أفرج الرئيس الأمريكي، عن خطته لتكريس تفوق للاحتلال الصهيوني، تحت مسمى، «صفقة القرن»، وتولى إعدادها صهره وكبير مستشاريه غاريد كوشنر، وكما هو متوقع أدانت القيادة الفلسطينية الخطة التي وصفتها ب«الصفعة»، وتوعدت بالرد عليها بصفعات في المستقبل. أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن «مدينة القدس ليست للبيع»، ، ردا على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي كشف عنها ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء، بشأن السلام في الشرق الأوسط المسماة إعلاميا «صفقة القرن»، معتبرا أن هذه الخطة «مؤامرة لن تمر وسيضعها الشعب الفلسطيني في مزابل التاريخ». وقال عباس، في كلمة له: إن «القدس ليست للبيع، وكل حقوقنا ليست للبيع والمساومة، وصفقة المؤامرة لن تمر، وسيذهبها شعبنا إلى مزابل التاريخ كما ذهبت كل مشاريع التصفية والتآمر على هذه القضية». وأضاف أن «مخططات تصفية القضية الفلسطينية إلى فشل وزوال ولن تسقط حقا ولن تنشئ التزاما»، مؤكدا «سنعيد هذه الصفعة صفعات في المستقبل». وأعلن الرئيس الفلسطيني أنه سيتم اتخاذ كل الإجراءات التي تتطلب تغيير الدور الوظيفي للسلطة الوطنية الفلسطينية، تنفيذا لقرارات المجلسين المركزي والوطني، لافتا إلى انطلاق مرحلة جديدة من الحوار والعمل الفلسطيني المشترك. وطالب عباس الفلسطينيين برص الصفوف وتوحيدها، وتعميق روابط الوحدة الوطنية، وإعطاء الأولوية على جبهة الاحتلال، وإسقاط مخطط تصفية المشروع الوطني الفلسطيني. وقال الرئيس الفلسطيني إن «إستراتيجيتنا ترتكز على استمرار كفاحنا الذي لم ينقطع لإنهاء الاحتلال، وتجسيد استقلال دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف». وأضاف: «سمعنا ردود فعل مبشرة ضد خطة ترامب وسنبني عليها»، مؤكدا تمسك الجانب الفلسطيني بالشرعية الدولية. تكريس الاحتلال وأعلن الرئيس الأمريكي ترامب خطته للسلام، المسماة إعلاميا «صفقة القرن» التي قال إنها تتكون من 80 صفحة يعترف فيها بالقدسالمحتلة عاصمة «غير مقسمة» للكيان الإسرائيلي. واقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إقامة دولة فلسطينية في إطار خطة للسلام في الشرق الأوسط أدانها الفلسطينيون لأنها تفرض شروطا صارمة وتوافق على احتفاظ إسرائيل بمستوطنات الضفة الغربية، وتشمل ضم الاحتلال لغور الأردن وقيام دولة فلسطينية منزوعة السلاح في شرق القدس وإلغاء حق عودة اللاجئين. وأعلن ترامب خطته في البيت الأبيض بينما كان يقف إلى جواره رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وتتضمن الخطة ما وصفه ترامب بتجميد النشاط الاستيطاني الإسرائيلي لمدة أربع سنوات. تهويد القدس وعلى الرغم من أن هدف ترامب المعلن هو إنهاء الصراع المستمر منذ عقود فإن الخطة التي قدمها تنحاز بشكل فاضح للاحتلال الإسرائيلي. ويرفض الفلسطينيون أي اقتراح لا يتضمن أن تكون القدس الشرقية كلها، بما في ذلك البلدة القديمة، عاصمة للدولة الفلسطينية. وتقول خطة ترامب إن الجدار سيمثل الحدود بين عاصمتي الدولتين وإن القدس ينبغي أن تظل عاصمة موحدة وذات سيادة لإسرائيل. وقال ترامب «تمثل رؤيتي فرصة مربحة للطرفين، وحل دولتين واقعيا يعالج خطر الدولة الفلسطينية على أمن إسرائيل». وقال إنه أرسل خطابا إلى عباس يطلب منه دراسة الصفقة. وقال جاريد كوشنر كبير مستشاري البيت الأبيض وأحد مهندسي الخطة الأمريكية لتلفزيون رويترز إن الفلسطينيين «يبدون في غاية الحماقة» برفضهم الفوري للخطة وإن عليهم قضاء بعض الوقت في بحث «عرض استهلالي قوي للغاية». ويقول منتقدون إن ترامب ونتنياهو أرادا صرف الانتباه عن مشاكلهما في الداخل. وتجرى حاليا محاكمة ترامب بهدف عزله فيما جرى توجيه اتهامات بالفساد إلى نتنياهو رسميا.