جدد المترشح الحر عبد المجيد تبون إلتزامه بما جاء في برنامجه الانتخابي، الذي هو برنامج لإعادة القطار إلى السكة مثلما تمناه الشهداء، على حد قوله، وإصلاح الاقتصاد الوطني. مشيرا إلى أن الكرسي لا يهمه بل خدمة المواطن وإعادة هيبة الجزائر في المحافل الدولية، مؤكدا أنه مرشح حر. قال تبون لدى نزوله، أمس، ضيفا على القناة الإذاعية الأولى، إن برنامجي مستمد من الحراك الذي أتى بثماره وأنقذ الجزائر من انزلاق خطير، معطيا أهمية للشباب بفتح الباب أمامهم لتسلم المسؤولية بالتدرج دون اللجوء إلى الرذيلة والوساطة، وتكون عقولهم غير ملوثة بتضخيم الفواتير والرشوة، مضيفا أنه أدرج في برنامجه خطة لتكوين جيل جديد للمقاولين أي ما يسمى «ستارتوب» مثلما هو معمول به في الدول العظمى كاليابان، الصين، الولاياتالمتحدة، وإستقدام الكفاءات الجزائرية التي همشت وتعرضت للمضايقات لمحو الممارسات السابقة في الولاء. بالإضافة إلى مراجعة قانون الانتخابات للسماح للشباب بالترشح، وخلق طبقة سياسية تنطلق من القاعدة إلى الولايات، وضرورة مراجعة الدستور بشكل واسع وأخلقه الحياة السياسية لبناء جمهورية جديدة، بإدخال آليات لوضع حد للإنزلاقات نحوالحكم الفردي ووضع ضوابط للرئيس كي لا يتحول إلى ملك، مع الرقابة الشعبية، وفصل المال عن السياسة والذي كان كارثة على الجزائر، بحيث كانت المناصب تشترى بالمال الفاسد. في هذا السياق قال تبون أنه رغم نقائص الدستور الحالي فقد أنقذ الجزائر من الانزلاقات في الحراك، كما أنه لأول مرة نجد هذا الأخير هوالذي يدافع عن الدستور ومن يدعون الديمقراطية يحاربون الدستور، وبالنسبة للشق الخاص بالعدالة تعهد تبون أنه، في حالة فوزه سيعطي للقاضي الحرية ويلغى عدالة الأوامر السياسية، مقترحا إنشاء محاكم متخصصة لتخفيف العبء عن العدالة وحتى نترك الجنح الحقيقية لهذه الأخيرة، كما يقترح برنامجا خاصا بالمرأة الماكثة في البيت، بمنحها قروضا مصغرة لرفع دخلها ومساعدة عائلتها والمساهمة في الاقتصاد الوطني. إرجاع هيبة الجزائر الدولية التي فقدت شرعيتها هي من بين إنشغالات المترشح الحر تبون قائلا: «الدولة الضعيفة لا تحترم، أصبحنا مهزلة في كثير من الدول بما فيها الدول الإفريقية والأوروبية، إبعاد الجزائر عن ملف ليبيا شيء خطير، لما تتقوى داخليا تتقوى في الخارج». وفي رد تبون عن سؤال حول سبب ترشحه، أكد أن مرد خوضه غمار الإنتخابات هوما آلت إليه الجزائر، من ضعف إقتصادها الوطني وكثرة الآفات الإجتماعية، مشيرا إلى أن الجزائر تملك كل المؤهلات ولها شباب كفء وطموح لتكون دولة عظمى وهذا لا يتأتى إلا بمحاربة الفساد، مؤكدا أنه قادر على التسيير بحكم تجربته الطويلة عبر الولايات كأمين عام مكنه من التعرف على عدة مناطق ومعاناة سكانها وكذا معرفته بالإقتصاد قائلا:«لم أكن منفصلا عن المواطن اشعر بآلامه وافرح لسعادته، ربما هذا ما خلق لي نوعا من المضايقات ويعتبروني بالشعبوي». وشدد المترشح الحر على ضرورة الابتعاد عن لغة الخشب، مبديا إلتزامه بإسترجاع المال المنهوب وعدم الذهاب إلى المديونية، ومراجعة منظومة الضرائب بحكم غياب عدالة في تحصيل الضرائب وعدم وجود رقمنة قائلا أن هناك ما يقارب 60 مليار دج من الأموال الطائلة في القطاعين التجاري والصناعي غير المهيكلين الموجودة في السوق، يجب استرجاعها لتمويل الإقتصاد. وأضاف تبون أنه من المستحيل ترك الجزائري يعيش بأجر 18 ألف دج ويبحث عن كيس حليب ولقمة العيش ونحن في 2019 وبالمقابل الثراء الفاحش المستفز لبعض الأشخاص بسبب الشرخ الذي تركه النظام السابق، فبرنامجه سيأخذ ذلك بعين الإعتبار، وحسبه أن العجز في السكن يمكن القضاء عليه بعد إسترجاع الأموال المنهوبة. ويرى المترشح الحر أنه من غير المعقول أن نربط مصيرنا بالنفط فهناك قدرات أخرى يجب الاستثمار فيها، كالقطاع الفلاحي، مضيفا أن سوناطراك ملزمة بالاستثمار على الأقل 2 مليار دج لتبقى في مستواها.