تتواصل على مستوى مركز مكافحة أمراض السرطان، العيادة المتخصصة في أمراض النساء والتوليد وباقي العيادات الطبية بولاية سيدي بلعباس حملات التحسيس والوقاية من داء سرطان الثدي، بمناسبة شهر أكتوبر الوردي، وهي الحملة التي يشرف عليها أطباء ومختصون بمشاركة عديد الفاعلين في المجال، وتعد الأيام التحسيسية فرصة للنساء لإجراء فحوصات مجانية بهدف الكشف المبكر عن المرض والإستفادة من نصائح تخصّ طرق وكيفيات الفحص الذاتي . سجلت المصالح الطبية إرتفاعا كبيرا في حالات الإصابة بداء سرطان الثدي، وهي الحالات التي يتم الوقوف عليها بشكل يومي، حيث كشفت الدكتورة مرابط مختصة في علم الأوبئة والطب الوقائي عن إحصاء 420 حالة جديدة لداء سرطان الثدي، منذ بداية 2019، منها ما نسبته 34 بالمائة لحالات متأخرة، الرقم الذي اعتبرته الدكتورة بالمخيف جدا خاصة وأن 25 بالمائة من الحالات المسجلة تعود لنساء تقل أعمارهن عن 50 سنة، الأمر الذي يعكس الإنتشار الكبير للمرض لدى مختلف الفئات العمرية من النساء، عكس السنوات الماضية، أين كان الداء يصيب فقط النساء اللواتي تجاوزن الخمسين من عمرهن. هذا وأرجعت الدكتورة سبب هذا الإنتشار إلى عدة عوامل أهمها انعدام ثقافة الفحص المبكر لدى معظم النساء، مع تزايد حالات القلق واللاإستقرار النفسي، فضلا عن تناول الأطعمة غير الصحية وعدم ممارسة الرياضة. وللتكفل بالمريضات يوفر المركز مكافحة أمراض السرطان العلاجات بالأشعة، حيث يستقبل يوميا حوالي 100 مريضة، وتشير الإحصائيات المستقاة من ذات المركز أن 66 بالمائة من الحالات التي تتابع العلاج بهذا المركز تخصّ نساء مصابات بسرطان الثدي. هذا وقد عرفت سنة 2018 تسجيل 600 حالة لمصابات بداء السرطان كانت أغلبها قد وصلت إلى حالات متقدمة من المرض استدعت إستئصال الثدي، الأمر الذي دفع بالمؤسسة الإستشفائية لطب النساء والتوليد إلى إقتراح مشروع الجراحة التجميلية للحد من آثار الإصابة بسرطان الثدي، حيث أفاد البروفيسور أبو بكر فضل الله أن المصلحة قامت بدراسة شملت عديد الحالات خلال 3 سنوات الأخيرة وأسفرت عن تسجيل تزايد رهيب في الإصابات بسرطان الثدي مقابل انخفاض محسوس في سرطان عنق الرحم وسرطان المبايض، وكشفت أيضا أن الداء أصبح يمس مختلف الفئات العمرية من النساء بما في ذلك الشابات والنساء اللواتي لم يتجاوزن 50 سنة، الأمر الذي استدعى التفكير في مشروع الجراحة التجميلية لهؤلاء المريضات للحد من آثار المرض ومساعدتهن على تجاوز الصعوبات النفسية التي يسببها لهن خاصة المريضات اللواتي خضعن لعمليات الإستئصال. تجدر الإشارة إلى أن الحملات التحسيسية المبرمجة ستمسّ فئة كبيرة من النساء بما في ذلك النساء النزيلات من الحوامل والمرضى على مستوى المؤسسات الإستشفائية المختلفة وكذا والنساء العاديات أين يتم تقديم معلومات حول داء سرطان الثدي، أسبابه، أعراضه وكيفية الوقاية منه، مع تقديم فحوصات مجانية لفائدة المعنيات، هذا ويتم التركيز خلال هذه الحملات على ما يسمى الفحص الذاتي وتوعية النساء بطرق هذا الفحص وكيفية القيام به لتمكينهن من فحص أنفسهن مبدئيا وتسهيل عمليات التشخيص المبكر للمرض. كما تم تسخير قافلة طبية ستنطلق لتجوب المناطق الجنوبية من الولاية بكل من تلاغ والمرحوم خاصة وأن المؤسسات الإستشفائية بهاتين المنطقتين لا تتوفر على طبيب متخصص في أمراض النساء، ما يستدعي توفير فحوصات مجانية لنساء هذه المناطق، باعتبار أن الوقاية والكشف المبكر من أهم التحدّيات التي تم رفعها مؤخرا من قبل القائمين على القطاع الصحي، إلى جانب التكفل بالمريضات من خلال توفير كشف سريع وعلاج بالأشعة.