أكد الفنان عبد النور شلوش في حديث ل”الشعب” أن الإخراج التلفزيوني أصبح في الوقت الراهن يترنح بين المتوسط والرديء، خاصة مع رحيل الكثير من أقطاب الإخراج الجزائري أمثال مصطفى بديع وجمال فزاز، وتوقف البعض عن الإبداع والإنتاج بحكم عامل السن. وقال إنه من الأسباب التي جعلت الإخراج في الجزائر يتراجع هو التوقف عن التكوين، بسبب الظروف التي مرت بها الجزائر، ومنذ الثمانينيات لم نكون جيلا جديدا وهو ما أدى إلى تضرر القطاع الفني والثقافي بصفة عامة. وأكد شلوش أن التكوين الأكاديمي مهم جدا، خاصة بالنسبة للشباب الذين يمتلكون مستوى جامعي، حيث عليهم أن يتكونوا في مجال الإخراج قبل اعتناق المهنة، سيما وأنه يجمع بين النظري والتطبيقي، لكن يقول مع مراعاة امتلاكهم لموهبة الإخراج. وأعاب شلوش عن عجز الجزائر في الوقت الراهن على تقديم 4 أو 5 أفلام أو مسلسلات في وقت واحد، مؤكدا على أن المخرج يجب أن تتوفر فيه شروط ومقاييس كبيرة، حيث يجب أن يتمتع بمستوى عال وخلفية ثقافية، كما عليه أن يكون ملما بالتاريخ والأدب، زيادة على الجانب التقني، وأضاف أن المخرج هو منظومة مستقلة بنفسها فهو رئيس الجوق، وهو الذي يتحمل نجاح الفيلم أو فشله، “فما يقال هو أن الإخراج السينمائي بصفة عامة هو مهنة المخرج، والعمل المسرحي مهنة الممثل”. وشدد الفنان القدير على أنه من الأسباب الرئيسية لواقع الإخراج في الجزائر هو افتقارها إلى معهد عالي لتكوين المهن السينمائية، مبرزا أن القائمين على رأس الثقافة في نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات عملوا على تكوين بعض المخرجين خارج الوطن، خاصة في المدارس الشرقية، حيث أن هناك يقول من درس ببولونيا والاتحاد السوفياتي سابقا على سبيل المثال وهناك من تكون في بلجيكا، والبعض الآخر تكون بالمدرسة الفرنسية بحكم أنهم عصاميين مثل مصطفى بديع، ولخضر حمينة في مجال السينما، والذي تحصل على الجائزة الكبرى في مهرجان كان، وبالنسبة للتلفزيون من ترك بصماته هو المخرج الكبير مصطفى بديع رحمه الله، ومعه تألقت في كثير من الأعمال يضيف المتحدث لتتوقف بعد هؤلاء المخرجين مسيرة التكوين. طالبنا في كثير من المرات وعبر الإعلام، بضرورة العودة إلى التكوين حسب ما قاله المتحدث وأضاف عوض المبالغة في إقامة المهرجانات، يجب العودة إلى سياسة التكوين وسياسة الإنتاج، والعودة إلى الغزارة في الإنتاج للنهوض بالإبداع حتى نجر وراءنا جيلا جديدا، والذين سيجدون إن بقي الإخراج على وضعه سياسة غير مستحبة. ونبه الفنان شلوش إلى أن الفرع الوحيد المتضرر هو الممثل، خاصة من ليس له مصدر رزق آخر سوى تقديمه لأفلام ومسلسلات، عكس مثلا الموسيقي والمطرب الذي يلجأ إلى الحفلات والأعراس. وقال “نحن نشاهد الآن موت السينما والإخراج الجزائري فكيف للاعب كرة قدم أو مدرب غير كفء يتقاضى مبلغا كبيرا في حين يهمش الفنان في الجزائر”. ودعا الفنان عبد النور شلوش إلى دق ناقوس الخطر لوضعية الإخراج في الجزائر، وطالب بفتح معهد عالي للفنون، وإعادة الاعتبار لهذا الفن على مستوى الجامعة، مشيرا إلى أن من لديه موهبة يمكن إرساله لإجراء تكوين في أي دولة خارج الوطن، أو استدعاء أساتذة إلى الجزائر حتى يستفيد منها الجيل الجديد على المدى القريب والمتوسط.