رأى محمد عبيد الله، باحث، ناقد، شاعر وعميد كلية الآداب والعلوم بالأردن، أن الإبداع الجزائري جزء من الإبداع العربي، رغم المشاكل التي تعانيها الساحة الثقافية العربية في الفترة الراهنة حول وصول الكتابات إلى الدول وقلة التواصل بين المثقفين والأدباء الشعراء والكتاب. وتحدث الناقد الأردني ل”الشعب” عن المرحلة الحرجة التي تمر بها الأمة العربية، الشيء الذي ولد القطيعة ، حيث أصبح معظم الكتاب العرب بعيدين عن الجديد الذي يشهده أدب دولة ما، غير أن هذا الشيء، كما قال محمد عبيد الله، لم يمنعه من الاطلاع على كتابات الجيل الجديد وتلك التي نتجت وصدرت في الفترة الراهنة، منها روايات عز الدين جلاوجي، “وهذا بهدف البحث عن ميزات هذا الجيل وليس اكتشاف الفروق بين هذا وذاك”. وقد أكد عميد كلية الآداب والعلوم بالأردن، أن هذه الكتابات جاءت في فترة تحطم فيها التواصل الثقافي والأدبي، الشيء الذي ولد العديد من الميزات لهذا الأدب، منها ما تعلق بالمضمون، ومنها ما تعلق بالبناء والشكل، وبالتالي دخول الروائي في عالم التجريب وحاولته الانفراد والخروج عن الرواية الكلاسيكية والتمرد عليها. وتطرق الشاعر والناقد في لقائه مع “الشعب” للعديد من المميزات والخصائص التي لاحظها في الرواية الجزائرية الحديثة، ففي العنونة أصبح الروائي يعتمد على الإضافة في تركيب العنوان، قائلا “هذا التركيب على المستوى الإبداعي محبذ وله خصوصية في الإنتاج الجديد”، كما أن الرواية الجزائرية الحديثة مالت نحو القصر، حيث أن طولها خلق نوع من التراكم وليس التنامي، إضافة على هيمنة الخطاب الداخلي، ويبرز ذلك من خلال الحضور المتميز للروائي، وهي صفة جديدة في الرواية الجزائرية، حيث يدمج الكاتب بين وظيفتي الراوي والكاتب. وخلص الناقد والشاعر قائلا”الكتابات الجديدة تعتمد على الشعر، وبالتالي خلق الرواية الشعرية أو الغنائية، والتي تعتمد على لغة موحدة، وهذه سمة الشعر”.