بدأ إضراب الأربعة أيام لعمال التربية الذي دعت إليه النقابة الوطنية لعمال التربية محتشما على مستوى ولاية العاصمة ، حيث قدرت النقابة النسبة ب 20 بالمئة، بيد أن الاستجابة كانت على مستوى الولايات الداخلية واسعة وصلت على مستوى بعض الولايات كالجلفة إلى 80 بالئمة ما تعكس، حسب عبد الكريم بوجناح رئيس النقابة الوطنية لعمال التربية، قناعة القاعدة العمالية بشرعية مطالبها المهنية والاجتماعية في مقدمتها الإسراع في إصدار النظام التعويضي. دخلت المؤسسات التربوية أمس في إضراب عن العمل سيدوم مثلما قررته النقابة الوطنية لعمال التربية إلى غاية هذا الأربعاء، ومع أن ولاية الجزائر سجلت استجابة جد متواضعة بالنظر للنسبة المقيدة من قبل النقابة والتي لم تفوق ال 20 بالمئة ، إلا أنها عرفت المؤسسات التربوية لولايات الوطن الأخرى شللا شبه كلي نسبته تجاوزت ال 80 بالمئة ، بعد أن فضل الأساتذة الاستجابة إلى نداء النقابة الوطنية لعمال التربية و السعي نحو تجسيد خيار الإضراب عن العمل لتجسيد المطالب المهنية والاجتماعية على رأسها التعجيل بإصدار النظام التعويضي . وقد أرجع عبد الكريم بوجناح تخلف القاعدة العمالية بالعاصمة عن الإضراب عن العمل إلى بعض النقابات الزميلة التي همت إلى محاولة كسر الحركات بعد تدخلات كانت، حسبه ، بإيعاز من وزارة التربية الوطنية ، مبرزا أن هذه النسبة المسجلة على مستوى العاصمة لن تعيدهم إلى الوراء و لن توقف حركتهم الاحتجاجية على العكس، سيواصلون الإضراب و سيصعدون فيه إذا لم تستجب الجهة الوصية إلى مطالبهم المهنية والاجتماعية. وأكد الأمين العام للنقابة الوطنية لعمال التربية أن الإضراب الذي يشنه العمال المنضوون تحت لواء تنظيمه قد لقي استجابة واسعة لم تكن متوقعة على مستوى الولايات الداخلية، بالنظر للنسبة المسجلة والتي وصلت على مستوى بعض المؤسسات التربوية إلى 85 بالمئة. وبرر رئيس النقابة دخولهم في هذا الإضراب إلى ما سجل من إخفاق واضح في الاتفاق مع الجهة الوصية ، مذكرا أن الجلسة التي جمعت نقابته بمسؤولي وزارة التربية مؤخرا حول بعض المطالب المتعلقة بتحسين الوضعية المهنية والاجتماعية لموظفي التربية ''لم تحقق النتائج المرجوة''، مصرحا بوجناح خلال ندوة صحفية أن اللقاء الذي جمع النقابة الوطنية لعمال التربية بالوزارة الوصية بتاريخ 25 جانفي والذي تم خلاله التطرق إلى العديد من المطالب المتعلقة بتحسين الوضعية الاجتماعية والمهنية لموظفي قطاع التربية ''لم يحقق النتائج المنتظرة منهم وبناء على ذلك - يضيف المتحدث - ''قررت النقابة الدخول في إضراب لمدة أربعة أيام ابتداء من الأحد سيشمل كافة المؤسسات التربوية على المستوى الوطني'' . لن ندخل الإضراب لأنه لم يصلنا أي بيان من النقابة حسب النقابة الوطنية فإن إضراب العاصمة لم يتعدى ال 20 بالمئة ، وهي نسبة جد محتشمة مقارنة بالنسب التي كانت في كل مرة تسجل حينما تدخل هذه التنظيمات العمالية في حركتها الاحتجاجية، ومن بين أهم الأسباب التي أبرزها بعض المعلمين هو عدم وصولهم أي بيان من النقابة يدعوهم إلى الإضراب. وأكدت معلمة للغة الفرنسية في مؤسسة عيسات إيدير الابتدائية أن ''جميع المدرسين في هذه المؤسسة اختاروا العمل بصفة عادية تفضيلا لمصلحة التلاميذ'' بينما نفت مقتصدة متوسطة عيسات إيدير تلقي المؤسسة لبيان النقابة الداعي للإضراب و هو ما ظهر جليا على الأجواء السائدة في تلك المؤسسة التي فتحت أقسامها للتلاميذ بصفة عادية. أما مدير ثانوية الإدريسي بسيدي امحمد محمد بودور فنفى من جهته استجابة عمال مؤسسته لنداء النقابة بسبب ''عدم انخراطهم في صفوفها'' ومن ناحيتها أكدت مديرة مدرسة بودوة الطاهر 2 ببلدية بلوزداد عدم تجاوب أسرة التربية بمؤسستها للإضراب لنفس السبب. التلاميذ يتكلمون.. نرفض أن نكون ضحايا أساتذتنا ومع أن الإضراب لم يجد استجابة واسعة على مستوى ولاية العاصمة عدا بعض المؤسسات التربوية إلا أن انعكاسه على التلاميذ سيء بعد أن وجدوا أنفسهم خارج الأقسام ، معتبرين أن الإضراب حق من حقوق أساتذتهم لكن في الوقت نفسه هضم لحقهم في إكمال برامجهم الدراسية سيما و أنهم مقبلون على الامتحانات وأنهم وسبق لهم وأن عاشوا إضرابا في الفصل الثالث ، متسائلين عن الطريقة التي يجب أن تعتمدها الوزارة الوصية لحل النتائج الوخيمة التي يقع فيها التلاميذ . ويقول التلميذ '' عماد. ر'' من اكمالية الضفة الخضراء ببرج الكيفان أنهم يتفهمون احتجاج أساتذتهم وغير معارضين لأن يطالبوا بحقوقهم وتحسين حياتهم الاجتماعية بيد أنهم كتلاميذ يعارضون بقوة أن يكونوا ضحايا لهذه الإضرابات المتواصلة والتي تعرفها مؤسساتهم التربوية في كل مرة دون مراعاة للبرامج المكثفة والكيفية التي بإمكانها أن ينهي بها أساتذتنا البرامج المدرسية، ممنيا نفسه أن تأخذ مصلحتنا على مأخذ الجد. وهو ما أكدته لنا الطفلة '' لينا. ب '' من إكمالية باب الزوار بأن الإضراب بات يعرقل مسار الدروس ما قد يضيع منهم فرصة الاستيعاب الجيد للدروس على اعتبار الأساتذة بعد استكمال الإضراب عن العمل يغيرون وتيرة التدريس ولا يكون همهم إلا في البحث عن الطريق المثلى لأجل إنهائها قبل الشروع في الامتحانات ، مستهجنة في هذا السياق الإضراب الأخير الذي دفعهم لأن يضحوا بعطلتهم الشتوية لأن الأستاذ دخل في إضراب عن العمل .