حسم اخيرا موظفو وعمال قطاع التربية لولاية بومرداس امرهم في مصير ملف الخدمات الاجتماعية في استفتاء انتخابي عبر كافة المؤسسات التعليمية حيث اظهرت النتائج الاولية ترجيح كفة التسيير عن طريق اللجنة الولائية والوطنية بنسبة 74.58 بالمائة اي الوثيقة رقم واحد في حين صوت 25.42 بالمائة على الوثيقة رقم 2 الداعية الى اهمية التسيير المحلي بالمؤسسات التعليمية. وقد تميزت العملية الانتخابية التي رصدت »الشعب« وقائعها بعين المكان بكثير من الشفافية. وجرت في اجواء تميزت بالديمقراطية وحرية الاختيار وهذا بشهادة الفرقاء من نقابات القطاع الذين اجمعوا على اهمية الحدث خاصة في ظل الامكانيات والوسائل المسخرة والتجند الكبير لمديرية التربية في سبيل انجاح اول موعد انتخابي تعددي. وبدت علامات التحسر على أنصار الوثيقة رقم 2 وخاصة نقابة الفديرالية الوطنية لعمال التربية المنضوية تحت لواء المركزية النقابية التي راهنت كثيرا على قواعدها الانتخابية بالميدان بعدما ضمنت الى درجة كبيرة الاصوات المعبر عنها على مستوى المديرية حيث تحصلت على 90 صوتا مقابل 49 صوت للوثيقة رقم واحد. وفي هذا الشأن يعلق ممثل نقابة المؤسسة السيد بشير غربي في حديثه ل »الشعب« باحترام إرادة الناخبين من عمال القطاع الذين ادلوا بأصواتهم بكل حرية وديمقراطية شاكرا المصوتين والداعمين لفكرة التسيير المحلي بالمؤسسات التعليمية التي لا تزال الأقرب والأنسب إلى شريحة عمال التربية. رفض غربي التعليق على هذه النسبة المسجلة الى حين ظهور النتائج النهائية يوم 13 ديسمبر الجاري من طرف وزارة التربية الوطنية. في حين توقع ممثل الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين »انباف« ورئيس مكتب ولاية بومرداس السيد عبد الحفيظ سكودارلي هذه النتائج المحققة بالنظر الى حجم التجند والانتشار الواسع لممثلي النقابات المستقلة بكافة المؤسسات. ربط سكودارلي في تصريح لنا هذا التوجه لدى الاساتذة بدرجة الوعي والمستوى الثقافي الذي يميز هذه الشريحة قائلا: »يستحيل أن ينخدع الأستاذ في طريقة تحديد مصيره ومصير تسيير ملف الخدمات الاجتماعية«. وعن حجم التجاوزات والطعون المقدمة في هذا الشأن، اكد ممثل (الانباف) أن الانتخابات جرت في ظروف عادية جدا عدا بعض التجاوزات البسيطة التي لا ترقى الى درجة التشكيك في سير العملية والدليل في ذلك ولحد الآن لم يقدم أي طعن للجهات المشرفة على الاقتراع. ويمكن الإشارة أن تعليمة وزارة التربية الوطنية التي جاءت في آخر لحظة بضرورة نقل محاضر التصويت بالمؤسسات التعليمية من الخلية المنصبة على مستوى الدائرة الى مديرية التربية قد احدثت ارتباكا وضغطا كبيرين على مستوى المديرية، حيث تدفق عليها عشرات المدراء الذين تجمعوا في طابور طويل من اجل تسليم المحاضر مما حتم على القائمين والمكلفين بعملية التنظيم البقاء في مكاتبهم الى درجة ساعة من المساء.