انتقالية من نظام حكم مارس سياسة تكميم الأفواه، وصادر الحريات إلى مرحلة بناء دول بقواعد ديمقراطية تقبل بالرأي والرأي المعاكس. وهي مرحلة تعدها حنون صعبة ومخاضا عسيرا لأن ليس لها تجارب في الماضي في هذا المجال. وفيما يتعلق بفوز الإسلاميين في الانتخابات في كل من مصر وتونس والمغرب، أوضحت حنون بأن الشعب بهذه الدول أعطى أصواته للإسلاميين لإحداث القطيعة، مستبعدة تكرار التجربة في الجزائر.