توجه أكثر من 650 ألف موظف بقطاع التربية أمس إلى صناديق الاقتراع للفصل نهائيا في طريقة تسيير الخدمات الاجتماعية بعد أن اقترح المنشور الوزاري أسلوب الانتخاب عبر طريقتين، إما التسيير المركزي عن طريق اللجان الولائية والوطنية أو التسيير اللامركزي على مستوى المؤسسات التربوية. وسجلت جريدة »الشعب« في جولتها الاستطلاعية تكرار نفس سيناريو التعتيم أيام إجراء امتحانات البكالوريا على مستوى المؤسسات التربوية وغلق الأبواب في وجه وسائل الإعلام متحججة بضرورة الحصول على ترخيص من مديريات التربية الوطنية ومنع التصوير رغم التأكيد على تمكين الصحفيين من المعلومة في أكثر من مناسبة. وهناك بعض مدراء المدارس الابتدائية والثانويات من أعطت أوامر صارمة لحراس مؤسساتهم بعدم فتح الباب لأي أحد خاصة أمام وسائل الإعلام ورفض استقبالهم تحت أي حجة. إلا ان بعض المؤسسات سمحت لنا بالدخول والوقوف على ظروف ومجريات عملية الاقتراع بمجرد اطلاعهم على هويتنا وإظهار التكليف بالمهمة الخاص بنا وكانت البداية من شرق العاصمة وتحديدا بابتدائية »بن سماية 01« بحي 08 ماي 45 باب الزوار، وتوقفنا على كيفية سريانها. وأكدت مديرة مدرسة بن سماية 01 السيدة ديلمي التي استقبلتنا بصدر رحب أن كل الأمور حضرت منذ الصباح الباكر لإنجاح العملية بما فيها الشروط الواردة في المنشور الوزاري من صندوق للاقتراع وأظرفة ونسخ عن الوثيقة 01 والوثيقة 2 والعازل لتمكين الموظفين من الانتخاب بكل شفافية وحرية دون أي ضغط بالإضافة إلى قائمة المترشحين. وحسب ديلمي فان عملية الاقتراع جرت في ظروف مثالية وحضارية خاصة وان عدد المنتخبين لا يتجاوز 16 معلما على مستوى مؤسستها بالإضافة إلى شخصها. هي نفس الأجواء لمسناها بمدرسة ابن نعمان بشارع باحة محمد بباب الزوار، حيث أعرب لنا الملاحظون بالمدرسة بحضور مديرها (ت.ع) أن العملية انطلقت منذ الساعة الثامنة صباحا في ظروف جد عادية لتنتهي في حدود الساعة الثانية بعد الزوال. وأشار الملاحظون واللجنة المشرفة على صندوق الاقتراع إلى ان كل مؤسسة لها خصوصيتها من حيث عدد المعلمين وبما ان عدد الأقسام ليس بالكبير فالعملية جرت بسرعة دون تسجيل أي ظرف طارئ أو غير مرغوب فيه أو حتى انفعال حيث عبر كل المعلمين عن رغبتهم بحرية تامة واختيارهم في تسيير أموالهم. وبمتوسطة »حميطوش زهية« بحي الجبل بوروبة 2« التي تضم 45 موظف بين 31 أستاذا يتوزعون على 19 قسما والباقي هم عمال إداريون أوضح لنا مدير المؤسسة طاهر عمور هو الآخر بان العملية جرت في ظروف عادية وبحضور ملاحظتين انتدبتهما مديرية التربية باقتراح من النقابات السبع للسهر على سير الانتخابات وبوسط العاصمة وتحديدا من مدرسة عيسات ايدير بساحة أول ماي أكدت المعلمة »شنتيف حليمة« هي المرشحة على مستوى مؤسستها أنها مقتنعة بالوثيقة الثانية لأنها تمكننا من معرفة أين تصرف أموالنا ومن محاسبة بعضنا البعض، متمنية لو تصرف مع الرواتب كشهر 13. واعتبرت »شنتيف« ان هذا الخيار هو المتاح حاليا وهو الآمن وهي مقتنعة به كونه أكثر شفافية في التعامل مع أموالهم، لأن خيار اللجان الولائية والوطنية لا يمكنهم من ذلك بل حتى لا نعرف من سيمثلنا بالإضافة إلى الإجراءات البيروقراطية التي ستعترضنا في الاستفادة منها رغم كل التطمينات. وبمتوسطة عيسات ايدير استقبلنا مديرها بوجه بشوش مقدما شرحا وافيا على سير العملية على مستوى مؤسسته منذ الصباح بحضور ثلاث ملاحظين، وأتاح لنا الفرصة للتحدث مع بعض الأساتذة لمعرفة أصداء العملية لديهم وانطباعهم حول الخيارات المتاحة. وفي هذا الإطار أعربت أستاذة اللغة الفرنسية »كيغيك« على مستوى متوسطة عيسات ايدير عن ارتياحها للخيار الثاني أي التسيير على مستوى المؤسسات لأنه أكثر سهولة وبعيد عن التعقيد، مضيفة ان الوثيقة 2 لها العديد من المزايا أهمها تجسيد التضامن بين العمال بصفة إرادية وتقريب الأموال من أصحابها وتضمن استفادتهم منها بصفة سريعة. وأضافت »كيغيك« أنها مقتنعة جدا بخيارها المتمثل في (المأمن أي المتوسطة والابتدائيات التابعة لها) لأنه تكريس للشفافية في التسيير بعيدا عن المحاباة والمحسوبية تحت إشراف اللجنة التي ستختارها المؤسسة. وفي المقابل اعتذر مدير ثانوية »عيسات ايدير« بودور محمد عن السماح لنا بدخول المؤسسة والتحدث للأساتذة أو التصوير لاشتراطه حصولنا على ترخيص من مديرية التربية وسط، إلا انه لم يبخل علينا بالمعلومات. حيث أكد لنا المدير بودور أن المشاركة في الانتخاب على مستوى مؤسسته التي تضم 91 موظفا من عمال وإداريين بلغت في حدود الساحة الحادية عشر والربع صباحا 57٪، في انتظار ما ستسفر عنه الفترة المسائية، كما أنها جرت بصفة عادية وبحضور ملاحظ ممثل عن المجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني »الكناباست«. وبنفس المؤسسة عبر لنا بعض عمال الأسلاك المشتركة الذين تحدثنا عنهم بعيدا عن المدير عن امتعاضهم من عدم استفادتهم من مستحقاتهم الاجتماعية خاصة أمام الرواتب الزهيدة التي يتلقونها والتي لا تلبي متطلباتهم اليومية لغلاء المعيشة فقبل ان ينتهي الشهر يجدون أنفسهم أمام كابوس لتوفير لقمة العيش. وعلى العموم وبغض النظر عن رفض بعض مدراء المؤسسات التربوية التحدث معنا واستقبالنا إلا ان أجمل ما سجلناه خلال جولتنا لرصد أجواء وظروف عملية الانتخابات لتحديد طريقة تسيير الخدمات الاجتماعية، عدم انقطاع الدراسة بمختلف الصفوف والأطوار. وأكد لنا في هذا السياق كل من تحدثنا معهم من أساتذة ومدراء عدم تجاوز دقيقتين في ممارسة حقهم في الانتخاب بصفة دورية ومتتالية نظرا لحرصهم على استمرار الدراسة في ظروف عادية، معربين عن آمالهم في تجسيد رغباتهم والاستفادة من مستحقاتهم الاجتماعية دون أي إقصاء بعد طول انتظار خاصة وان العملية وفر لها كل الإمكانيات المادية.