تشهد الساحة السياسية تسابقا كبيرا من قبل الأحزاب الجديدة التي تسعى جاهدة للحصول على اعتماد وزارة الداخلية والجماعات المحلية التي شرعت منذ الأحد الماضي في عملية دراسة الملفات المودعة لديها على أن ترد في آجال لا تتجاوز 4 فيفري المقبل وهي الفترة القصوى التي تحدث عنها قانون الأحزاب الجديد المصادق عليه من قبل البرلمان. ويظهر على الأحزاب الجديدة أنها نسخ مطابقة لأحزاب تنشط حاليا في الساحة السياسية فجل القيادات كانت مناضلة في أحزاب لا زالت تنشط حاليا في الوسط السياسي وهو ما ينطبق على جبهة المستقبل التي يقودها بلعيد عبد العزيز الذي استقال من حزب جبهة التحرير الوطني ليحاول بعث طموحاته التي تتجاوز الانتخابات التشريعية والمحلية وحتى رئاسيات 2014. ويسعى هذا الأخير الاستفادة من تجربته في الحزب العتيد لتجاوز الكثير من العراقيل والمشاكل التي عاشها وكذا الاستثمار في مروره على الاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية لكسب أكبر قدر ممكن من القواعد النضالية ومنه مزاحمة تشكيلته السابقة في عدد الأصوات واستمالة المناضلين خاصة من الفئات الشابة والمثقفة. ويسير جمال بن عبد السلام على نفس خطى بلعيد عبد العزيز حيث أسس »جبهة الجزائرالجديدة« ليعلن طلاقه مع حركة الإصلاح الوطني التي لم تعرف الاستقرار منذ أزمة خريف 2004 حيث بين التاريخ أن الانقلاب على عبد الله جاب الله لم يكن كافيا لوضع الحركة على السكة الصحيحة وبقيت المشاكل متواصلة بين الأعضاء القياديين خاصة بعد أن اتفقوا على التداول على ترأس الحزب لفترة سنة واحدة وهو ما جعل جمال عبد السلام يستغل فرصة انتهاء عهدته على رأس الاصلاح ليبعث حزب جديد ويحاول اعادة التموقع في الساحة السياسية. وبالمقابل يعمل عبد الله جاب الله على اعادة بعث حزبه الجديد »جبهة العدالة والتنمية« والحصول على الاعتماد للعودة من باب التشريعيات وولوج قبة البرلمان لاسماع صوت الحركة والتحضير للانتخابات المحلية الخريف المقبل ومنه تعبيد الطريق لرئاسيات 2014، ويوجد حزب عبد الله جاب الله في موقع قوة بالنظر لسمعة الرجل وكذا هشاشة الأحزاب الناشطة على الساحة وهو ما يجعل باب المفاجأة مفتوحا، كما أن جاب الله سيستغل صعود التيار الإسلامي في البلدان العربية للتأثير على الوعاء الانتخابي الوطني لمنحه الثقة. وفي نفس السياق يستثمر عبد المجيد مناصرة رئيس »جبهة التغيير« لفرض نفسه كتيار اسلامي مجدد لخلافة »حمس« والاصلاح والنهضة الذين فشلوا طيلة السنوات الماضية في فرض أنفسهم، ويعول مناصرة على الكثير من اطارات »حمس« المنشقين للعودة بقوة والتظاهر بمظهر المجدد وصاحب رسالة التغيير التي ينشدها المجتمع. ويعمل بن بعيبش رئيس »حزب الفجر الجديد« والسيد محمد السعيد أو بلعيد رئيس حزب »الحرية والعدال«ة وعليان بشير رئيس حزب »المستقبل الديمقراطي« على تردد الوعاء الانتخابي لمحاولة طرح البديل واستقطاب الشباب والمثقفين للتأثير وجلب الأنظار من خلال النشاط المكثف واستقطاب وسائل الاعلام لتعويض الفارق مع الأحزاب الناشطة منذ بداية التسعينات. وتبقى الساحة السياسية مفتوحة على كل الاحتمالات واعتماد أحزاب جديدة سيكون في الأخير مفيدا جدا لاعطاء نفس جديد ومحاولة احداث المفاجأة وكسر سيطرة أحزاب التحالف التي تمر بظروف صعبة للغاية.