أكد رئيس مجلس النواب العراقي (البرلمان), محمد الحلبوسي, «الالتزام الكامل» بخارطة التعديلات الدستورية, من أجل تشخيص الخطوات المطلوبة التي توصل البلاد إلى الإصلاح المنشود, حسبما ذكرت مصادر إعلامية أمس. ودخلت المظاهرات في العراق أمس، يومها التاسع على التوالي، وقد احتشد المتظاهرون الليلة الماضية في ساحتي التحرير والسنك بوسط العاصمة بغداد والمناطق المحيطة، منددين بعدم الاستجابة لمطالبهم في تحقيق الإصلاح السياسي والاقتصادي ومحاربة الفساد وتحقيق العدالة الاجتماعية، ونقلت المصادر عن الحلبوسي قوله, أنه «في هذه الأيام المصيرية والأحداث المتسارعة في العراق ووسط صيحات الإصلاح المتدفقة من حناجر المتظاهرين في محافظات البلاد وفي الساحات, نؤكد التزامنا الكامل بخارطة التعديلات الدستورية». وأضاف أنه سيتم إجراء كافة التعديلات الدستورية بالشراكة مع جميع الأطراف من ممثلين عن المتظاهرين والنخب والخبراء والأكاديميين ليحددوا مكامن الخلل ومواطن الإصلاح, ومن أجل تشخيص الخطوات المطلوبة التي توصل البلاد إلى الإصلاح المنشود. وأكد في هذا الصدد, أن «مجلس النواب سيكون في حالة انعقاد دائم من أجل الإسراع في تنفيذ هذه الخارطة التي من شأنها أن تلبي مطالب المحتجين وتضمن الخير والرفاهية والأمن والأمان للجميع». وكان الرئيس العراقي برهم صالح, قد أعرب عن دعمه لتنظيم انتخابات مبكرة في البلاد, بما في ذلك الإجراءات الكفيلة باستبدال أعضاء مفوضية الانتخابات الحالية بقضاة وخبراء، وأشار الرئيس العراقي إلى أنه من المرتقب تقديم القانون الانتخابي الجديد أمام البرلمان «الأسبوع المقبل». وتشهد العاصمة بغداد وعدد من المحافظات في وسط وجنوب العراق منذ مطلع أكتوبر الجاري موجة احتجاجات ومظاهرات شعبية واسعة للمطالبة بمحاربة الفساد وتوفير الخدمات وفرص العمل. وتتواصل موجه الاحتجاجات على الرغم من اتخاذ الحكومة العراقية قرارات إصلاحية لاحتواء الأزمة التي تعيش على وقعها البلاد. وأصيب العشرات بجروح ليل الجمعة السبت، بحسب ما قالت مصادر طبية، خلال مواجهات على جسر الجمهورية الذي يصل التحرير بالمنطقة الخضراء، وجسر السنك الموازي له. وقتل خمسة أشخاص على الأقل في مظاهرات الجمعة بالعراق، ليرتفع عدد الضحايا إلى 264 شخصا منذ بدء الاحتجاجات التي تتواصل منذ الأول من أكتوبر، وفق أرقام لمفوضية حقوق الإنسان. في المقابل، أكد المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية, اللواء الركن عبد الكريم خلف, أمس، حرصها على أرواح المتظاهرين وتوفير الحماية لهم, محذرة من الذين من يريد إحداث صدام بين القوات الأمنية والمتظاهرين. ونقلت مصادر إعلامية عن خلف قوله أن «القوات الأمنية حريصة على أرواح المتظاهرين, وواجبها توفير الحماية لهم, لكن هناك من يريد أن يخلق فتنة وإثارة للفوضى». وأكد في هذا الصدد أن «القوات الأمنية لم تطلق الرصاص الحي, وحتى الغاز المسيل للدموع أمس الجمعة على المتظاهرين بساحة التحرير».