اعتبر عبد العزيز بلعيد رئيس حزب «جبهة المستقبل» الذي قدم ملف اعتماده لوزارة الداخلية في 21 ديسمبر الجاري خطاب رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة بمناسبة افتتاح السنة القضائية بالضمان الكافي لميلاد الحزب الجديد. وأوضح بلعيد وهو أمين عام أسبق لاتحاد الشبيبة الجزائرية أن المرحلة التي تمر بها الجزائر مشجعة على خوض تجارب سياسية جديدة، مؤكدا أن الديمقراطية تعتمد على هذه الممارسة التعددية. وقال المتحدث في ندوة صحفية عقدها أمس بمقر الحزب بالعاصمة أنه لا يتخوف من منافسة الأحزاب الناشطة حاليا خاصة في ظل نتائج الانتخابات الماضية. وأضاف في سياق متصل أن وجود 100 حزب لا يقلق تشكيلته السياسية بتاتا اعتقادا راسخا منه «بأن البقاء سيكون للأقوى ولصاحب البرامج الجدية». وفند منشط الندوة الصحفية أن يكون حزبه امتداد لحزب جبهة التحرير الوطني الذي استقال منه مؤخرا مؤجلا البت في التوجه السياسي لتشكيلته إلى انعقاد المؤتمر الوطني قريبا. وفي سؤال ل «الشعب» حول تنشيط الندوة تحت صورة رئيس الجمهورية وهو يتحدث عن استقلالية الحزب أكد بلعيد أن «الرئيس بوتفليقة هو رئيس كل الجزائريين وعلينا أن نحترمه سواء كنا معارضين أو محسوبين على الموالين للسلطة وعليه لا نجد حرجا في هذا الأمر».. وبالمقابل لمح الأمين العام الأسبق للاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية إلى طموحه في خوض الانتخابات الرئاسية ل 2014 غير أن هذا الأمر اعتبره سابقا لأوانه والمسألة يجب أن تدرس على مستوى الحزب بعد حصوله على الاعتماد. وحسب بلعيد فإن «جبهة المستقبل» تربط مشاركتها بالانتخابات التشريعية بتوفر عنصر الوقت قائلا في هذا الشأن: «الحزب بعد الاعتماد يعقد مؤتمره الوطني ويحضر للمؤتمرات الولائية وهو ما قد يجعلنا نتنازل عن المشاركة لأن هدفنا ليس الفوز بالانتخابات بقدر ما نسعى لبناء حزب قوي يحضر نفسه للمستقبل». وعاد بلعيد للحديث عن دوافع إنشاء الحزب، مرجعا السبب إلى خيبة الأمل التي شعر بها في عملية تأطير المجتمع وإدماج الشباب في الحياة السياسية. وقال أن السبب الآخر يكمن في أن الإصلاحات التي بادر بها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة أدت إلى تحفيز إنشاء أحزاب جديدة. ومن المرتكزات التي يبنى عليها الحزب هو «الوسطية ونبذ العنف واحترام الديانات وترقية مشاركة المرأة، وتعزيز حرية التعبير والصحافة وفتح المجال السمعي البصري، ونشر العدالة الاجتماعية ومحاربة الفقر وإعادة بريق الدبلوماسية والاهتمام بالبيئة، بالإضافة إلى نظرة شاملة تأخذ بعين الاعتبار مشاكل المجتمع وآماله». ويستثمر الحزب لكسب القواعد الشعبية في إعادة الأمل للشباب ومنحه الفرصة للمشاركة في الحياة السياسية وفتح المجال للمثقفين والعمل على ترسيخ تقاليد ممارسة الديمقراطية من خلال الانتخابات الحرة والنزيهة بغض النظر عن الأشخاص الذين يتولون المسؤولية، فالحكم على الأفكار والاستراتيجيات يقول بلعيد. ورفض رئيس جبهة المستقبل الخوض في ما يحدث داخل حزب «الأفلان» وأبدى ترحيبه بالأحزاب التي ستنجح في الانتخابات حتى ولو كانت إسلامية شريطة أن تكون بنزاهة لأن جبهة المستقبل ستتعامل مع كل التيارات. وختم المتحدث حديثه بضرورة ترك الوقت لإصلاحات الرئيس بوتفليقة حتى نحكم عليها، فالتطبيق في الجزائر يبقى أكبر إشكال في كل المجالات، وعليه فالحكم عليها من الآن ليس منطقيا.