لم يفوت المترشحون للانتخابات الرئاسية المقبلة اليوم 13 من حملتهم الانتخابية، دون التأكيد، مرة أخرى، على رفضهم ل»تكالب» بعض الأطراف الخارجية على الجزائر ومحاولتها التدخل في الشأن الداخلي، مع تشديدهم على أن هذه الأخيرة ستبوء بالفشل أمام وحدة وتماسك الشعب الجزائري. فبالمسيلة، شدد رئيس ومرشح «جبهة المستقبل» عبد العزيز بلعيد على أن «مرتزقة البرلمان الأوروبي» الذي خصص جلسة لمناقشة الوضع في الجزائر «لا يستطيعون تحقيق مآربهم»، لأن «الشعب الجزائري موحد ومتماسك ويرفض التدخل في شؤونه الداخلية من أي دولة كانت». ونفس الموقف أبان عنه بلعيد لدى حلوله بعاصمة الهضاب العليا سطيف، أين جدد قناعته بأن الذهاب إلى الانتخابات يعد «الحل الوحيد للخروج من هذه الأزمة»، خاصة في ظل «تكالب» بعض الأطراف الخارجية على الجزائر هذه الأيام. وفي هذا الإطار، يرى مرشح «جبهة المستقبل» بأن تحقيق الاستقرار السياسي والاجتماعي متوقف على اختيار قائد يسير بالبلاد نحوبر الأمان، مشيرا إلى أن يقينه بكون الجزائر «في خطر» كان وراء ترشحه، ليدعو الجزائريين إلى إنجاح هذه الاستحقاقات التي «ستكون، ولأول مرة، نزيهة وحرة». وفي ذات المنحى، عاد مرشح «التجمع الوطني الديموقراطي» وأمينه العام بالنيابة عز الدين ميهوبي، للتأكيد انطلاقا من عنابة، على رفضه لدروس التسامح الديني القادمة من البرلمان الأوروبي الذي «يجهل الواقع الحقيقي للمجتمع الجزائري». وأشاد المترشح للرئاسيات بالطابع السلمي للمسيرات التي تعرفها البلاد منذ 22 فبراير والتي قال بأنها «تنبع من طبيعة الجزائريين أنفسهم». كما لفت ميهوبي إلى أن هذه السلمية التي شكك فيها البرلمان الأوروبي «لم تأت اعتباطا» بل هي «أولا، وليدة الشروط التي وفرها الجيش الوطني الشعبي». ونفس الفكرة، عبر عنها ميهوبي لدى نزوله بسوق أهراس، أين شدد على «ضرورة تفهم مطالب الحراك الشعبي والتفاعل معها، باعتبار أنه نابع من أبناء الجزائر»، غير أن التحدث باسم هذا الحراك يعد «استفزازا للجزائريين على اختلاف آرائهم»، مثلما ذكر. وفي ذات السياق، ثمن المترشح «الموقف القوي» لوزارة الخارجية التي أكدت استعدادها لمراجعة آليات التعاون مع المؤسسات الأوروبية وهذا تبعا لما توليه هذه الأخيرة فعليا لقيم حسن الجوار والحوار الصريح والتعاون القائمين على الاحترام المتبادل. أما مرشح «حركة البناء الوطني» عبد القادر بن قرينة، فقد أشاد هو الآخر خلال تجمع شعبي له بمدينة العلمة (ولاية سطيف) بالبيان الصادر عن وزارة الشؤون الخارجية والذي قال بأنه «يعبر بصدق عن موقف الجزائريين وحراك 22 فبراير الرافض للذل والخضوع.. الجزائر مقدامة دائما وصانعة للحدث». كما نوه بما أسماه «الدبلوماسية الشعبية « التي «تتكامل مع دبلوماسية الدولة في صون الأمن القومي وتحصين صورة الجزائر في الخارج». وفي سياق ذي صلة، جدد المترشح تثمينه لسلمية وحضارية الحراك الشعبي، ليضيف بالقول: «أحترم جميع الآراء حيث رفع كل جزائري الشعار الذي يعبر عنه ولم يمنعه أحد.. هذه الجزائر الجديدة التي نؤمن بها والتي نبنيها معا لأن الوطن أرض الجميع». ولم يغفل بن قرينة التطرق لموضوع الانتخابات حيث صرح بأن «الجزائر تسع الجميع، والجزائريون أحرار في التعبير عن رأيهم بشأن الانتخابات.. ولكن لا للظلم والاعتداء ومصادرة الآراء والصندوق هو الفيصل». للإشارة، فضل كل من مرشح «طلائع الحريات» علي بن فليس والمترشح الحر عبد المجيد تبون عدم برمجة أي نشاط نهار أمس.