إنّ طلب تدخل مؤسسة حقوق التأليف والحقوق المجاورة حالة ترابطية إسهامية تبادلية بينهما، فلوندا «ONDA» وقفت إلى جانب الفنانين والمبدعين والكتاب فأنصفتهم..منهم من رأى تدخلها مناسباتيا عابرا، وآخر استفاد حد التخمة وثالث يعيش حالة اجتماعية سيئة وصعبة لا تسد الرمق مهما قدمت له من مساعدات قد ترى اللجنة الاجتماعية، أن هذا الشخص انتفى حد المساعدة، لكنه لا يستطيع رفع نداءاته حد التسول. أقول هذه تبقى آراء وتأويلات ربما لا ترتقي إلى الحقيقة والفعالية التي تقوم بها هذه المؤسسة مشكورة، ومع ذلك نطالب من إدارة حقوق التأليف أن تساعدنا وتقف إلى جانبنا في ظروف استثنائية تكون عادة ملحة وطارئة، ولا نستطيع الفكاك من ذلك إلا إذا كانت العلاقة تجاوبا بين الطرفين. الفنان بحاجة إلى من يدعمه، وبذاك نقول ونجزم في الوقت ذاته إنّ «أوندا» هي المؤسسة الوحيدة التي تحمي حقوقه وتدافع عنها، ومن جهة أخرى عليها أن تسانده في مساعيه الثقافية وظروفه الاجتماعية الملمة، وهي التي تكون أقرب إليه في حاجته وهمومه وتوجساته حتى لا يبقى حبل المبدع على الغارب كما يقال، وتتركه يهيم في سراب يحسبه الظمآن ماء أو الإتجاه إلى مؤسسات أخرى لا تهتم بالشأن الثقافي، ولا تغني المثقف ولا تسمنه من جوع. إنّ مديرية حقوق التأليف والحقوق المجاورة مطالبة بمعرفة أحوال الكاتب حتى يستطيع هذا الكاتب أو المبدع أن ينتج نصا أو مسرحية أو رواية أو فيلما، وأن تكون أبوابها منفتحة ولا يتم الإنصات إلى انشغالاته إلا بالاستقبال المتميز بعيدا عن كل بيروقراطية أو انتظار موعد لا يأتي أو تهرب. ولذلك أقول أن المثقف يستطيع أن يلتقي بمدير حقوق التأليف والحقوق المجاورة دونما حواجز تذكر أو من وراء حجاب، وبدلا من ذلك أن يخصص يوما للإستقبال يغنيه بأن يضطر إلى تقديم طلب أو طلبات لا يلتقي المدير العام البتة. أقول هذا دونما الانتقاص من وظيفة هذه المؤسسة «أوندا»، التي تقوم بدورها المنوط بها ونشيد بتفهم موظفيها، وقد وقفت على هذا شخصيا من المعاملة المتميزة والحضارية التي تلقيتها. حتى لايفهم كلامي بأنّني أوجه سهام نقد لاذع أو أنمني بذاك، ألمح فقد إلى العلاقة التي يجب أن تكون بين المثقف ومؤسسة بمثل مؤسسة حقوق التأليف والحقوق المجاورة، وإنّني بذاك أتعرض في مقالي إلى علاقة ديناميكية خلاقة يسودها الحوار المثمر والتفاهم وليس التنابز والنقد العقيم أو يؤول كلامي بتأويلات خاطئة، إنّي أقول الرأي الذي يخدم الثقافة والمثقّفين ليس إلاّ.