دعا رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد اشتيه، امس، المجتمع الدولي إلى أن لا يكون شريكا في الخطة الأمريكية لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي المعروفة باسم «صفقة القرن» لأنها «لا تلبّي أدنى الحقوق المشروعة» للشعب الفلسطيني. وقال في مستهل الاجتماع الأسبوعي لحكومته في مدينة رام الله: «نرفض ما يسمى صفقة القرن، ونريد من المجتمع الدولي ألاّ يكون شريكا فيها لأنها تتعارض مع أبجديات القانون الدولي وحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف». وأضاف أن الصفقة الأمريكية «لا تستند إلى الشرعية الدولية والقانون الدولي وتعطي إسرائيل ما تريده على حساب الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني المتمثلة بالدولة المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس وحق اللاجئين إلى العودة». وأكّد اشتيه أنّ خطة واشنطن «لا تشكّل أساسا لحل الصراع، وتقدّمها جهة فقدت مصداقيتها في أن تكون وسيطا نزيها لعملية سياسية جدية وحقيقية». واعتبر أن «طرح الخطة في هذا التوقيت وما تم تنفيذه منها أدوات لتلبية رغبات إسرائيل ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وترسيخ للاحتلال». وقال إن الخطة الأمريكية «تعصف بأسس الحل العربي التي أقرتها القمم العربية المتعاقبة وخاصة مبادرة السلام العربية، وتتعارض مع أسس الحل التي وضعتها أوروبا ورؤية حركة عدم الانحياز مؤتمرات القمم الإفريقية». وأضاف أنّ الخطّة «أصبحت للتفاوض بين نتنياهو وزعيم المعارضة الإسرائيلية بيني غانتس وليست أساس للحل بين فلسطين وإسرائيل». وتابع قائلا: «هذه الخطة يتم طرحها لحماية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من العزل ونتنياهو من السجن وهي خطة حماية الذات لأصحابها». وأشار إلى أن الخطة الأمريكية «تعطي سيادة إسرائيل على أرض فلسطين في الوقت الذي تناقش فيه محكمة الجنايات الدولية موضوع ولايتها على أرض فلسطينالمحتلة»، مضيفا أن الخطة «لا تعطي الأرض المحتلة لأهلها ولا تعترف بالحدود المحتلة العام 1967 ولا تعترف بأن القدس أرضا محتلة بل تعطيها لإسرائيل عاصمة لها». وشدّد اشتيه على أن «القدس أرضا محتلة وهي لب الرواية الفلسطينية العربية المسيحية والإسلامية عن فلسطين وهي العاصمة لدولة فلسطين وحاضر ومستقبل وهوية أهل فلسطين». ودعا رئيس الوزراء الفلسطيني، الأمة العربية إلى «أن تكون درعا واقيا لحماية فلسطين من المؤامرة الكبرى وصون حقوق أهلها»، معلنا أن الرئيس محمود عباس سيدعو القيادة الفلسطينية لمناقشة كيفية وشكل ومحتوى الرد على «هذه المؤامرة على قضيتنا كما سيقول شعبنا كلمته بأعلى صوته». ووجّهت الإدارة الأمريكية دعوة إلى نتنياهو وغانتس لزيارة واشنطن هذا الأسبوع من أجل إطلاعهما على صفقة القرن المرتقب إعلانها قريبا.