وصل عدد المدربين الذين تمت إقالتهم من على رأس نوادي الرابطة المحترفة الأولى منذ انطلاق مرحلة الإياب إلى ثلاثة، وهو رقم مرشح للارتفاع مع مرور الجولات. فبعد مزيان ايغيل من جانب شبيبة القبائل ورشيد بوعراطة من شباب قسنطينة، جاء الدور على توفيق روابح مدرب مولودية سعيدة بعد الهزيمة بثنائية أمام إتحاد الحراش، ولا تنتظر جماهير اتحاد العاصمة إلا خبر التخلص من التقني الفرنسي أولي نيكول، كما وضع مدرب المولودية فرنسوا براتشي على عتبة المغادرة إذا فشل في مباراة داربي السبت ضد نصر حسين داي. وكانت هذه الاقالات مفاجئة نوعا ما للشارع الكروي، لكن واقع المنافسة هذا الموسم فرض منطقه، بعدما تيقين الجميع أن اللقب ليس حكرا على فريق واحد مرشح فوق العادة أو اثنين، فلا أحد يستطيع أن يتنبأ بمن سيتوج بطلا نهاية الموسم نظرا لتقارب المستوى ونقاط فرق المقدمة، وذات الحال ينطبق على معركة السقوط، فمولودية وهران استفاقت في لقاءاتها الأخيرة وكذلك جمعية الخروب، وحتى نصر حسين داي عقد العزم على التشبت بآخر قشة للنجاة من العودة إلى القسم الثاني. إذا فأهداف كل نادي، والضغط الرهيب من قبل الأنصار حتم على رؤساء النوادي التحرك في كل الاتجاهات من أجل إعادة الأمور إلى نصابها وكما هي العادة فإن المدرب هو أول ضحية تقدمها الادارة قربانا لرضى الأنصار والإقتراب من الصدارة والنجاة من السقوط. مرحلة النقاط.. وليست مرحلة الصبر على المدربين أما عن التوقيت الذي يراه البعض غير ملائم، حيث كان من المفروض أن يكون في فترة توقف البطولة، حفاظا على الاستقرار، فإن الجواب ليس عند المسيرين ورؤساء النوادي الذين نادرا ما يحترمون عقد المدرب، بل عند الإيقاع الجديد للمنافسة، فلم يعد أي فريق مهما كان اسمه أن يضمن تفوقه بجميع اللقاءات على أرضية ميدانه والأمثلة كثيرة خلال الجولات الثلاثة الماضية، فشباب قسنطينة الذي انهزم على أرضية ميدانه بثلاثية عاد بالتعادل من ملعب المولودية التي هزمت الوفاق في عقر داره بسطيف قبل أن يفوز هذا الأخير خارج ميدانه أمام شبيبة بجاية. وعليه فإن الفترة الحالية ليست فترة الصبر على المدربين، وانتظار النتائج مع مرور المباريات، وإنما فترة حصد المزيد من النقاط بغية بلوغ الأهداف المسطرة، خاصة في هذه الجولات الأولى من رحلة العودة التي لم تتضح فيها بعد هوية الأندية المرشحة للسقوط والمرشحة للتتويج، إلا بعد مرور 5 أو 6 جولات، وعندها ستهدأ العاصفة على المدربين وسيبقى كل واحد في منصبه إلى غاية نهاية الموسم مهما كانت النتائج، خاصة بالنسبة للفرق التي تداول عليها ثلاثة مدربين.