مشاهد مرعبة بمستشفى المغير توفي 12 شخصا وأصيب 46 آخر، بجروح متفاوتة الخطورة في حادث مرور مروع، وقع صباح أمس، على مستوى الطريق الوطني رقم 03 ببلدية اسطيل التي تبعد 140 كلم عن عاصمة ولاية الوادي وبلدية اوماش بولاية بسكرة في حصيلة هي الأثقل والأكثر دموية منذ بداية السنة الجديدة، حسبما أفادت به مصالح الحماية المدنية لولاية الوادي. حسب ذات المصالح فإن الحادث وقع على الساعة 01:10 دقيقة إثر اصطدام مباشر بين حافلتين من نوع (هيقر) الأولى تعمل على الخط الرابط بين (حاسي مسعود جيجل)، تحمل ترقيم ولاية جيجل والثانية تعمل على خط سطيفورقلة، تحمل ترقيم ولاية ورقلة، حيث أسفر عن وفاة اثني عشر شخصا في عين المكان، منهم امرأتان و10 رجال. وقع الحادث على مستوى الطريق الوطني رقم (03) غير المزدوج الرابط بين بسكرةوالوادي، على بعد نحو 05 كلم من المخرج الشمالي لبلدية اسطيل، إثر اصطدام عنيف بين الحافلتين كانتا تسيران في اتجاه متعاكس استنادا لتصريح مدير الحماية المدنية بالولاية أحمد باوجي. توفي الضحايا 12 بعين المكان، مما اضطر فرق الإنقاذ التابعة للحماية المدنية إلى استعمال معدات خاصة لانتشال الضحايا من الحافلتين اللتين تحولتا إلى كومة من الركام المعدني. وتم نقل جثث الضحايا إلى مصلحة حفظ الجثث بالمؤسسة الاستشفائية العمومية بالمقاطعة الإدارية بالمغير وهي المؤسسة الصحية الأقرب إلى مكان الحادث، كما تم إسعاف الجرحى من طرف الحماية المدنية في مكان الحادث، ثم نقلهم إلى المستشفى المذكور، في حين تم تحويل 05 حالات إلى إستعجالات 8 ماي بعاصمة الولاية لخطورة حالاتهم التي تستدعى طاقما طبيا جراحيا متخصصا. موازاة مع ذلك، فتحت مصالح الدرك الوطني تحقيقا لمعرفة ظروف ووقائع هذا الحادث المروع، فيما أرجعت التحقيقات الأولية سبب الحادث إلى السرعة المفرطة والوضعية الكارثية لعدد من مقاطع هذا المحور، بالإضافة لعدم ازدواجيته رغم أهميته. تواجد بعين المكان كل من مدير الحماية المدنية لولاية الوادي، ومدير الصحة لولاية الوادي، و35 عونا من مختلف الرتب، كما تم تسخير 10 سيارات إسعاف و04 شاحنات إطفاء تابعة لمصالح الحماية المدنية وسيارتي إسعاف تابعتين للصحة. كما تنقل وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، ووزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، إلى المؤسسة العمومية الاستشفائية بالمغير لزيارة المصابين ومعاينة وضعية الطريق واتخاذ الإجراءات اللازمة للتكفل بالجرحى وعائلات ضحايا الحادث. يذكر أن الطريق الوطني رقم ( 03 )، الذي وقع به الحادث يعد شريانا حيويا، تمر به أغلب المركبات القادمة لولايات الوادي، تقرت، حاسي مسعود، ورقلة وإلى الجنوب الكبير، تعبره الآلاف من مركبات الوزن الثقيل يوميا، متسببة في حوادث السير وتضرر الطريق رغم الميزانيات التي تصرف على صيانته سنويا. ورغم أن المجلس الشعبي الولائي بالوادي، خلال دورته العادية، التي خصصها لقطاع الأشغال العمومية، كان قد ناقش وضعية هذا الطريق الوطني، فيما يتعلق بالوضعية الكارثية التي بات عليها، والحاجة الماسة لازدواجيته، كونه الشريان الذي يربط كل الطرق الوطنية التي تمر بالولاية.