قال رئيس جبهة العدالة والحرية قيد التأسيس عبد الله جاب الله، بأن »فوز التيار الإسلامي تحصيل حاصل« مستندا في توقعاته إلى النتائج المحققة في استحقاقات سابقة »رغم الظروف والأوضاع غير المناسبة«، وقلل من تأثير على التحضير للتشريعيات تأخير المؤتمر التأسيسي للتشكيلة بعد تأجيله للمرة الثانية على التوالي لأن الكرة في مرمى وزارة الداخلية والجماعات المحلية على اعتبار أنها مطالبة بالتعجيل بدراسة الملفات والرد في الآجال المحددة. بدا جاب الله في معرض رده على سؤال تمحور حول توقعاته بشأن النتائج التي ستفرزها الانتخابات التشريعية المقررة في النصف الأول من شهر ماي المقبل، واثقا من فوز التيار الإسلامي إذ لم يتوان في تصريح خص به »الشعب« أمس، في التأكيد بأن فوز هذا الأخير »تحصيل حاصل« ليلتحق بذلك بقائمة الأحزاب التي تنبأت بافتكاكه أصوات الناخبين دونما عناء، في وقت قدم فيه كل من وزير الداخلية والجماعات المحلية دحو ولد قابلية والأمينين العامين ل»الأفلان« عبد العزيز بلخادم و»الأرندي« أحمد أويحيى توقعات معاكسة تماما. واستند الشيخ جاب الله في توقعاته التي تشاطره فيها كل التيارات المنتمية إلى التيار الإسلامي إلى عدة معطيات، فعلاوة على أن المجتمع الجزائري إسلامي ما يجعل الأحزاب الإسلامية الأقرب إلى الشعب الجزائري من حيث التعبير عن انشغالاته ومشاعره، فان التيارات الأخرى منها العلمانية والوطنية المتواجدين بالحكم منذ استقلال الجزائر أضاف يقول ذات المتحدث انطلاقا من التجربة الجزائرية، أثبتت فشلها في التكفل بانشغالات الشعب عموما. وفي سياق الطرح الذي يدافع عنه مؤسس ثلاثة أحزاب إسلامية منذ إقرار التعددية السياسية في الجزائر، توقف جاب الله عند أبرز إخفاقات التيارات السياسية التي كانت في الحكم منذ الاستقلال، ذكر منها الفشل في تحقيق التداول السلمي على السلطة من خلال إجراء انتخابات نزيهة وكذا التكفل بقضايا الأمة وعلى رأسها القضية الفلسطينية، والفشل في تكريس الحريات. جاب الله الذي أكد بأنه يحوز على قاعدة نضالية معتبرة في التيار الإسلامي، بالنظر إلى الوعاء الانتخابي الذي يحرزه كلما شارك في الاستحقاقات الانتخابية مقارنة بأحزاب أخرى فشلت في الحفاظ على المكانة التي وصلت إليها على غرار حركة مجتمع السلم »حمس« وكذا حركتي النهضة والإصلاح الوطني، التي وإن حققت نتائج ايجابية في عهده إلا أنها سرعان ما تراجعت بعد انسحابه، ذكر بأن التيار بعينه فاز في الاستحقاقات الانتخابية الماضية رغم الظروف والأوضاع غير المناسبة لكن النتائج زورت. كما أكد رئيس جبهة العدالة والحرية (قيد التأسيس) التحاق الجناح المناوئ للجناح الذي يقوده حملاوي عكوشي حاليا في حركة الإصلاح الوطني بالجبهة على أن يشاركوا في أشغال المؤتمر التأسيسي للحزب المقرر هذا الجمعة بعدما كان مقررا أمس ليؤجل بذلك للمرة الثانية على التوالي فقد اضطرت القيادة إلى تأجيله بسبب تأخر الوزارة الوصية في منح الترخيص لعقده. غير أن تأخر عقد المؤتمر التأسيسي للحزب الجديد لجاب الله لا يؤثر على تحضيراته لانتخابات التشريعية المقررة قبل منتصف ماي المقبل، لان الأمر مرتبط بالوقت الذي تستغرقه وزارة الداخلية في دراسة الملفات والرد عليها، وإذا كانت ستعجل بذلك فإنه لن يحدث أي تأخير. للإشارة فقد تم تأجيل المؤتمر الذي كان مقررا بالقاعة البيضاوية بحضور قرابة 7 آلاف مندوب بسبب الاضطرابات الجوية ورفض أصحاب الحافلات نقل المؤتمرين من مختلف الولايات التي عزلتها موجة الثلوج إلى العاصمة.